بعد مضي ايام على اختتام جلسات الاستماع العلنية بشأن محاكمة “اسرائيل” على ارتكاب جرائم ابادة جماعية موثقة في قطاع غزة، بناء على دعوى رفعتها دولة جنوب افريقيا، وحاول الكيان الصهيوني الحرتقة عبر سلسلة من الاكاذيب المفضوحة والموثقة بأشرطة الفيديو والتي تصور الجرائم المخزية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني مباشرة على الهواء ، في الوقت الذي قدمت جنوب افريقيا حقائق دامغة.
ماذا عن الخطوة التالية لمسار الشكوى في لاهاي؟
صدر عن المحكمة قبل ايام، انها ستبدأ مداولاتها ، وستصدر قرارها في جلسة علنية معلن موعدها في الوقت المناسب.
وبناء عليه قدم وكيل جنوب افريقيا وسفيرها في هولندا فوسيموزي مادرنسلا طلبا يُلزم “اسرائيل” الكف عن ارتكاب الجرائم التي تقع ضمن نطاق المادة الثانية من الاتفاقية ومنع التهجير القصري للفلسطينيين ممن تبقى من منازلهم المقصوفة وضرورة وصول المساعدات الانسانية بما فيها الوقود والمأوى والملابس والنظافة والصحة والمواد الطبية والمساعدات ومنع تدمير حياة الفلسطينيين في غزة.
كما اكدت مذكرة جنوب افريقيا اجبار “اسرائيل” على الحفاظ على الادلة المتعلقة بحقائق الادلة واجبار “اسرائيل” عن الامتناع عن اي عمل يُسيء الى الادلة والحقائق المبينة، في الوقت الذي حاول فيه وكيل الكيان الصهيوني الاستعراض والمناورة للوصول الى اعلان رفض مبدئي للقضية ، برغم عدم الاختصاص القضائي للمحكمة عبر القول ان ما يجري من هجوم اسرائيلي على قطاع غزة يقع في سياق القانون الانساني الدولي والياته، وليس اتفاقية الابادة الجماعية، طالبا رفض دعوى جنوب افريقيا ورفض التدابير المؤقتة.
من جهته اكد الخبير في القانون الدولي الدكتور سعد حبار ان مرافعة وكيل الكيان الصهيوني في الدعوة التي رفعتها جنوب افريقيا ، هي مذكرة تافهة وضعيفة ومركبة وبها ثغرات كبرى، متوقعا اصدار المحكمة تدابير احترازية خلال اسابيع ، وان المحكمة لن تنطلي عليها “الحيل الصهيونية”
بدوره قال وكيل المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان رامي عبدو ان وكيل الكيان الصهيوني اعتمد على سلسلة اكاذيب مفضوحة في الوقت الذي قدمت فيه جنوب افريقيا حقائق لا لبس فيها.
ويرى مراقبون ان اي حكم تصدره المحكمة الدولية، حتى ولو لم ينفذ، سيظل ضربة موجعة لدولة الكيان، كما سيغير من الطريقة التي تتعامل بها الدول مع دولة الاحتلال، وقد تمتنع او تحد من استعدادها لبيعها الاسلحة ، حسب صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، بينما تقول صحيفة الغارديان ان شبح العزلة الدولية التي طالما تخوف منها قادة الكيان المحتل بدأت ملامحه في محكمة العدل الدولية ولم يتوقعوا هذا الشبح في صورة دعوى قضائية ترفعا جنوب افريقيا ترتكب فيها اسرائيل ابادة جماعية.
ولعل دولة الكيان التي عملت الى جانب الولايات المتحدة ، على تدجين الكثير من الدول العربية والاسلامية وجعلهم كشهود زور لا رأي لهم ولا موقف، فوجئت بالموقف النبيل لدولة جنوب افريقيا ولذلك يجن جنونها، سيما وان محكمة العدل الدولية المؤلفة من ١٥ قاضيا ينظرون في القضية بينهم : المغربي محمد بنونة واللبناني نواف سلام الصومالي عبد القوي يوسف ، وحسبنا من هؤلاء القضاة خيرا و تعويضا عن امة نائمة خائبة “وَإِذَا رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ كَأَنَّهُمۡ خُشُبٞ مُّسَنَّدَةٞۖ يَحۡسَبُونَ كُلَّ صَيۡحَةٍ عَلَيۡهِمۡۚ هُمُ ٱلۡعَدُوُّ فَٱحۡذَرۡهُمۡۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ ﴿٤﴾المنافقون”