يواصل العدو الاسرائيلي حربه الاجرامية على الفلسطينيين في غزة في ابشع صور العذاب والنكال والانتقام والنقمات والشدائد العظام، حتى فاق عدد الضحايا المئة الف معظمهم من الاطفال والنساء. وتقول الامم المتحدة ان اطفال غزة ممن بقوا على قيد الحياة يعانون الهزال وسوء التغذية لا بل انعدامها وان ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة جراء التوغل العسكري الفاشل في القطاع الذي بات من تبقى على قيد الحياة ان يكون “فشة خلق” لاخفاقات الجيش الذي لا يقهر .
وما يشهده قطاع غزة من نكال وتطهير عرقي وانتقام لم يحرك ضمائر المسؤولين في الدول ” الراقية” التي تتظاهر تعاطفا مع هرة سقطت في حفرة ولم تستطع الجهات المعنية انتشالها في غضون ساعة من الزمن !!
ولا نتحدث عن غفلة ” ذوي القربى” الذين نسيء الظن فيهم والذين لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم، وقد صح فيهم قول الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري :
اذا تخاذل اهل الرأي فافترقوا
فاتسنهض الجنّ ان الجنّ معوانُ
وفي احصائية رسمية اصدرتها هيئة الامم المتحدة ان “اسرائيل” ادارت ظهرها ل ٦٩ قرارا امميا ضربت به عرض الحائط، تتضمن قرارات تحض “اسرائيل” للالتزام بالقانون الدولي ، ومن بين هذه القرارات القرار ١٣٢٢ الصادر عام ٢٠٠٠ يوم دخل اربيل شارون الحرم القدسي الشريف عنوة وسقط يومها ٨٠ شهيدا فلسطينيا ، وادان مجلس الامن اسرائيل بوصفها القوة المحتلة الى التمسك بالتزاماتها القانونية. وتواصل التعديات على الاقصى من قبل الغزاة الصهاينة وفق القرار ٢٠٠ الصادر عام ٢٠١٦ ، واليوم يكثر الحديث عن نوايا الصهاينة لاقتحام المسجد الاقصى والتضييق على الفلسطينيين خلال شهر رمضان الذي اطلت تباشيره في الوقت الراهن !!
ونتذكر ولا ننسى عشرات القرارات الاممية ومن بينها قصف مركز قيادة الفيجي التابع للامم المتحدة في بلدة قانا الجنوبية والذي لجأ اليه ١٠٨ من المدنيين اللبنانيين الذين تحصنوا فيه هربا من القصف الصهيوني واستشهدوا جميعا في العام ٢٠١٦.
كل ذلك حصل ويحصل على مسمع ومرأى العالم، ولا سبيل لردع المعتدي ، تماما عندما امتنع مجلس الامن عن اصدار قرار بوقف اطلاق النار وعارضته الولايات المتحدة “الفيتو”
وهو ما يؤكد ان العالم تحكمه القوى العظمى التي حمت وتحمي اسرائيل منذ قيامها عام ١٩٤٨.
ومع ذلك ، يتعامى “الكثيرون” عن جرائم العدو!! ولولا القليل من الحياء لطالبوا بل طالبوا بالتطبيع وقد فعلوه !!