في ضوء المسارات الضبابية لمحاولات كسر حدة ازمة انتخاب رئيس جديد لجمهوريتنا المخلوعة، بات من المبكر توقع نهاية وشيكة لانتخاب الرئيس !!
والمؤكد ان لبنان سيخوض اولمبياد اجتياز الحواجز، وسينتقل من فراغ الى اخر، بدليل ان الدول المهتمة والتي اجتمعت في باريس في وقت مضى، وهي فرنسا والولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر انتهت الى الانصراف من دون بيان ختامي، بعد ان رفضوا الدخول في سراديب السياسة اللبنانية المتشعبة واكتفوا بدعوة اللبنانيين الى المستحيل من الحوار والتفاهم، وان لا ينتظروا اي مساعدات خارجية، في ضوء امتناع الدول المقتدرة عن مد يد المساعدة المالية خوفا من سرقتها على غرار السرقات التي نهبت مالية الدولة والبنك المركزي ونهب المصارف لودائع اللبنانيين، لا بل ان الاتحاد الاوروبي الذي تمثله فرنسا على وشك فرض تدابير احترازية على المستوى الجماعي ، وتقول المعلومات ان اللوائح الاسمية باتت جاهزة، بينما البنك الدولي يطالب بالاصلاح قبل تسليم المساعدات .
وبات واضحا ان الاطراف المتشاكسة هم جزء من المشكلة وليسوا جزء من الحل !!
ولا يظن احد من الاطراف المعنية انه خارج هذا التصنيف ” وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) الانعام !!
اذ لا يعقل ان يتولى مهمة الانقاذ نفس الاشخاص من جميع الملل والاحزاب، الذين تقاسموا المسؤوليات وادارة شؤون الدولة منذ ثلاثة عقود !! ولا يعقل ان يكون هؤلاء وكلاء “التفليسة”
ولا يبدو وجود اي حل في الافق ، ولو تدخل العديد من الدول ،الا بالعودة الى “فسيفساء” الطوائف في دولة الطوائف ومعاودة الحوار والتفاهم والاتفاق لانتاج ما يشبه الدولة والاصح صيغة الدولة !!!
ومن غير التفاهم الطوائفي لن يكون للبنان رئيسا وحكومة ودولة .. مع الاسف لن يكون لنا دولة حقيقية غير ملغمة ما لم نشطب الطائفية السياسية من قاموس نظامنا ونتوقف عن تقاسم الريع والمراكز على الطوائف.