نعتقد وبكل وضوح ان الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي توم براك الى بيروت في الساعات القادمة ، ستكون اوضح وغير قابلة للتأويل، وتختلف تماما عن زيارة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني التي تمت بوحي الحرص على افضل العلاقات بين لبنان وايران وكانت واضحة في تعبيراتها وغامضة في تمام وضوحها، وعدائية على لسان وزير الخارجية يوسف رجى الذي تمثل كونه متحدثا باسم القوات اللبنانية وليس باسم وزير خارجية لبنان مطلقا توضيحات عدائية ليس فيها اي تحفظ ولا علاقة له بشيء اسمه “ديبلوماسية”
هذا السلوك ربما عكسته التصاريح الصادرة عن الجهات الرسمية التي تؤكد ومن غير تحفظ على حصرية السلاح بيد الدولة ولا رجوع عنه ، بتكليف مجلس الوزراء في الخامس من اب 2025 بتنفيذ خطة وطنية متكاملة تهدف الى الحصر التدريجي للسلاح بيد الدولة وتطبيق القرار الدولي 1701 بكل متدرجاته وفق صيغة لبنانية خاصة تبتعد عن فكرة النزع الفوري الشامل للسلاح التي طرحها الموفد الاميركي توم براك . الا ان المقترح الاميركي الاخير الداعي الى نزع سلاح الميليشيات دفعة واحدة قوبل برفض لبناني رسمي لاعتبارات تتعلق بالتوازن السياسي والحساسية المجتمعية ، كالعتب الرسمي على تصريحات وزير الخارجية بشأن زيارة لاريجاني الى بيروت !!!
وبقدر ما تعكس الخطة جملة من التباينات اللبنانية مع القرارات الدولية التي تتحدث عن وقوع لبنان وبصورة نهائية في الحضن الاميركي ورعايته، فثمة ضباب كثيف يتشكل ولو نفسيا على الاقل في الوقت الحاضر، وفي هذا السياق رأى وزير العدل عادل نصار في كلام الشيخ نعيم قاسم “تهديد البعض بتدمير لبنان دفاعا عن سلاحه يضع حدا لمقولة ان السلاح هو للدفاع عن لبنان “!!!
وعن الارانب التي يمكن للرئيس نبيه بري ان يخرجها من سترته تقول الوكالة المركزية اللبنانية: بالرغم مما سمي في عين التينة “خديعة” تعرض لها بري مرتين، لم يخرج عن الالتزام بأصول العمل الدستوري ويقول المقربون منه : ابقى الرئيس بري خطابه السياسي تحت سقف الدستور ورفض استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة بل اصر ان يقتصر التعبير عن رفض القرار الحكومي بالانسحاب وليس بالتصويت ضده وهو بذلك ترك الباب مفتوحا امام إمكانية القرار كما اعلنت حركة امل . وهذه التطورات ارخت انطباعا في الوسط السياسي عن تأزم العلاقة بين بري ورئيس الجمهورية وهي التي كانت تتسم بوضع استثنائي ازعج رئيس الحكومة الذي بدا انه يغرد خارج الرئيسين الاول والثاني. الا ان الرئيس بري ينفي اي برودة بينه وبين الرئيس سلام
وفي لقاء مع خبير اقليمي على شاشة لبنانية يقول ويتصور ان الشيخ نعيم قاسم الذي يعرف امكنة تخزين السلاح ان الدولة بمفردها لا تستطيع القيام بالمهمة دون مساعدة دول اخرى وهي التي تتوصل الى معرفة اسباب انفجار مخزن السلاح الذي انفجر قبل اسبوع في مجدل زون شمال الليطاني وادى الى سقوط شهداء وجرحى، ولا يقول الشيخ نعيم قاسم حسب الخبير الإقليمي انه لم يمانع في مداهمة مثل هذه المخازن
وفي ظل هذه المواقق المتضاربة والمتشاكسة والمتناغمة مع امكانية إيجاد الحلول وبين أخرى اشد سوادا من الزفت ويحار الناس بين هذا وتلك بانتظار خلاص قادم او سعير قاتم ونعتقد ان القيامة لها مدلولاتها والسلام له حساباته وان العالم كدول بين انهيارات الحرب والنماء والازدهار كالحرب بين اوكرانيا وروسيا ومطامع اسرائيل بأرض الميعاد وتقاسمها مع تركيا في ادلب وحلب وشمالها والساحل السوري والحدود الشرقية بين سورية ولبنان وليس ببعيد ، وصباح السبت الماضي وحسب وسيلة اعلامية مررت خبرا يقول تشهد المنطقة الحدود الشمالية الشرقية وتحديدا في منطقة الهرمل حالة من التوتر والحذر وتداول معلومات عن تهديدات اطلقتها عشائر سورية، غير العشائر الناشطة في السويداء ، خلال تشييع السجين السوري الجاعور، في مدينة القصير السورية يوم الجمعة الماضي والذي كانت الاجهزة الامنية اللبنانية قد اوقفته عام ٢٠١٣ بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي حيث كان يقاتل في صفوف كتائب الفاروق في مدينة القصير بهدف الضغط من اجل تحرير موقوفين سوريين من اهالي البلدات الحدودية تطالب القيادات العسكرية اللبنانية بتعزيز الانتشار ورفع مستوى الجهوزية تحسبا لاي تطورات ميدانية مع تكرار محاولات التسلل من الجانب السوري
وأكد مصدر امني ل” النهار” ان الجيش اللبناني يتابع التهديدات بجدية تامة وقد رفع مستوى التأهب في بعض المناطق الحساسة ، وتم تعزيز الدوريات والرصد الليلي على امتداد الخط الحدودي مشيرا ان كل محاولة اعتداء على السيادة اللبنانية ستقابل برد حاسم وفوري