لا يبدو ان شرقنا الاوسط سيكون في حالة استرخاء دائمة بعد حروب بدأت ولا تنتهي ، ويبدو ان الجيش الإسرائيلي يتبنى استراتيجية جديدة عالية المخاطر ويتطلع الى المزيد من المناطق التي ستصبح “اراضٍ إسرائيلية” !! ويسعى جيش العدو الإسرائيلي وهي بصدد تحول استراتيجي اوسع نطاقا حيث بدأ في إنشاء ما ينوي ان يكون ” مناطق عازلة” غير محددة على اربع جبهات في غزة ولبنان وسورية والضفة الغربية
ويُقال ان مسؤول عربي اتصل بمن يلزم وابلغهم نية اسرائيل بإقامة شريط من الشوف الى وادي التيم إلى السويداء. وكان من المفترض ان تغادر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ١٨ شباط الماضي لكنها بقيت متمركزة في خمسة مواقع محصنة جنوب لبنان مبررة حاجتها الى حماية المجتمعات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان وهي ماضية في تجريف اراضٍ بعمق كيلو متر على طول الحدود مع لبنان ، في حين انهار وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل التي احتلت الأراضي السورية بحجة عدم وجود قوة معترف بها لحماية الحدود. وفي حين علقت اسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة اكد الرئيس ترامب مجددا عزمه على امتلاك غزة وتحويلها الى “ريفييرا” الشرق الأوسط ، وجاء في البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت في القاهرة ، ان القمة تبنت الخطة المصرية لاعادة اعمار غزة .
بدوره وجه الرئيس ترامب يوم الاربعاء تهديدا مباشرا لحركة حماس مطالبا بالافراج الفوري عن جميع الرهائن واعادة جثامين القتلى محذرا من عواقب وخيمة ، وقال ترامب في منشوره “شالوم حماس” تعني مرحبا ووداعا ، مؤكدا أنه سيدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه ولن يكون عضو في حماس بأمان ان لم تفعلوا ما اطلبه
وشددت دول أوروبية عدة في اعقاب اجتماع لمجلس الامن الدولي يوم الاربعاء على ان حركة حماس يجب ان لا تؤدي اي دور في قطاع غزة خلافا لما جاء في مقررات القمة العربية
وحذر استاذ القانون الدولي المصري محمد محمود مهران من نتائج القمة العربية بالقاهرة ، حول فلسطين والتي لا تتناسب مع حجم التحديات التي يواجهها العرب وهي قمة تنعقد في ظروف استثنائية تتطلب مواقف استثنائية ، في حين ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مخططات للتهجير القسري لا تنقذه بيانات كالشجب والادانات وعلى القادة العرب تحمل مسؤولياتهم التاريخية في زمن الغلو الإسرائيلي
وهكذا تبقى البيانات الختامية للقمم العربية صيغا إنشائية تفتقر الى اليات التنفيذ وهي اقرب الى الامنيات والتمنيات لان القضية الفلسطينية بحاجة الى اكثر من بيانات واكثر من رهان على وسطاء منحازين !!!
وخلصت القمة العربية في القاهرة الى اتخاذ القرارات التالية:
١ـ التأكيد على ان الخيار الاستراتيجي هو السلام العادل والشامل الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني على اساس حل الدولتين واقامة طبيعية قائمة على التعاون مع جميع دول المنطقة
٢ـ تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية والولايات المتحدة من اجل تحقيق السلام والعدل في المنطقة
٣ـ رفض تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه والتطهير العرقي والتشديد على ضرورة التزام اسرائيل بالقانون الدولي
٤ـ ادانة القرار الصادر مؤخرا من الحكومة الإسرائيلية بوقف ادخال المساعدات لقطاع غزة
٥ـ التحذير من اي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني اي ضم اي جزء من الارض الفلسطينية المحتلة والتأكيد على الجهود المصرية الأردنية في مواجهة مخاطر التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
٦ـ اعتماد الخطة المقدمة من جمهورية مصر ودولة فلسطين والدول العربية الى اعادة إعمار غزة
٧ـ التأكيد على الأولوية القصوى لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمرحلتيه الثانية والثالثة على غزة وانسحاب اسرائيل من القطاع
٨ـ الترحيب بعقد مؤتمر دولي في القاهرة في اقرب وقت ممكن للتعافي واعادة الاعمار في قطاع غزة مع دولة فلسطين والامم المتحدة
٩ـ التنسيق مع الدول العربية والإسلامية لإعادة اعمار قطاع غزة
١٠ـ الترحيب بالقرار الفلسطيني لتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية
١١ـ دعوة مجلس الامن للى نشر قوات دولية لحفظ السلام وتحقيق الامن للفلسطينيين والإسرائيليين تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني (وهنا بيت القصيد)
١٢ـ دعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية
١٣ـ دعوة الامم المتحدة لإنشاء صندوق دولي لرعاية ايتام ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
١٤ـ التأكيد على ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان والالتزام بجميع بنوده والالتزام بقرار مجلس الأمن ١٧٠١