رأت جبهة العمل الإسلامي في لبنان: أننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الخطاب الرزين والمتعقّل الذي يعمل على توحيد اللبنانيين ولا يفرقهم، الخطاب الذي في مضمونه ومضمون اللوائح الانتخابية المفترضة الذي يبعث الثقة ويطمئن المواطن ويعمّق الوحدة ويسعى ويدعو إلى وأد الفتنة، وليس الخطاب الفتنوي والتحريضي الذي يتبناه اليوم بعض القوى السياسية وتجعله أساساً في برنامج لوائحها الانتخابية للأسف الشديد، هذه القوى وهذه اللوائح التي تغشُّ النّاس من خلال دعواتها وطلبها بنزع سلاح المقاومة وتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني حسب زعمهم.
وتساءلت الجبهة: عن أي سلاح يتكلمون هؤلاء الذين يدّعون السيادة والسيادية، هذا السلاح الذي حرّر لبنان من احتلال ورجس العدو الصهيوني وأعاد العزة والكرامة والسيادة للبنان واللبنانيين، وهذا السلاح الذي لولاه لكانت اسرائيل وعملائها في الداخل يحكمون لبنان ويسيطرون على كافة مفاصله، هذا السلاح الذي لولاه لكانت داعش والنصرة وكل الجماعات التكفيرية قد نجحت في السيطرة على لبنان وارتكبت جرائم الذبح والحرق ودفن الناس وهم أحياء ونبش القبور وتدمير الكنائس وتفجير المساجد وكل دور العبادة، هذا السلاح الذي أبقى هؤلاء السياديون على عروشهم وفي مواقعهم لأنّه سلاح وطني شريف لم يميّز أو يحتكر في دفاعه عن الوطن طائفة أو فئة من اللبنانيين دون أخرى.
أنّه لمن المؤسف: أن نرى بعض المرشحين واللوائح تدعو إلى ما يدعو إليه العدو الصهيوني الذي سرق غازنا ونفطنا ومياهنا، والذي يستبيح أرضنا وسماءنا وبحرنا يومياً، هذا السلاح الذي حقق توازن الردع والرعب مع العدو وأجبره على الرضوخ قسراً لهذه المعادلة، وحدث ولا حرج عن سلاح النخوة والعزة والشجاعة والبطولة والكرامة، لقد قدّم هؤلاء الأبطال الذين حملوا هذا السلاح أثمن وأغلى ما يملكون لكي يحافظوا على وحدة هذا الوطن ووحدة شعبه ومؤسساته دون أن يبخلوا ولو بقطرة دم واحدة،
أمّا عن أوهام وأضغاث أحلام الاحتلال الإيراني كما يزعمون، فنسألهم سؤالاً واحداً : أين هو هذا الاحتلال وأين هم جنوده ورجاله المحتلون؟!، إننا لا نعرف سوى احتلالاً واحداً هو الاحتلال الصهيوني، أما الجمهورية الاسلامية الإيرانية فهي قدمت وتقدم مشكورة كل ما يؤدي إلى نهوض وطننا من أزماته الخانقة، وأعمالها وأفعالها تشهد على ذلك،
لذا فإننا نعتبر: أنّ الانتخابات اليوم أمانة، وعلى الناخب أن يختار المرشح المناسب الذي يرى فيه الصدق والكفاءة ونظافة الكف وتحمّل المسؤولية ليكون في برنامجه ظهيراً للحق وناصراً للمظلوم ومقاوماً للعدو الصهيوني وعوناً مخلصاً من أجل تحقيق المطالب المحقة للمواطن ورفع الضيم والظلم عنه.