– كتبت صحيفة “الجمهورية”: يتقلّب الواقع اللبناني بين برودة عاصفة مناخية مصحوبة بأمطار غزيرة وسيول جارفة كشفت إهمال السلطة الفاضح، وسوء ادارتها وعجزها على احتواء طوفانها، الذي حوّل الشوارع بحيرات وأنهاراً… وبين عاصفة عبث سياسي متواصلة منذ سنوات طويلة، تتشارَك فيه مكوّنات فاسدة وطنياً، ملقّحة ضد مصلحة لبنان أتعبت كلّ اللبنانيين، وجمّدت الملفات الداخلية الأساسية، وفي مقدمها الملف الرئاسي في برّاد الانقسام والتعطيل، حيث ليس في أفق هذا الملف ما يبشّر بانفراج في المدى المنظور… وبين سخونة متزايدة على الجبهة الجنوبية تتراكم في أجوائها احتمالات تطوّرها في أيّ لحظة الى عاصفة حربية ومواجهات بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي أقسى وأبعد من خط الحدود. وفي موازاة ذلك يتفاقم إعصار الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، في الوقت الذي بدأت تلوح نُذر إعصار كبير في البحر الاحمر، ربطاً بالتطورات العسكرية التي توالت في الايام الاخيرة، بعد الضربات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية لأهداف في اليمن، واتخذت بالامس منحى جديداً مع الاعلان عن إصابة سفينة أميركية بصاروخ أطلقه الحوثيون.
اذا كانت الطبيعة قد عبّرت عن غضب شديد في هذه الفترة الشتوية، ونفّسَت عنه بأمطار غزيرة وثلوج وبرد قارس، الا انّها في مكان ما تحمل الخير معها، وتبقى بقساوتها أرحَم على اللبنانيين من العاصفتين؛ السياسية والحربية اللتين تهددان مصير لبنان بمخاطر كبرى، وتضعان شعبه على منصة تلقّي الصدمات والكوارث.
في السياسة، الوضع الحكومي حَدّث ولا حرج، مقاطعات وارباكات والتباسات وخلافات على تعيينات، ومع كلّ اجتماع لحكومة تصريف الاعمال اشكالات وسجالات حول القانون والدستور والصلاحيات، واتهامات بتجاوز موقع رئيس الجمهورية ومصادرة صلاحياته، وفي تصريف الاعمال كما هو مطلوب من الحكومة بالكاد تقارَب أعمال جدية. امّا الوضع المجلسي، فإن العبث السياسي الذي حرّم عليه الإنعقاد والتشريع في غياب رئيس الجمهورية، صار فجأة، وعندما اقتضَت المصلحة خلاف ذلك، كُسر التحريم، وصار المحرّمون مع التشريع وضده في آن معاً، وإن دلّ ذلك على شيء فعلى انعدام المبادىء وزيف الشعارات والادعاءات.
وفي سياق حكومي متصل، يشارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في سويسرا في الاجتماع السنوي لـ”منتدى دافوس الاقتصادي”، حيث قد يلتقي وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، ويجري لقاءات ومشاورات مع عدد من المشاركين في المنتدى.
الرئاسة… العلم عند الله
امّا ملف رئاسة الجمهورية فقد بات السؤال عنه مُملاً، حيث لا يجد المعني به ما يقوله، ويعبّر عن ذلك بوضوح مسؤول كبير بقوله: “العلم عند الله.. لا مبادرات ولا من يحزنون، لا يوجد شيء يُبنى عليه على الاطلاق لا عِنّا ولا عند غيرنا”. فيما تبرز في الداخل محاولات لتحريك هذا الملف، عبر مبادرة رئاسية يسعى النائب غسان سكاف الى تسويقها مع الاطراف السياسية لإنهاء ازمة الشغور في رئاسة الجمهورية، وكذلك عبر حراك لتكتل الاعتدال النيابي ونواب اللقاء النيابي المستقل. وقال عضو تكتل اعتدال النائب سجيع عطية لـ”الجمهورية”: انّ الحراك الرئاسي سيبدأ باجتماع تشاوري لنواب هذا اللقاء لوضع خطة عمل للتحرك لاحقاً نحو مختلف الكتل النيابية لتحريك لملف الرئاسي. واوضح انّ التحرك ما زال في بدايته، وبالتالي لا يمكن الحديث عن مبادرة جاهزة لدينا لنطرحها على الكتل النيابية، لكن بعد اجتماعنا نقرر الخطوات اللاحقة، على امل ان نستطيع تحقيق خرقٍ ما في هذا الملف تمهيداً لانتخاب رئيس للجمهورية يواكب المرحلة الاقليمية المقبلة في حال انتهت حرب غزة.
رهان على القطريين
على انّ التعويل في هذا الملف يبقى على وساطة الدوحة، حيث تؤكّد مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” انّ هذا الامر وارد في المدى المنظور، من دون أن تحدد موعدا معينا لاستئنافه، مشيرة في هذا السياق الى أن الرئيس نبيه بري عَبّر بوضوح، خلال لقائه الاخير بالسفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، عن رغبة شديدة في استئناف المسعى القطري الذي كان يقوده الموفد القطري ابو فهد جاسم بن فهد آل ثاني، وكاد في فترة ان يقترب من تحقيق خروقات في الجدار الرئاسي لولا أنّ تطورات الحرب الاسرائيلية على غزة وامتدادها الى جبهة لبنان قد عطّلت هذا المسعى.
واشنطن وباريس… والرئاسة
واذا كان الملف الرئاسي يشكل بندا اساسيا في حركة الموفدين الدوليّين الى بيروت، حيث يقارب من باب التمني والنصح للبنانيين بالتعجيل بحسمه والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ مصادر موثوقة لاحَظت عبر “الجمهورية” ما سمّتها “زيادة في الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي اللبناني”، حيث كشفت “أنّ ثمّة معلومات ديبلوماسية غير مؤكدة حتى الآن عن دخول أميركي أكثر فاعلية على الخطّ الرئاسي، ترجّح ان يكون للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين دور مباشر في هذا الملف”، مشيرة الى انّ “الملف الرئاسي كان بندا اساسيا في محادثات الوسيط الاميركي في زيارته الاخيرة، والتي تمحورت بشكل اساس على تهدئة الجبهة الجنوبية، حيث طرحَهُ هوكشتاين كاستحقاق بات مُلحّاً جداً وينبغي حسمه سريعاً”.
وكشفت المصادر عينها “انّنا تلقّينا اشارات في الفترة الاخيرة تشير الى أن باريس بصَدد الحضور مجدداً على الخط الرئاسي في وقت قريب، وقد سبق للسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو أن لَمّح الى ذلك، ولكن لا شيء ملموساً او واضحاً حتى الآن”.
واستفسَرَت “الجمهورية” مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية حول الحراك الفرنسي المرتقب، فأكدت انّ الجهد الفرنسي متواصل مع لبنان، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، لمساعدة الاطراف في لبنان على إنجاز استحقاقاتهم الدستورية، من دون ان تؤكد ما قيل عن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان.
وحذّرت المصادر الفرنسية من عامل الوقت الذي بدأ يضغط بقوة، وقالت: لسنا نرى ما يبرّر المزيد من تأخير حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس، فالوقت بات يعمل في غير مصلحة لبنان. وتبعاً لذلك امام الاطراف السياسية في لبنان تحديان اساسيان يتوجّب عليهم تجاوزهما على وجه السرعة، الأول هو المسارعة إلى بحث آليات جدية لانتخاب رئيس للجمهورية حيث ينبغي على السياسيين أن يدركوا انّ مصلحتهم اولاً واخيراً تكمن في التوافق على خيار رئاسي كمقدمة لإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان”.
امّا التحدي الثاني، تضيف المصادر، فهو “السعي بكلّ جدية لعدم دفع الامور في الجنوب الى تصعيدٍ واسع ومنزلقات خطيرة، وهو ما تؤكّد عليه باريس. وانطلاقاً من حرصها البالغ على عدم الانزلاق الى مخاطر، وقناعتها بأن لا مصلحة لأي طرف بتوسيع دائرة الحرب، وجّهت رسائل مباشرة الى الجانبين اللبناني والإسرائيلي لاحتواء التصعيد وتبريد الأجواء، والسفير ماغرو يعبّر عن هذا التوجّه في لقاءاته المتتالية في بيروت”.
ورداً على سؤال، كررت المصادر التأكيد أن لا مصلحة لأيّ طرف في توسيع دائرة الحرب، كاشفة انّ ثمة توجهاً دولياً مؤيداً لصياغة ترتيبات جديدة في منطقة عمل القرار 1701، الا انها تَجنّبت الدخول في تفصيل هذه الترتيبات وماهيتها، مُكتفية بالقول “انّ باريس تتواصل مع كل الاطراف لتهدئة الاجواء، وتعتبر ان ثمة ضرورة ملحّة للتطبيق الكلي للقرار 1701، وتمكين قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) من القيام بواجباتها.
التطبيق من الطرفين!
وفي سياق متصل، وبحسب معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، فإنّ بعض الموفدين الدوليين، وآخرهم آموس هوكشتاين، ركزوا في محادثاتهم على اعادة الهدوء والإستقرار إلى منطقة الجنوب، وهذا يعني حَمل “حزب الله” على وقف هجماته على الجيش الاسرائيلي، والتزام مُندرجات القرار 1701. حتى أن احد الموفدين قال ان اسرائيل لا تستطيع ان تعيد “مهجّري” المستوطنات الشمالية اليها جراء تصاعد العمليات الحربية. واما الجواب على ذلك فجاء على صيغة سؤال اولاً: كم هو عدد المستوطنين المهجرين؟ فردّ الموفد: عددهم 80 الفاً. فقيل له ما مفاده:… أمر جيد أن يذوق الاسرائيليون طعم التهجير، ونحن ايضاً لدينا 79 الفاً وكسور من مهجّري البلدات الجنوبية يريدون العودة الى بلداتهم. ثم لماذا تغفل عامل التصعيد الاسرائيلي؟ مصدر التصعيد والتوتير من اسرائيل وليس من لبنان، وبالتالي فإنّ المطلوب اولاً وقبل كل شيء أن توقِف اسرائيل تصعيدها واعتداءاتها على لبنان، عندها يسود الامن والاستقرار. وانتهى الجواب اللبناني الى خلاصة حرفيتها: “لا استعداد لدى لبنان للبحث في أيّ إجراءات قبل وقف العدوان. واذا كان ثمة من بدأ يتحدث عن ترتيبات جديدة في ما خَص القرار 1701 الذي تعلمون قبل غيركم انّ لبنان ملتزم به واسرائيل خَرَقته آلاف المرات، فعليكم اولاً إلزام اسرائيل بالقرار 1701. ثم إنّ هذه الترتيبات إن كانت ستحصل – وهذا الكلام غير رسمي حالياً – ينبغي أن تتمّ على الجانبين، وعلى الطرفين، وليس على طرف واحد، فما يَسري هنا يسري هناك”.
يُشار في هذا السياق الى ان الرئيس بري قد اكد امام زواره انه عندما تتوقف حرب الابادة في غزة، تتوقف الجبهة اللبنانية تلقائياً، وتعود الامور الى ما كانت عليه قبل العدوان. امّا وانّ العدوان مستمر، واسرائيل تواصل اعتداءاتها وتوسع نطاقها في العمق اللبناني، فلا بحث على الاطلاق في وقفٍ لإطلاق النار من الجانب اللبناني. كما لا حديث مسبقاً بأيّ تفصيل مرتبط بترتيبات ما بعد الحرب.
السفيرة الجديدة
ملف الحدود الجنوبية، ركّزت عليه السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون، التي باشرت مهامها في بيروت أمس بوصفها قائمة بأعمال السفارة الاميركية حتى اعتمادها رسمياً، بزيارة بروتوكولية لوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، الذي قال: “تلقّينا بارتياح جهوزية الولايات المتحدة الاميركية للتوسّط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب. ونحن نتحاور مع الجانب الاميركي بانفتاح وروح إيجابية للوصول الى حلول مستدامة تحفظ سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتضمن الحقوق والأمن والاستقرار، وبالأخَصّ لأهالي الجنوب.
وعلمت “الجمهورية” من مصادر وزارة الخارجية “انّ تصريح بوحبيب جاء بعدما أبدَت جونسون رغبة الادارة الاميركية بتأدية دورٍ لتخفيف التصعيد العسكري على جبهة الجنوب، وعرضت افكاراً محددة تخدم هذا الهدف لا يمكن كشفها الان قبل ان تتبلور جدّياً”. وقالت المصادر: “انّ لبنان يرحّب بهذا الدور نظراً لإمكانيات اميركا في التأثير على الموقف الاسرائيلي، وحتى لا يقع ما ليس في الحسبان وتتدحرج الامور الى الأسوأ”.
الميدان العسكري
ميدانياً، عاشت منطقة الحدود الجنوبية، أمس، أجواء توتر شديد على طول الخط الممتدّ من الناقورة الى جبل الشيخ، وتخلله قصف اسرائيلي عنيف بالمدفعية والغارات الجوية على البلدات القريبة من خط الحدود، فيما أعلن “حزب الله” ان المقاومة الاسلامية استهدفت موقع بركة ريشا مرتين بصواريخ بركان، وتجمعاً للجنود الاسرائيليين في ثكنة راميم، وانتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع حانيتا، وتجمعاً للجنود في محيط ثكنة ميتات، وموقع المالكية، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المطلة.
ماذا في الجانب الإسرائيلي؟
الى ذلك، اعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر أمس، انسحاب الفرقة 36 من قطاع غزة، وهي تضم لواء “غولاني”، اللواء السابع، اللواء 188، اللواء السادس، وسلاح هندسة. وكانت معلومات اسرائيلية قد اشارت سابقاً الى انّ جزءاً من القوات التي يتم سحبها من غزة سيتوجه الى الجبهة الشمالية مع لبنان. وستتوجّه وحدة “دوفدفان” الى الضفة الغربية المحتلة لمواجهة الانتفاضة القائمة هناك.
وكشف الاعلام الاسرائيلي انه “بعد النتيجة القاسية لإطلاق صاروخين مضادين للدروع على منزل في “كفار يوفال” ومقتل اثنين، أحدهما عضو في الفرقة الاحتياطية للمستوطنة، فإنّ إسرائيل تواجه معضلة كيفية الرد على العواقب الناجمة عن استمرار إطلاق الصواريخ المضادة للدروع تجاه المستوطنات مع لبنان”. ونقل عن رئيس مجلس الجليل الأعلى قوله: “انّ الوقت يعمل ضدنا في الشمال، كل يوم يمرّ من دون أن تحدّد الحكومة الأهداف وتعمل من أجل تحقيق الأمن في الجليل، يَتسبّب في أضرار لا يمكن إصلاحها”. كما قال رئيس المجلس الإقليمي “ميتا آشر” في الجليل الغربي ورئيس “منتدى خط الصراع” تعليقًا على هجمات “حزب الله” والنيران المضادة للدبابات: مئة يوم من الحرب، لقد حان الوقت للقول إنّ الحكومة الإسرائيلية فشلت في التعامل مع الشمال. مئة يوم يهاجم فيها “حزب الله” ونحن نرد، مئة يوم لا ينام فيها مَن بقي هنا عند الحدود”. فيما نقلت صحيفة “اسرائيل اليوم” عن احد المستوطنين قوله لرئيس واعضاء الحكومة الاسرائيلية وجنرالات الاركان: “إسالوا أفراد عائلاتكم اذا كان احدهم على استعداد للانتقال للعيش عند الحدود مع لبنان”. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية: انّ المزارعين في الجليل الأعلى يطالبون الحكومة “الإسرائيلية” بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بمزارعهم جرّاء صواريخ “حزب الله”، ولكنهم يشككون بإمكانية حصول ذلك”.
وأفرَدَ الاعلام الاسرائيلي مساحات لتقييم الخطاب الاخير للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، حيث اعتبر “انّه ماهِر جداً في هذه الحرب، وهو يحاول استغلال ما يجري في إسرائيل من ناحية الرأي العام ومن ناحية الحرب والأسرى، وكل الجمهور في إسرائيل يسمع أقواله، وما يقوله فيه الكثير من الشجاعة ويثير صدمة لدى الرأي العام الاسرائيلي، كَون رسائله ما تزال ثابتة: “أنا مستمر في هذا القتال طالما أنّ الحرب في غزة مستمرة”.
وتحت عنوان “لا تقولوا لنا إنّ “حزب الله” مَردوع”، تحدث تقرير في صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية عن الأزمة المستمرة التي يعيشها مستوطنو المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة، وطالبَ مراسل الصحيفة في الشمال الوزراء وأعضاء الكابينت وألوية الأركان العامة بأن يسألوا أبناء عائلاتهم عمّا إذا كان أحدهم على استعداد للانتقال للسكن على الحدود الشمالية. وقال التقرير انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين تنقّل بين لبنان وإسرائيل لضمان عدم قيام “حزب الله” بإطلاق النار على السكان العائدين إلى منازلهم، وذلك بعد أن وضع “حزب الله” منازل السكان على الحدود الشمالية هدفاً له في الأسابيع الأخيرة وهو ما تحوّلَ بالفعل إلى لعبة روليت قاتلة”. ولفتَ التقرير إلى أنه “بعد أيام من الضباب وانخفاض وتيرة العمليات في الشمال خرجَ من يقول إنّ “حزب الله” مَردوع، ولكن بمجرد انقشاع الضباب ظهرَ “حزب الله” مرة أخرى.
ونقل موقع “بلومبرغ”، عن مستشار “الأمن القومي” الإسرائيلي السابق إيال هولاتا، قوله: “إنّ أي حرب مع “حزب الله” ستكون أكثر فتكاً من الحرب الأخيرة في العام 2006، وإنّ عدد القتلى في إسرائيل قد يقترب من 15 ألفاً هذه المرة”.
وأشار هولاتا إلى “أنّ المسؤولين الأميركيين حذّروا الجنرالات والوزراء الإسرائيليين المتحمّسين لحربٍ على جبهتين ضدّ “حزب الله” و”حماس”، من الضغط الهائل الذي قد يفرضه مثل هذا السيناريو على موارد إسرائيل واقتصادها، ووصَفَه البعض بأنه “سيناريو كابوس لإسرائيل”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قد نشرت تقريراً قبل أيام قليلة قالت فيه “إنّ إسرائيل تنظر إلى “حزب الله” بشكل مختلف عن “حماس”، باعتباره “يملك جيشاً مع تدريب متطور وترسانة من حوالى 150000 صاروخ، بينما يخشى العديد من الإسرائيليين أن تستخِفّ حكومتهم، مرة أخرى، بالتهديد المُميت الذي يمثّله الحزب”.