” فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون .. ” صدق الله العظيم
وظيفة الداعية .. بل وظيفة كلّ مسلم على وجه الأرض .. وكلّ حسب مكانته ومسؤوليّته وصفته وإستطاعته .. هو الأمر بالمعروف .. والنهي عن المنكر .. هو الدعوة إلى الله .. بالحكمة والموعظة الحسنة .. قال تعالى ” كنتم خير أمّةٍ أُخرِجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .. ” وقال عزّ مِن قائل أيضاً : ” إدعُ إلى سبيلِ ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة .. وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربّكَ هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلمُ بالمهتدين ” صدق الله العظيم
الآيات واضحة جدّاً .. وليست بحاجة إلى تفسيرٍ أو تأويل ..
إذاً .. على الداعية .. وعلى المسلم أن ينتبهوا إلى هذه الوظيفة .. وتلك المسؤولية التي تقع على عاتقهم .. وكلٌّ كما قلت حسب مكانته وصفته ومسؤوليّته وإستطاعته .. وهذا أمر هام أيضاً .. فرسولنا الأكرم عليه وآله وصحبه وسلّم الصلاة والسلام يقول : ” من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده .. فإن لم يستطع فبلسانه .. فإن لم يستطع فبقلبه .. وذلك أضعف الإيمان ” ..
ولكن من وظيفة الداعية أيضاً .. ومن مهمّاته الدعويّة كذلك .. الوقوف في وجه الظلم ومحاربة الظالمين .. وكذلك التحريض على قتال الأعداء .. وليس السكوت أو التغاضي .. أو الركون للحكّام الظالمين .. إن لم ينصاعوا للنصيحة الراشدة .. فهذا أمرٌ لا يجوز على العلماء والدعاة العاملين .. قال تعالى : ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار ” وقال أيضاً : ” يا أيّها النبيّ حرّض المؤمنين على القتال .. “
ونحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى هؤلاء العلماء والدعاة الصادقين المخلصبن الربّانيّين الذين لا يخشون في الله لومة لائم .. والذين لا يقفون على أبواب الملوك والأمراء .. ويستجدونهم ( البعض منهم اليوم يفعل ذلك للأسف ) .. والذين يقولون كلمة الحقّ .. في وجه سلطان جائر ظالم ..
نحن اليوم في خضم معركة مصيريّة كبرى مع أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا .. اليهود والذين أشركوا .. ( العدو اليهودي الصهيوني وأميركا والدول الغربية المعروفة المتحالفة معهم ) وكذلك العُربان المتصهينين والمتأمركين والمتآمرين ..
وهنا .. على العالم أن يُظهرَ علمه وفقهه وحكمته وهيبته وتقواه .. أن يَجمع نفسه لتلك المواجهة المصيريّة .. ليوجّه النّاس وينصحهم ويرشدهم نحو الصواب .. ونحو سعادة الدارين .. فإن هي إلّا إحدى الحسنيين .. إمّا نصرٌ .. وإمّا شهادة .. وكلاهما نصرٌ مُظفّرٌ عند الله .. صح .. والسلام ..
وإنّه واللهِ لجهاد نصرٌ أو إستشهاد
أمين سر جبهة العمل الإسلامي في لبنان/عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي