في خطاب ذكرى القادة الشهداء استعرض سماحة السيد حسن نصر الله عناوين كثيرة لامست اهتمامات وهواجس ومخاوف الناس بسلاسة ووضوح وشفافية، ولم يأبه بكثرة الالغام ولا بجعجعة التهديدات وجعدنات المصطادين في الماء العكر، فجرى كلامه على لسان صدق ترجمته حكمة قالها يوما سيدنا امير المؤمنين الامام علي كرم الله وجهه وارضاه فقال : ” ما اضمر احد شيئا الا ظهر في فلتات لسانه” ولا غرو لان سماحة السيد من اهل بيته واتباعه…
خطاب سماحته كان وافيا وكافيا، وسنكتفي ببعض النقاط وفي مقدمها استهداف المدنيين في النبطية، وهذا دأب الصهاينة عندما يستهدفون المدنيين على هامش المواجهة النارية، وهو ما اوضحه سماحة السيد والتصريح بأن المقاومة لا تتحمل المس بالمدنيين وعلى العدو ان يفهم ويتأكد ان سفك دماء المدنيين سيقابله سفك دماء بالمثل. واكد سماحته على دور المقاومة في الدعم والاسناد والنصرة لمنع العدو من تهجير الفلسطينيين من غزة كمقدمة لتهجير اصحاب الارض ايضا من الضفة ومن اراضي ١٩٤٨ ، الى مصر والاردن ولبنان تحقيقا لدولة اسرائيل التلمودية. اما الرد على تهديدات غالنت كان واضحا وحاسما لتكريس ساحة القتال في داخل الجغرافيا لدولة الاحتلال وهذا يحصل للمرة الاولى سواء في غزة وشمال فلسطين، وعندما يقول سماحته قبل ايام محذرا العدو الذي هدد بالدخول الى الجنوب و ان جنوده لن يعودوا الى منازلهم، و ان ثمة حقائق ميدانية لم يكشفها سماحته، ولو كنا نعلم ما تكلمنا ابدا !! وربما العدو لا يعلم ان الجنوبيين يعيشون حالة عشق لارضهم وقراهم وواحدهم يسافر الى اقاصي الارض ويحقق نجاحات اقتصادية باهرة وعندما يعود الى لبنان تكون قبلته قريته الجنوبية وحفنة تراب منها تساوي كنوز الارض، واذ ذاك يبقى الدفاع عن تراب الجنوب فرض عين ترخص له الابدان والارواح .
وكان لافتا تأكيد سماحة السيد ان المقاومة للدفاع عن لبنان وعن عرضه وشرفه وماله، بالمقابل لم تفرض المقاومة خيارات سياسية ، مشددا ان المقاومة هي لحماية لبنان وكل اللبنانيين وسلاحها ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة، وهي خارج هذه الحسابات ، اما موضوع رئاسة الجمهورية فهو موضوع داخلي مؤكدا ان حزب الله وحركة امل ولا اي فصيل هم خارج الاستثمار السياسي
وفي موضوع ترسيم الحدود البرية قال سماحته لا توجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية لانها مرسمة، واي مفاوضات قادمة ستكون على قاعدة : اخرجوا من الارض اللبنانية.
وبعد هذا البيان والتبين والكلام الواضح، لم يعد جائزا تضليل الناس بمثل هذه الجعدنات والادعاءات التي تصور الامور على غير حقيقتها وهم في حالة ارتياب ومخالفة ومعاندة وشقاق ،”أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ﴿٨﴾فاطر”