*منسق عام جبهة العمل الإسلامي: آن الأوان لكي تعي الدول العربية والإسلامية حجم المؤامرة الجهنّمية على حقوقنا ومقدساتنا والتعاضد والتعاون بين مختلف أبناء الأمة لمواجهة محور الشر الأمريكي الصهيوني*
استهجن منسّق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير عثمان الجعيد: التصريحات الجنونيّة لفرعون هذا العصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذه التصريحات الشيطانيّة الترامبيّة التي تتعلّق بأهلنا في غزةّ العزّة والداعية إلى تهجيرهم من القطاع وتحويله إلى منطقة عقارية وتجاريّة كبرى تستقطب الزّوار من كل أنحاء العالم للتسلية والترفيه والاستجمام.
وأشار سماحة الشيخ الجعيد: أنّ مواقف ترامب تلك تلاقت بشكل لافت وخطير مع دعوة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التي دعا فيها المملكة العربية السعودية التي تملك أراضي واسعة جدّاً لاحتضان الشعب الفلسطيني واستقباله وإقامة دولته الفلسطينية على أرض المملكة، لافتاً إلى أنّ هذه الدعوة الجهنّمية الخطيرة تُثبت من جديد نوايا العدو الخبيثة في محاولة استيلائه على قطاع غزّة، وفي سعيه لتهجير الغزّاويين من أرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم، وهذا ما عبّر ويُعبّر به قادة العدو يوميّاً بكلّ وقاحة وصفاقة وصلافة ما جعل حماس والمقاومة تقوم باتخاذ موقف صريح جريء بوقف عملية تبادل الأسرى حتى التزام العدو الصهيوني ببنود وقف إطلاق النار كاملة.
ومن هذا المنطلق أكّد سماحة الشيخ الجعيد: أنّ معركة طوفان الأقصى المباركة لم تكن من أجل القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وفلسطين فحسب، بل تخطّتها لتحمي في خلفياتها ومندرجاتها الدول العربية والأمّة الإسلامية جمعاء، ولاسيّما دول الخليج، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وكذلك مصر والأردن؛ ويأتي الموقف السعودي الرسمي برفض دعوات ترامب والنتن ياهو والذي نشيد به تُظهر بوضوح أن المملكة لن ترضخ للضغط الأمريكي والإسرائيلي بعد أن كشّر النتن ياهو وترامب عن أنيابهما، وبعد أن سلّم ترامب بالمنطوق اليهودي الصهيوني المتعجّرق الفوقي الذي ينظر إلى الدول العربية والشعوب العربية والإسلامية على أنّها بيادق وأحجار شطرنج عنده يلعب بهما كيفما شاء.
ولفت الشيخ الجعيد: مجدّداً إلى تفاهة مقولة حماية بلاد الحرمين من الخطر الإيراني، مشيراً ومن خلال تلك التصريحات والدعوات الترامبيّة وتلك الصادرة عن النتن ياهو بأنّ الخطر الحقيقي، لا بل الخطر الأوّل والأوحد على السعودية ودول الخليج وعلى الأمّة جمعاء هو الخطر اليهودي الصهيوني والغطرسة والتسلط الأمريكي، والدليل على ذلك تلك المواقف الخطيرة، وتلك المؤامرة الشيطانية للاستيلاء على قطاع غزّة العزّة وفرض الشروط والإملاءات والأوامر على المملكة العربية السعودية وعلى الأردن وعلى جمهورية مصر العربية.
وأخيراً اعتبر الشيخ الجعيد: أنّه آن الأوان لكي تعي تلك الدول العربية والإسلامية وحكّامنا وملوكنا وزعماؤنا وأمراؤنا وشعوبنا حجم تلك المؤامرة الجهنّمية وحقيقتها، والالتفاف حول بعضنا البعض والتعاضد والتعاون بين مختلف أبناء الأمة بكافة أطيافها ومذاهبها لمواجهة الخطر الواضح الظاهر الحقيقي على الأمّة العربية والإسلامية وحقوقها ومقدساتها وهو محور الشر الأمريكي الصهيوني، ومن لفّ لفّهما ودار في فلكهما من دول الغرب في أوروبا التي تنصاع كما هو واضح للعيان للإيعاز الأمريكي، وللعنة الهولوكوست الكذبة التي يدّعيها اليهود الصهاينة، في حين أنّ أكبر محرقة حدثت اليوم في التاريخ المعاصر وكما اعترف بها الجميع هي الإبادة الجماعيّة الحقيقيّة ومحرقة غزّة بنسائها وشيوخها وأطفالها ومدنييها التي جرت أمام أعين ومسمع العالم أجمع بضوء أخضر أمريكي غربي للقضاء على قضيّة الأمّة المركزية، ألا وهي القضيّة الفلسطينية العادلة المحقّة، إلّا أنّ المقاومة الفلسطينية البطلة وكل جبهات الإسناد َوالمقاومة أفشلت تلك المؤامرة لغاية الآن، واستطاعت تلك المقاومة بصبرها وإيمانها وعزمها وصمودها وإرادتها من تحقيق النصر العزيز من خلال إفشال كلّ أهداف العدو التي وضعها لتصفية القضية ولمحاولاته القضاء على المقاومة.