لا ندري ما الوقت الذي استغرقته القوات اللبنانية ومعها الحلفاء القدامى والجدد لاعتماد مفردة “التقاطع” للتعبير عن توافقها واتفاقها على ترشيح الوزير جهاد ازعور بدلا عن النائب ميشال معوض ؟
قبل ان يكون الاخير منافسا للوزير سليمان فرنجية !!
وفي التقاطع مساحة متاحة للرأي والرأي الاخر، وهو ما بيّنه المسح اللغوي كالقول: تقاطع تقاطعا، كتقاطع الطرق: تلاقت وتشابكت ، او تقاطع الخطاب وقطع كل منهما الاخر، او كما تقاطع الصديقان اي هجر احدهما الاخر، وتقاطع الشيء بأن بعضه من بعض، كقول رابعة العدوية :
وليتني ارى بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غضاب
وفي لغة الاضداد قول واحد يحتمل الضدين، كالابتر هو من منع ، والابتر هو من اعطى….
وفي مثل ذلك يقول ابو فراس في فرسه:
مكر مغر مُقبل مدبر معا
كجلمود صخر خطه السيل من علٍ
وفي حضرة الاستحقاق الرئاسي الذي فرض التزاوج بين الممكن واللاممكن، نرجو ان يكون الاضاد قد اقتنعوا ان استمرار لبنان الذي اتسع صدره للتنوع الثقافي والديني على هذه الرقعة اللبنانية على الطرف الشرقي من البحر الابيض المتوسط، ان بلدنا النهائي لجميع مكوناته لا يكون ولا يستمر ولا يتعافى الا بالحوار والحوار وحده سبيلا له ليبقى على قيد الحياة.