اطفأ الرئيس نبيه بري محركات دعوته الى الحوار وقال : والله يشهد انني بلغت ودعوت الى الحوار لضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وانا ادعو من رفض الحوار يفرجينا عبقريته شو بيقدر يعمل لاتمام الاستحقاق الرئاسي؟
والذي رفض الحوار هي اكثرية الكتل المسيحية وعلى رأسها القوات اللبنانية بذريعة ان الحوار لن يؤدي الى النتيجة المرجوة …
وفي الوقت الذي يتواصل فيه الانهيار على كل صعيد كحالة انقسام طائفي في دولة مشوهة وعجز يهدد ما تبقى من ادارات رسمية عاملة الى جانب تواصل اجتياح النزوح السوري وبمعدل الف نازح كل يوم على الاقل والتوجس من اخطار هذا النزوح المتفلت وما يشكله من ضغوطات اقتصادية وامنية، بدات العديد من المرجعيات الصامتة التي كانت تكتفي بمشاهدة هذه المظاهر السريالية، بالتحرك والتململ من اداء العديد من القادة السياسيين ومشاركتهم في تأجيج الحملات الكيدية والعنصرية دونما ترو وتفكر بما يمكن ان يحصل اذا ما استمر الحال على ما هو عليه !!!
وبالامس سمعنا رئيس كتلة الاعتدال النيابية النائب هادي حبيش يقول في مقابلة تلفزيونية انه يغالط سمير جعجع في موقفه الرافض للحوار وقال انه التقاه وابلغه هذا الرأي . فأجابه جعجع : ان مثل هذه الدعوة الى الحوار لن تؤدي الى انتخاب رئيس . فأجابه حبيش: لنذهب الى الحوار ونتناقش على مدى اسبوع ثم نذهب الى الانتخاب كما اوضح الرئيس بري.
وعن مثل ذلك قال نائب اخر في معرض العجز عن مكافحة النزوح السوري ان وزراء التيار الوطني الحر ارتكبوا خطيئة فادحة عندما قاطعوا جلسة مجلس الوزراء للبحث في تداعيات وابعاد النزوح السوري بحجة انهم لا يشاركون في جلسات تناقش مواضيع هي من اختصاص رئيس الجمهورية المغيب !!
ويقول رئيس كتلة مسيحية بكل وضوح : ان النواب المسيحيين هم من يعطل انتخاب الرئيس المسيحي نتيجة الكيد والجهل لان المادة 49 من الدستور اللبناني ان انتخاب رئيس الجمهورية يتم بغالبية الثلثين وبدلا من هذه المسرحيات المتكررة ، فليذهبوا الى تعديل المادة 49 وجعلها كانتخاب رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء بالنصف زائد واحد .
ولذلك قال لهم الرئيس نبيه بري عندما اطفأ محركات دعوته للحوار : فرجونا شو فيكم تعملوا من دون حوار وتفاهم ؟
والواقع ان المسيحيين هم الذين يتمسكون بالمادة 49 للدستور خوفا من ان يعمل المسلمين على انتخاب رئيس جمهورية مسلما وليس مارونيا بحكم انهم الاكثر عددا وتأثيرا .
هذا في اطار الفرضيات ، اما ما يجب ان يكون ، ان يتحاور الجميع للتفاهم على رئيس يوافق عليه الجميع وكما كان مأمولا في دعوة الرئيس بري، وان الوساطات الفرنسية ومن ثم اللجنة الخماسية والمساعي القطرية قد تنتج رئيسا تحت وطأة الظروف القاسية وبموافقة اللبنانيين .
وحتى الوساطات الخارجية قد لا تؤدي الى النتيجة المرجوة اذا اعترض عليها اي فريق محلي وازن…
“عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7 الممتحنة)”