Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

الاهتمام الاميركي بتشكيل حلف لتوفير حرية الملاحة في باب المندب يتقدم على وقف المذابح في غزة والعرب يؤيدون ولا يشاركون

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

فيما تستمر المجازر في دماء الفلسطينيين على مدار الساعة وتبلغ ارقام الضحايا اللامعقول يتبادر الى الاذهان “وماذا بعد”؟
وفي ظن “اسرائيل” ان استمرار القتل والاجرام سيجعل الفلسطينيين يرضخون، وتضطر “حماس” للموافقة على شروط القاتل ، وهي تجهل ان الموت في سبيل الله فيه سعادة وحياة، بينما تدرك الولايات المتحدة ان صنيعتها اسرائيل تواجه اكبر نكسة في تاريخها ، وهي تدرك ، اي الولايات المتحدة ان “اسرائيل ” خسرت العالم واستحقت لقب “النازية” الجديدة !!
لذلك، وجدت الولايات المتحدة انها مضطرة لادارة الحرب بنفسها، خصوصا بعد ان دخلت اليمن على الخط، ووصل بالغعل الى دولة الكيان وزير الخارجية بلينكي ومستشار الامن القومي جيك سولفان ووزير الدفاع اوستن وبرفقته رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال تشارلز براون ووليام بيرنز، للبحث في المخارج الممكنة لهذه الحرب المعقدة ، وليتأكدوا ان التصرفات الاسرائيلية الحمقاء ستظل قريبة قدر الامكان للمصالح الاميركية دون الحاجة الى تهورات جديدة واخرها وصول القصف الى اقليم التفاح على الجبهة اللبنانية في اطراف جباع وبصليا وكفرملكي وسنية، ويقول وزير الدفاع الاميركي ان بلاده لم تحدد موعدا لانهاء الحرب ولا يعرف متى تنتقل اسرائيل الى مرحلة جديدة؟

اما بخصوص اليوم التالي للحرب فهو لم يأتِ بعد، وتأمل الولايات المتحدة ان تشارك منظمة التحرير الفلسطينية في السلطة الجديدة في غزة ، ويعارض نتنياهو مثل هذا التوجه ، اما وزير الامن غالانت فيفضل سيطرة مدنية في غزة.
وبات واضحا ان الولايات المتحدة تريد ان تتعاطى مع ازمة اليوم التالي للحرب من خلال عنوانين، الاول تواجه حزب الله في مواقعه والثاني مضيق باب المندب وانها بذلت جهدا حثيثا لمنع توسع التوتر في هاتين الساحتين، ولكن ما حدث هو خلاف ذلك تماما وتحاول واشنطن من خلال نماذج ديبلوماسية وعسكرية لم تحرز اي نجاح ، وهي حائرة بين مرافقة السفن التجارية وتأمين الحماية لها، ام انها ستقوم بهجمات عقابية ضد اهداف يمنية، وهي غير راضية عن موقف مصر وهي المتضررة والتي لا تحرك ساكنا !!

وترى الولايات المتحدة ان دخول اليمن على خط الصراع في غزة، وهو تماما كوجود حزب الله في جنوب لبنان مقابل الجيش الاسرائيلي، وكلاهما يمتلك قرارا ذاتيا، وفي سياق البحث في معالجة ازمة باب المندب تقول الولايات المتحدة ان الدولة العربية الوحيدة التي انضمت للتحالف البحري هي البحرين بايعاز من السعودية لذر الرماد عن عيون العرب لرفضهم الانضمام رغم الالحاح الاميركي.

وصرح جون كيري منسق الامن القومي الاميركي : هناك دولا لا ترغب بالاعلان عن مشاركتها بالتحالف وتريد ان تظل مشاركتها سرية، وان عدد الدول المشاركة بلغ ٤٤ ليؤكد مشاركة دولة عربية دون ان تعلن ذلك رسميا (المصدر وول ستريت) وفي المعلومات ان السعودية تعمل لانهاء حرب غزة من ضمن مقترح بنقل قادة حماس الى الجزائر، بينما القرار الحمساوي يقول : لا لكلام قبل وقف الحرب ، وكعادته يريد الرئيس الفرنسي ماكرون ان يكون جزء من الوساطة ويقول : محاربة الارهاب لا تعني تسوية غزة بالارض .

وفي التحركات المصرية والاردنية والسعودية مساحة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس !!
اما الولايات المتحدة التي تدعو الى تركيز اعلى للاهداف العسكرية للتخفيف من سقوط المدنيين، ترى خطران داهمان هما : منع السفن عبر مضيق باب المندب الى “اسرائيل” ووجود حزب الله بالقرب من الشمال الفلسطيني، وهي ترى ان الحزب لم يُظهر الا القليل القليل من قدراته العسكرية ولا يأبه بالتهديدات والبهورات التي يطلقها الاحتلال الصهيوني ، وهو اي الحزب ، على دراية من ادق التفاصيل اللوجستية والتجسسية والتحسسية لما تبثه اجهزة الرصد الارضية والجوية والمسح الارضي المتواصل بين لبنان وفلسطين، ولا يغفل عن الخدمات التي تقدمها البوارج الاميركية الراسية في المياه الفلسطينية.

ولولا البلاغات العسكرية التي يصدرها الحزب بعد كل عملية رد ، يكاد لا يُحرك ساكنا، مستعينا بقول الله تعالى في سورة البقرة “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)”

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٣/١٢/٢٦

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى