اخبار لبنان
في صحف اليوم: المستشفيات عند الخطوط الأمامية بالجنوب تواجه خطر الإقفال
أفادت صحيفة “الأخبار”، بأنه “في وقت تنفق وزارة الصحة أموالاً على تشغيل غرفة طوارئ صحية وتدريب العاملين والمستشفيات على مواجهة حربٍ لم تقع، تواجه المستشفيات عند الخطوط الأمامية في جنوب لبنان خطر الإقفال لعجزها عن تأمين أبسط احتياجاتها، فيما تكتفي الوزارة بجولات وزيارات تنتهي غالباً بإطلاق وعود، ومنها الجولة التي يقوم بها الوزير فراس أبيض، اليوم، على القطاع الصحي في محافظتي الجنوب والنبطية للاطّلاع على جهوزيته والبحث في سبل دعمه”.
ولفتت إلى أن “أربعة أشهرٍ على خطّ النار، لم تُسأل فيها المستشفيات الحكومية عن حاجاتها في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها. فهي اليوم، كما الجبهة، في حالة حرب. لا “إنتاج” يسعف للقيام بالواجبات الطبية كما في السابق، مع انخفاض نسبة إشغال الأسرّة في معظمها إلى الحدود الدنيا بسبب قرب بعضها من أماكن الاشتباك، ومنها مثلاً مستشفى ميس الجبل الذي يقع على مسافة 500 مترٍ تقريباً من الحدود مع فلسطين المحتلة”. وفي المقابل، الدفع لا يزال “شغّالاً”، وفق ما نقلت الصحيفة عن مدير المستشفى حسين ياسين، إذ ثمة أكلاف تشغيلية لا مناص منها، منها تأمين رواتب الموظفين ومادة الوقود التي يتوقّف عليها مصير المستشفى اليوم، فإما الاستمرار أو التوقف عن الخدمة. علماً أنه “مستشفى مركزي، يخدم 23 قرية يسكنها نحو 150 ألف نسمة”، بحسب مديره.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “بالفعل، كاد المستشفى الحكومي أن يكون أول الخارجين عن الخدمة الطبية بعد نفاد المازوت من خزّاناته وانقطاع التيار الكهربائي، إما بسبب التقنين أو بسبب القصف الإسرائيلي الذي أدّى أول من أمس إلى انقطاع التيار عن المنطقة بشكلٍ كامل، لولا تأمين البلدية ثلاثة آلاف ليتر من المازوت لإبقائه شغّالاً”.
ولا يعرف مدير المستشفى ياسين كم ستخدم هذه الكمية، ولكنه يعرف أنّ الصرف سيكون “بالقطّارة، لأننا بحاجة إلى 1000 ليتر من المازوت كل 24 ساعة في الأيام العادية”، وهذا اليوم بات ترفاً. فيما ما تبقّى في احتياطي صندوق المستشفى يكفي لسدّ رواتب الموظفين والعاملين “هذا الشهر فقط. بعد ذلك، لا أدري ما العمل”، داعياً وزارة الصحة إلى تأمين مساعدة مادية للموظفين لضمان استمرار قيامهم بواجباتهم الطبية، وفق “الأخبار”.
وإذا كان مستشفى ميس أول المعلنين عن وصوله إلى حافة الأزمة، فلا يعني ذلك أن بقية المستشفيات الحكومية على خطّ المواجهة أفضل حالاً، ومنها مستشفيا مرجعيون وبنت جبيل، وفق ما ذكرت الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مدير مستشفى بنت جبيل الحكومي توفيق فرج قوله “إننا على الطريق”.
وكما الحال في معظم المستشفيات، يعيق شحّ المازوت العمل، وقد يؤدي في حال استفحاله إلى الإقفال النهائي. لذلك، تأخذ هذه القضية أهمية قصوى تسعى المستشفيات إلى تداركها، ولو عن طريق التبرعات أو المساعدات، خصوصاً أن الشق المتعلّق بتأمين المستلزمات “محلول” بعدما عمدت وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمات الدولية إلى مدّ معظم المستشفيات بما تحتاجه. أما في ما يتعلّق بالمازوت، فيشير فرج إلى أن “اتحاد البلديات في المنطقة يساعد بجزء بسيط عند الحاجة”. أما بقية الأجزاء، فـ «ننتظر فرج الله، وإن كنا نستمر اليوم، فمن اللحم الحي”.
“جدّية اميركية” في منع توسيع الحرب..
إلى ذلك، نقلت صحيفة “الجمهورية”، عن مصادر ديبلوماسية اوروبية قولها إنّ المخاوف بشأن الحرب “مبرّرة بالنظر الى قساوة المواجهات (عند الحدود الجنوبية) التي قد تبقي احتمال الحرب قائماً، ولكن بالنظر الى ما يجري في الغرف الخلفية لهذا الصراع، فإنّ الحرب الواسعة مستبعدة حتى الآن، والولايات المتحدة الاميركية وكذلك فرنسا، لعبتا دوراً اساسياً في إضعاف هذا الاحتمال”.
ولفتت المصادر الانتباه الى أنّ “فرص الحرب الواسعة كانت ممكنة بالتزامن مع الأيام الأولى للحرب في غزة، إلّا انّ الأطراف الاقليميين والدوليّين المفترضين لهذه الحرب، ادركوا أهوالها ونتائجها المدمّرة مسبقاً، وتجنّبوها، ومنعوا حتى التسبّب بخطأ في الحسابات يمكن ان يُشعل الحرب”.
واكّد أحد المسؤولين لـ”الجمهورية”، انّ احتمالات الحرب الواسعة تبقى قائمة طالما انّ العدوان الاسرائيلي مستمر على غزة ولبنان”، فيما تحدثت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ”الجمهورية» عمّا سمّتها “جدّية اميركية في منع توسيع الحرب”، وكشفت جانباً من لقاء مع موفد اوروبي بارز قبل فترة ليست ببعيدة، اكّد خلاله الموفد المذكور على ما مفاده بأنّ “الامور في المنطقة مضبوطة تحت سقف الخوف المتبادل بين كلّ اطراف الصراع، سواءً المنخرطين مباشرة بالأعمال الحربية، أو الدول الداعمة لهم من الخلف، من الإنزلاق إلى حرب إقليمية ليس في مقدور أيّ طرف فيها أن يقدّر حجم تداعياتها الكارثية وكذلك حجم الأضرار الذي ستلحقه ليس بمصالح دول المنطقة فحسب، بل على المستوى الدولي بصورة عامة”.