لم يكن سهلا ان يتلقف حاكم مصرف لبنان بالانابة الدكتور وسيم منصوري كرة النار ويتحمل تبعات التدهور النقدي والمالي الذي جعل سمعة لبنان في الحضيض والاتي اعظم، في الاول من اب الماضي، ويغوص في تركه الحاكم التاريخي السابق رياض سلامة !!!
لا شك ان الحاكم الجديد رجل قبضاي ابن الـ 51 عاما الاتي من بلدة عيترون الجنوبية الوادعة، والمتسلح بكفاءات علمية جعلته استاذا متفرغا في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية والمتخصص في القانون الدستوري والحائز على ديبلوم في الدراسات العليا من جامعة مونبيليه الفرنسية ، وتقول وكالة رويتر ان لمنصوري علاقات جيدة مع السلطات النقدية والمالية الاميركية.
وعندما تسلم منصبه الجديد حاكما بالانابة لمصرف لبنان دعا الطبقة السياسية الى اخراج كل ما يتعلق بالسياسة النقدية من التجاوزات والترويج الاعلامي الاستهلاكي.
ولاننا نعتقد ان الحاكم وسيم منصوري رجل صادق وحاسم في قراراته وتعهداته، اتجه في نهاية شهر اب المنصرم للاعلان عن نيته الادعاء على كل من يظهره التحقيق متورطا في كل ما يتعلق بمضمون التدقيق الجنائي الذي انجزته ” الفاريز مارسال” وان المجلس المركزي مصمم على معرفة الاشخاص المتورطين في سرقة واختلاس الاموال التي تسللت من المصرف بأساليب شيطانية ، وضرورة اعادتها الى المصرف بمعزل عن هويتها و المختبئة خلف حصانات قيل انها منتمية الى ” شبكة رياض سلامة” من عاملين وعاملات في مصرف لبنان ، وتطبيق معايير محاسبية موحدة ومحددة وغير تلك التي كانت معتمدة في الفترة السابقة، وبحيث لا يكون استثناء ولا غطاء لاحد من موظفي المصرف المركزي. لكن البارز ان مسألة التعاون مع “الفاريز مارسال” لم يجر تسليم جميع المستندات التي طلبتها ” الفاريز مارسال ” من اجل انجاز تقريرها بدقة اكبر وبجدية كافية ، وان مسألة التعاون مع “الفاريز مارسال “عرضت على المجلس المركزي الحالي الذي اتخذ قراره بتسليمها كل المطلوب .
ولذلك شدد المجلس المركزي على معيار النزاهة.
من ذلك تبين ان تحقيق المطلوب دونه عقبات وتعقيدات وتفسيرات قد تجعل تحقيق المطلوب صعبا وليس مستحيلا وان الحاكم والمجلس المركزي يدركون حميعا ان كشف المتورطين لا يتم بيسر وسهولة، في بلد يعج باللصوص والحرامية والمحتالين ما ادى الى وقوع غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر !! وليس في لبنان موقوف بشبهة السرقة !!!
ومع ذلك اقدم الدكتور وسيم منصوري ومعه المجلس المركزي لمصرف لبنان على فتح هذا الملف رغم ما يدركونه من متاعب ودهاليز ومحسوبيات ومقامات تظن انها خارج الظنون والمساءلة !!!
ولان الدكتور وسيم منصوري في اعلى مسؤوليات المحافظة على اموال المصرف والتي هُربت من غير وجهة حق وخاصة اموال المودعين المساكين ، اطلق تعهده بملاحقة الحرامية والادعاء على كل من يظهره التحقيق من المتورطين ، ولا شك الدكتور منصوري الذي يعلم قول من يحب ونحب سيدنا الامام علي سلام الله عليه : ” الوفاء توأم الصدق” ويقول سبحانه وتعالى ” وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا “