بعد الإعلان أمس الأربعاء عن هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة بعد مفاوضات معقدة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والعدو الاسرائيلي عبر وسطاء، ساد غموضٌ بشأن موعد بدء هذه الهدنة، خلال الساعات الأخيرة. وبانتظار اتضاح المشهد في ما يتعلق بمصير هذه الهدنة التي ترفض المقاومة أن تتم إلا بشروطها، تواصل قصف جيش الاحتلال لمناطق عديدة في قطاع غزة، مخلفاً عدداً من الشهداء والجرحى والمفقودين.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن “المحادثات بشأن الخطة التنفيذية لاتفاق الهدنة تسير بشكل إيجابي”، وأن “الإعلان عن موعد بدء سريان اتفاق الهدنة سيكون خلال الساعات المقبلة”.
وأوضح الأنصاري أن “العمل مستمر مع الطرفين وشركائنا في القاهرة وواشنطن لضمان سرعة بدء الهدنة”. من جهتها، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أكدت أن “الأطراف تعمل على وضع التفاصيل اللوجستية النهائية لاتفاق الهدنة بغزة”مضيفة “نأمل أن يبدأ تنفيذ اتفاق الهدنة في غزة صباح غد الجمعة”.
يُذكر أن اتفاق الهدنة من المتوقع أن يشمل تبادل 50 من الأسرى من “النساء المدنيات والأطفال” في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجون العدو، كما ستسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
عسكرياً، قالت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود العدو في محاور التقدم شمال قطاع غزة.
وأضافت سرايا القدس أنها استهدفت آليتين عسكريتين للاحتلال بقذائف “تاندوم” و”آر بي جي”. سرايا القدس أعلنت ايضاً تمكنها من استهداف 11 آلية عسكرية بمحاور التوغل بالزيتون وتل الهوا والشاطئ والشيخ رضوان وجحر الديك.
هذا وسُمع دوي صفارات الإنذار في مدينة عسقلان، إذ غالباً ما يسبق دوي الصفارات سقوط الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية.
وفي اليوم الثامن والأربعين للعدوان على القطاع، لم يتوقف جيش الاحتلال عن ارتكاب المجازر، حيث نفذ أخرى جديدة تُضاف إلى أكثر من 1300 مجزرة منذ الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تزامنًا مع استمرار استهدافه للمستشفيات والمنازل بسلسلة من الغارات موقعاً مئات الشهداء والجرحى.
وكثّف الجيش الإسرائيلي اليوم عدوانه على القطاع، إذ طالت الغارات والقصف المربعات السكنية، والمستشفيات ومحيط مراكز إيواء النازحين، ما أوقع عشرات الشهداء ومئات الإصابات.
واستُشهد عشرات الفلسطينيين، وأُصيب آخرون بجروح مختلفة، منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الخميس إثر قصف الاحتلال براً وبحراً وجواً، لأحياء سكنية في العديد من المناطق في قطاع غزة، الذي يعد الأعنف منذ بدء العدوان.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرتين جديدتين واحدة في حي الصبرة بمدينة غزة حيث دمرت مربعا سكنيا تقطنه عائلة ابو شريعة في شارع المجمع واخرى في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع وعرف من بين المنازل المستهدفة، عائلات الكرد، الدواوسة، شاهين، العزامي، سرداح، العالول، السكني، الهرش، وشلحة.
وارتقى عشرات الشهداء والجرحى في قصف على منازل سكنية في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة من عائلتي أبو عبيد وأبو فول منطقة أبو سكندر شمالي غزة.
وواصلت طائرات الاحتلال استهداف مخيم النصيرات وسط القطاع مستهدفة شقة في عمارة تمراز في وأنباء عن شهداء وإصابات. وشنت طائرات الاحتلال غارةً عنيفة محيط شركة الكهرباء شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال منزل لعائلة الجمل في محيط أبراج عين جالوت وسط قطاع غزة. كما استهدفت منزل يعود للمواطن ابو ثائر الطويل بجوار برج النوري في أرض المفتي وتم انتشال عدد من الشهداء واصابات. وأغارت طائرات الاحتلال على محيط موقع الكتيبة 13 بين مخيمي المغازي والبريج على صلاح الدين وسط القطاع. وانتشلت الطواقم الطبية 4 شهداء جراء استهداف منزل لعائلة أبو الروس بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ودمرت طائرات الإحتلال مبنى جمعية خيرية خلف المستشفى الكويتي برفح ما أوقع عددا من الجرحى في منازل مجاورة. كما دمر جيش الاحتلال مسجد الرحمة وسط مخيم الشابورة برفح ما الحق دماراً واسعاً في المنطقة. وانتشلت طواقم الإسعاف 14 شهيد وعدد من الإصابات بعد استهداف منزل آل أبو مسامح في منطقة بني سهيلا شرق خانيونس.
وقصفت طائرات الاحتلال مقر بلدية القرارة شمال خان يونس. كما قصفت منزلًا من ثلاث طوابق في منطقة ارميضة ببني سهيلا شرق خانيونس.
وشاركت الزوارق الحربية في استهداف منطقة غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. واستهدفت طائرات الاحتلال منزل يعود لعائلة العمور شرق بلدة الفخاري شرقي خان يونس.
وأجلت طواقم الهلال الأحمر مع الأمم المتحدة، 190 جريحًا ومريضًا ومرافقيهم وعددًا من الطواقم الطبية من مستشفى الشفاء في غزة إلى مستشفيات جنوب القطاع، فيما بقي عدد من الجرحى ومرافقيهم في المستشفى، وقد تم نقل الجرحى إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس ومرضى غسيل الكلى إلى مستشفى ابو يوسف النجار في رفح.
واستغرقت العملية حوالي 20 ساعة، حيث تم عرقلة القافلة وإخضاعها للتفتيش الدقيق أثناء مرورها عند الحاجز العسكري الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها، الأمر الذي عرض حياة الجرحى والمرضى للخطر، فضلاً عن احتجاز ثلاثة مسعفين ومرافق جريح، فيما تم لاحقاً اطلاق سراح اثنين من المسعفين ومرافق الجريح ولا يزال الزميل المسعف عوني خطاب محتجزًا.
واعتقلت قوات الاحتلال مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية أثناء عملية إجلاء المستشفى. ورداً على ذلك، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقال أبو سلمية وعدد من الكادر الطبي، داعية الصليب الأحمر والمنظمات الدولية للعمل على إطلاق سراحهم.
من جهته، أعلن مدير وزارة الصحة بغزة منير البرش من المستشفى الإندونيسي أن “الاحتلال أنذرنا بإخلاء المستشفى خلال 4 ساعات”، لافتاً إلى أن “القصف متواصل حول المستشفى من كل الجهات”.
وقال البرش إنه “لدينا 65 جثة في المستشفى لا نستطيع دفنها”، مضيفاً أن “450 مريضاً غادروا المستشفى الإندونيسي أمس الأربعاء، وبقي نحو 200″، موضحاً أن يتم حمل 6 أو 7 أشخاص في كل سيارة إسعاف.