Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

الى متى يتواصل هدر الوقت بشأن الترسيم البحري، وماذا يعني نفق رأس الناقورة الحجري لحدودنا البرية والبحرية.

الى متى يتواصل هدر الوقت بشأن الترسيم البحري
وماذا يعني نفق رأس الناقورة الحجري لحدودنا البرية والبحرية.

عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

 

في الوقت الذي اشاعت فيه “اسرائيل” ان الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان و “اسرائيل” اموس هوكشتاين سيعود الى المنطقة الاسبوع المقبل، ولكنه لم يعد في الاسبوع المقبل ولا بعده، في حين توعدت “اسرائيل” حزب الله بالحرب اذا شنّ اي هجوم على حقل كاريش بينما التزمت الولايات المتحدة الصمت بشأن عودة هوكشتاين !!
وسرّبت “اسرائيل” ما مفاده ان العدو سيتنازل عن مساحة بحرية معينة قريبة من الشريط الساحلي في عمق البحر، وبالمقابل سيتنازل لبنان عن مساحة بحرية معينة، في الوقت الذي سرّب فيه متحدث ان “اسرائيل” ستبدأ في ضخ الغاز الطبيعي من منصة كاريش اواخر الشهر الجاري.
الا ان كل هذه التسريبات الغاية منها اختبار الردود عليها وخاصة من جانب المقاومة، في حين قال وزير دفاع العدو غانتس ان عمليات استخراج النفط والغاز ستبدأ عندما يكون الحقل جاهزا للانتاج، ولم يحدد متى سيكون جاهزا، ما يشير الى ان التسريبات هي لرصد رد فعل المقاومة التي اكدت موقفها في حينه وهي بانتظار عودة هوكشتاين ليبنى على الشيء مقتضاه.
والمعروف ان لبنان والعدو الاسرائيلي يتنازعان على منطقة بحرية يُقال انها غنية بالغاز والنفط وسط مساحة بحرية تبلغ ٩٦٠ كلم وفق خرائط مودعة من الطرفين لدى الامم المتحدة بشهادة الولايات المتحدة التي تنصب نفسها وسيطا “نزيها” بين طرفي النزاع.
ويخشى والحالة هذه من العودة الى اربعينات القرن العشرين عن وجود نفق تاريخي منسي قد يضع لبنان والمنطقة على حافة نزاع حدودي مفتوح على مصيرين: اما بوادر ازدهار ونماء للبنان، او حرب شرسة ومدمرة بين “اسرائيل” ولبنان قد تمتد لتشمل اطرافا اخرين.
وكان من المفترض ان تقتصر المفاوضات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدر ب ٨٦٠ كيلومترا مربعا تُعرف بالخط ٢٣ وفق خرائط ارسلها لبنان الى الامم المتحدة عام ٢٠١١.
ولكن لبنان اعتبر لاحقا ان الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة وطالب بالبحث في مساحة ١٤٣٠ مترا مربعا اضافية تشمل خط كاريش وتُعرف بالخط ٢٩، بينما يقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط ٢٣ مع خط ١ وهو الخط الذي وضعته “اسرائيل” لدى الامم المتحدة وهو ابعد من الخط ٢٣. الا ان وجود النفق الحدودي في رأس الناقورة والذي يفصل بين لبنان وفلسطين المحتلة بدأ يطل على ساحة المواجهة بعد ان تبين ان هذا النفق من شأنه ان يدعم الترسيم البري والبحري للمنطقة المتنازع عليها. وليس من فراغ ان يقوم وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية بزيارة النفق القديم لسكك الحديد عند مدخل نفق حجري قديم عند الطرف اللبناني من منطقة رأس الناقورة يعود الى حقبة الانتداب البريطاني حيث عبرت منه واليه خطوط سكك الحديد بيروت _عكا التي استخدمها الحلفاء ابان الحرب العالمية الثانية للتزويد بالمؤن والامدادات، واتهم الوزير حمية “اسرائيل” باحتلال مساحة كبيرة وطالب باستعادة كل شبر منه كونه يخضع لاملاك وزارة الاشغال والنقل اللبنانية.
ويمكن لهذا النفق ان يبين بوضوح تلاقي الاراضي اللبنانية والفلسطينية ولو اعتمد كنقطة برية قد تفيد لبنان في نزاعه مع الجانب المحتل وكنقطة تحدد الخطوط البحرية بين لبنان ودولة الاحتلال.
واعلن في وقت سابق ان وزير الثقافة في الحكومة اللبنانية محمد المرتضى سيقوم بتنظيم رحلة بحرية في الثالث عشر من الشهر الجاري تنطلق من جميع الموانئ اللبنانية باتجاه نفق رأس الناقورة تأكيدا لحق لبنان في ثروته البحرية كاملة، وسيكون لموقع نفق رأس الناقورة دورا بارزا في عملية الترسيم البحرية حيث يقع في النقطة الحاسمة لتحديد حدود لبنان وتسمى B1 وفق ما يؤكد الرئيس السابق لوفد لبنان المفاوض حول الحدود مع فلسطين المحتلة اللواء المتقاعد د. عبد الرحمن شحيتلي. والقضية ليست بالنفق بذاته، انما لكونه يقع في اسفل تلة تضم نقطة حدودية B1 وتمثل بداية الخط المحدد بموجب اتفاق بوليه نيو كامب ١٩٢٣ وهو اتفاق بين الحكومتين البريطلنية والفرنسية وضع على اساسه الانتداب البريطاني الفرنسي.
وسبق للبنان ان خاطب الامم المتحدة بهذا الشأن عام ٢٠٠٧ وقد تحفظ لبنان على ١٣ نقطة حدودية مع “اسرائيل” من بينها نقطة رأس الناقورة التي حرمت لبنان من ٣٣٠٠ مترا مربعا من اراضيه…
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٢/٩/٥

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى