Responsive Image
أخبار الجبهةأخبار فلسطين

مذبحة النصيرات في صحراء مظلمة

عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

تزامنا مع وصول وزير الخارجية الأمريكي الى المنطقة ابتداء من الأسبوع الحالي ثمة اسئلة كثيرة أبرزها كيفية طرح “المشروع” الإسرائيلي بلسان الرئيس الأمريكي بايدن ؟ والارتداد الإسرائيلي عليه !!
ولأن الرئيس الأمريكي يعوّل كثيرا على حلفائه العرب من اجل انتزاع تنازلات “حمساوية” ترضي الصهاينة ولا يحصل عليها حتى الان وسط تخبط واضح بين نتنياهو ومعارضيه الذين تشاكلت عليهم الأمور فانعدمت ملامح اي حل يقبلونه في عتمة وقف الحرب واستحقاقات اليوم التالي ؟؟
ولا شك ان بايدن يواجه ضغطا كبيرا من داخل حزبه الديمقراطي اكبر من الضغط الذي يواجهه من نتنياهو وحلفائه ، في ضوء صور المعاناة الانسانية التي يواجهها من بقي على قيد الحياة في غزة في ظل الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة للاجرام الصهيوني في الجامعات الغربية ، وأبرزها صور في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية توثق بكاء إمرأة تبكي ابنها المقطع الاشلاء في غزة وتقول انها اقوى من كلمات لتقنع الآخرين بأن الوقت حان لانهاء هذه الحرب !!
وبدوره اقترح المؤرخ والديبلوماسي الإسرائيلي السابق ايلي بارنافي في مقاله لصحيفة لوموند على اصدقاء اسرائيل التحرك دون تأخير للاعتراف بالدولة الفلسطينية منتقدا الفيتو الأميركي ، كما اعتبره خطأ اخلاقيا و ديبلوماسيا ….
وختم: حق الشعوب في تقرير مصيرها لا يُمنح من العدو .

وفي حين ان خطة بايدن تحوم حولها الشكوك وقد رفضها اليمين المتطرف في كيان الاحتلال ، وهي تتعلق بدور حماس التي تريد اسرائيل القضاء عليها قبل وضع خطة لليوم التالي او اي نهج اوسع لقيام دولة فلسطينية.
اذن خطة الرئيس بايدن يشوبها الكثير من المعوقات وتراوح مكانها ، بينما الحرب على حالها واشد على غزة وشمال فلسطين!!
وترى الأوساط المتابعة ضرورة سقوط نتنياهو وضرورة هرولته الى الامام منذ ثمانية أشهر وبالتالي مطالبة الرئيس الاميركي بالوقف الفعلي لتزويد اسرائيل بالأسلحة ، وتقول صحيفة “هارتس” الاسرائيلية في افتتاحيتها ان حكومة إسرائيل يجب ات تسقط من أجل بقاء اسرائيل.
بينما نشرت صحيفة ” جيروزواليم بوست” تصريحا لوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المتطرف قبيل زيارته لواشنطن قال فيه ان الجيش سينفذ اجتياح رفح حتى ولو عارض العالم اجمع و فُرضت عزلة دولية على اسرائيل!!
وفي ضوء هذه المستجدات والمتناقضات يبقى شيء واحد يجب أن يقوله الرئيس بايدن وهو إجبار دولة الاحتلال على الانصياع وليس غيره… فهل يفعل ؟؟
وفي جديد المستجدات في الاربع والعشرين ساعة الماضية ، ما أعلنته وكالة CNN الأميركية أمس الأحد ، وبشكل واضح ، ان الولايات المتحدة دعمت وشاركت في العملية الاسرائيلية لاطلاق اربع رهائن ، وعملت مع القوات الاسرائيلية عندما زودتها بشاحنة مواد إنسانية تعمل في الميناء الأميركي العائم في مياه غزة ، الى جانب الدعم الاستخباراتي والمراقبة و الاستطلاع !! وتقول “نيويورك تايمز” ان البنتاغون ووكالة المخابرات الأمريكية قدما معلومات من خلال الطائرات بدون طيار العاملة في غزة واعتراض الاتصالات ومصادر اخرى حول الموقع المحتمل للرهائن وان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرتا معلومات استخبارية من الجو والفضاء الالكتروني لا تستطيع اسرائيل جمعها بمفردها!! ويقول مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ان الولايات المتحدة تدعم كافة الجهود الرامية إلى إطلاق جميع الرهائن المتبقين مع وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة!!!
وبعد ذلك لا يتبقى ل “اسرائيل” ان تعتقد أنها حققت ما يجعلها تشعر بالانتعاش بعد إطلاق الرهائن الاربع لا بل هي في قعر أزمتها ، بدليل المظاهرات الضخمة التي خرجت ليل امس مطالبة بوقف إطلاق النار ، لان ما تحقق يجعل حالة الرهائن ال ١٢٠ في حالة أكثر خطورة من ذي قبل .
والمعيب في هذا العالم المتحضر ان يتجاهل المذبحة التي ارتكبها الصهاينة خلال العملية والتي ذهب ضحيتها ٢١٠ شهيد وما فوق الاربعماية جريح معظمهم بحالة حرجة ، وكأنهم ذباب او حشرات لا حرمة لهم ولا اعتبار !!

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٤/٦/١٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى