Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

عندما راهنت اسرائيل على شطب “فلسطين” من ذاكرة الفلسطينيين الجدد

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

في اول حرب بين الصهاينة والدول العربية مصر والاردن والسعودية والعراق وسورية ولبنان والتي شاركت فيها الميليشيات الصهيونية المسلحة عام ١٩٤٨ الممولة من بريطانية والدول الاوروبية، توقع الصهاينة ان يتلاشى العداء بينهم وبين العرب بقدوم الجيل الجديد من الفلسطينيين والعرب .
وعندما تمركزت “اسرائيل” في فلسطين واقامت “دولتها” برعاية الولايات المتحدة والغرب المريض بانسانيته، شنت عدوانها الثلاثي بمشاركة بريطانيا وفرنسا واسرائيل، في اعقاب تأميم قناة السويس بعهد الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٥٦.

وراهن الصهاينة على الجيل الفلسطيني الثاني وفي العام ١٩٦٧ شنت اسرائيل هجومها الكاسح على مصر والاردن وسورية وكانت النكبة الكبرى التي غيّرت الخرائط ووضعت اسرائيل يدها على القدس الشرقية والضفة الغربية، وكانت الحرب العربية الاسرائيلية عام ١٩٧٣، وشنت اسرائيل حربها على الجنوب اللبناني للقضاء على المجموعات الفلسطينية واللبنانية، ولا ننسى حرب الايام السبعة عام ١٩٩٣ واضطرابات عام ١٩٩٦، وبعدها راهن الصهاينة على الجيل الفلسطيني الثالث الذي فاجأهم بعزيمة ثابتة وتمسكا بفلسطين وفي العام ١٩٨٢ اجتاحت اسرائيل لبنان للقضاء على الفدائيين الفلسطينيين ومن معهم من الحركة الوطنية اللبنانية، وفي هذا العام ظهر حزب الله اللبناني الذي اخرج جيش العدو الصهيوني من الجنوب اللبناني من دون قيد ولا شرط، وفي العام ٢٠٠٦ خاضت اسرائيل حربا برية مع حزب الله الذي تمكن من دحر جيشها الذي تلقى اول هزيمة في تاريخه وراهن الصهاينة مجددا على الجيل الفلسطيني الرابع الذي كان اشد من الاجيال السابقة وخاضت غزة اول حرب اسرائيلية تلتها الحرب الثانية عام ٢٠٢١ وخاضت الفصائل الحرب تحت عنوان “سيف القدس”
وفي العام ٢٠٢٣ كانت عملية “طوفان الاقصى” التي مرّغت عنفوان الجيش الاسرائيلي بالوحل وهبطت معنوياته الى الحضيض وبات بحاجة ماسة الى ترميم سمعته، وهو ما ترجمته الحكومة الاسرائيلية بحرب ابادة موصوفة القت في خلالها الطائرات خمسة اطنان من المتفجرلت على منازل الامنين والمستشفيات وقطعت عن القطاع الماء والكهرباء والغذاء على مرأى من العالم “المتمدن” وقتلت ما يزيد عن الخمسة الاف فلسطيني جلهم من الاطفال والنساء وهي لن تتوقف عن هذه المذبحة التي لم ولن تنقذ سمعة جيشها المتهالك وعرضها الاجرامي اللانساني متواصل الى ان يأمر الله…

وبذلك سقط رهان الصهاينة على الاجيال الفلسطينية التي ابدت وتبدي شجاعة منقطعة النظير في مقاومة الاحتلال، بينما تقف “اسرائيل” عاجزة عن ملاحقة الفلسطينيين على ارض غزة حتى الان، فيما تتواصل تدابير الدعم الاميركي ويسميها وزير الدفاع الاميركي اوستن بجهود الردع الاقليمي، محذرا ايران من استغلال الوضع الحالي للدخول في حرب مع اسرائيل، وجديد هذه التدابير تزويد اسرائيل بنظام جوي دفاعي اسمه “ثاد” وهو الاكثر تجددا للارتفاعات العالية وهو مخصص لحماية القواعد الاميركية في الشرق الاوسط من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى !!

” وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ 46 فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ 47″ (ابراهيم)
“فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا (5) إِنَّ مَعَ العسر يسرا (6) الشرح”

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٣/١٠/٢٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى