في سابقة لا تتكرر ، اتصل الرئيس الاميركي جو بايدن ثلاث مرات يوم امس الثلاثاء برئيس مجلس الوزراء لدولة الاحتلال في فلسطين نتنياهو ليطمئن على مسار مجازر الصهاينة والقتل الجماعي والقاء عشرة الاف طن من المتفجرات الهائلة على منازل المدنيين في غزة ، وقد بدا شديد التأثر لسقوط عشرات الاسرائيليين في عملية “طوفان الاقصى” متجاهلا ابادة اكثر من 500 مدني من اطفال ونساء الى جانب اكثر من الف مفقود تحت ركام الغارات الاسرائيلية التي تواصل قصفها الالغائي لمدينة مكتظة على مسمع ومرأى العالم (وخاصة المتحضر) !!! وقد بدا بايدن متهالكا وهو يرثي قتلى الاسرائيليين “المساكين” بأيدي اعدائهم من “الكائنات البشرية الفلسطينية المتوحشة ” وقال انه ابلغ نتنياهو عن وقوف الولايات المتحدة والغرب الى جانب “دولة” اسرائيل ومساعدتها ونصرتها بكل ما تحتاجه حالا الى جانب توجه اكبر حاملة طائرات في العالم وطواقمها من غواصات ، وقطع حربية ضخمة، وهو لزوم تدخل عسكري مباشر وان بلاده ستزود اسرائيل بكل ما يلزمها من عتاد وذخائر… داعيا الى استراتيجية وطنية غربية تحمي وجود اسرائيل وشرعيتها وامنها .
وفي زمن الانتخابات الاميركية خصص بايدن جزء من كلمته للحديث عن المظالم التي يتعرض لها اليهود في العالم وعن تواطؤ العالم عليهم !!!
ومن ذلك يتضح ان الولايات المتحدة في حالة تموضع جديد في الشرق الاوسط في ضوء المتغيرات والتحالفات الجديدة في اسيا وافريقيا وترى ضرورة العودة الى المياه الدافئة وتعزيز تحالفاتها القديمة والمستجدة .
اما الفلسطينيون فانهم امام المزيد من التضحيات وقد اثبتوا جدارتهم وعظيم صبرهم وتضحياتهم، ومهما تعاظم الاجرام الصهيوني والايغال في دمائهم فانه لن يمحي العار الذي الحقه “طوفان الاقصى ” بجيشهم وبالعار الذي لحق به .
في ضوء ذلك نتوجه الى البلدان المحيطة بفلسطين وفي قطاع غزة ان تسارع الى امداد كامل من المساعدات الطبية والغذائية للقطاع !!!
وفي حين خرجت مظاهرات شعبية في عدد من العواصم الاجنبية تضامنا مع الفلسطينيين فاننا لا نطالب ابناء جلدتنا بأي موقف يزعجهم تصديقا لقوله تعالى : “إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) الانفال “