اطلق الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في اطلالته المشهودة في يوم تكريم شهداء الحزب الذين ارتقوا للشهادة على طريق القدس ، عنوانا جديدا للصراع المتواصل مع دولة الاحتلال الصهيوني، ومنوها بالصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني الذي لا نظير له في العالم بالثبات والصمود والجبروت….
واكد سماحته ان الولايات المتحدة هي التي تخوض حروب اسرائيل منذ ٧٥ سنة بالاصالة والوكالة وهي التي تحمي دولة الصهاينة ما اضطرها بعد عملية “طوفان الاقصى” الى استنفار اساطيلها وقواعدها لحماية الدولة التي زرعتها لحماية مصالحها بالتكافل مع الدول الاستعمارية في اوروبا والغرب عامة.
ولذلك نقول ان سماحة الامين العام يريد ان يركز على الاصل اولا وليس على الوكيل، ومن واجبنا اليوم ان نوضح لمن خانته الذاكرة ، ولمن لا يعلم بالاساس ان الكيان الصهيوني كان حاجة استعمارية لبلادنا العربية والاسلامية بلسان الرئيس الاميركي جو بايدن في تصريح موثق ومصور قال فيه قبل ٥٢ عاما “لو لم تكن اسرائيل موجودة لاوجدناها”
اما الحروب المتلاحقة منذ العام ١٩٤٨ الى اليوم والمجازر التي تتعهدها اسرائيل في دماء العرب والفلسطينيين واخرها المجازر بحق النساء والاطفال وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها وعلى نحو يدمي الحجر ، لا يستحق قرارا يدعو الى وقف المذابح بقرار من مجلس الامن وكل ذلك يبقى تفاصيل في ضوء فيضان الكراهية الاجنبية لبلادنا و للمسلمين خاصة.
ولذلك ينبغي مراجعة التاريخ كالاطلاع مثلا على كتاب المؤرخ البريطاني
ستيفين رونسيمان الذي يقول ان وقائع الاحداث منذ قيام اسرائيل حتى اليوم تسير على خط واحد من الاحداث التي ادت الى نشوب الحروب الصليبية في القدس ومن ثم سقوطها ، مع ان هذا الرأي لا يشكل اي مفاجأة للاسرائيليين ، ومع ذلك الكتاب ممنوع في اسرائيل ، لذلك اكثر ما يقلق السلطة والاحزاب السياسية والجيش الاسرائيلي هو المقارنة بين الصليبيين والصهاينة وبين مملكة القدس واسرائيل الا ان المقارنة تفرض ذاتها من خلال المحطات التالية :
اولا: جاء الصليبيون وكذلك الصهاينة من الغرب و بتمويل ودعم منه.
ثانيا : وجد الصليبيون وكذلك الصهاينة في الانقسامات العربية مداخل سهلة للمنطقة .
ثالثا : اعتبر الصليبيون انفسهم “جيش الغرب” ورأس حربة الدفاع عنه.
رابعا : برر الصهاينة احتلالهم لفلسطين وتوسعهم الاستيطاني فيها وحولها بحجة تحقيق وعد الهي لهم بإقامة دولة يهودية ” مملكة الله على الارض ” وبناء هيكل يظهر فيه المسيح المنتظر وينطلق منه لانقاذ العالم وتحقيق ما عجز الصليبيون عنه.
خامسا : هناك قوة اميركية داخلية لا تتمثل في اللوبي الاميركي فقط ولكنها تتمثل اكثر بالحركة المسيحانية الصهيونية التي يشكل جمهورها ٧٠ مليون مواطن اميركي يمثلون القاعدة الانتخابية التي يتزعمها الرئيس السابق دونالد ترامب ، وتؤمن هذه الحركة الدينية السياسية بالعودة الثانية للمسيح ومن شروط هذه العودة اقامة دولة اسرائيل على انقاض المسجد الاقصى ، لاعتقادهم انه لن تبقى على الارض عقيدة دينية اخرى سوى المسيحية الانجيلية وهي عقيدة تسفهها الكنائس المسيحية الكاثوليكية والارثوذكسية والكنيسة الانجيلية ، وفي عقيدتهم ضرورة قيام دولة اسرائيل كقاعدة امامية للدفاع عن الثقافة الغربية في مواجهة “الهمجية الاسلامية” وهو تماما ما تقوم به اسرائيل من خلال شيطنة الاسلام في العالم وتصوير المجتمعات العربية على انها معادية للقيم الانسانية والديمقراطية.
ولذلك ينبغي الاطلاع على مخططات اعدائنا الصهاينة وقبلهم الصليبيون الذين احتلوا فلسطين ايضا بحجة استعادة الصليب المقدس والهيكل المقدس ، وفي الواقع لم يكن هناك صليب غير صليب كنيسة المهد و محراب سيدة نساء العالمين مريم عليها السلام، ولا هيكل …..”ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ﴿١١٨﴾ال عمران”