والله بتنا نخجل من كوننا عربا، من هذا الخزي وهذا الصمت وهذه اللامبالاة من المذابح وحرب الابادة والتطهير العرقي الذي يُنفذه الصهاينة منذ اربعة اشهر ونيف ويتوغلون في دماء الفلسطينيين ونسائهم واطفالهم ورجالهم على مرأى ومسمع العالم، حتى ضجّت الشعوب وهبت واستنكرت وشجبت، ولم يضج حكام العرب ولم يهبوا ولم يستنكروا ولم يشجبوا !! وقد صدق القران الكريم في وصفهم ووصف امثالهم “وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ (3) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (4)الحشر”
في حين نظم عشرات الالاف من المتظاهرين في وسط لندن في الاسابيع الاخيرة مطالبين بوقف حرب الابادة في غزة ، كذلك عبرت المظاهرات التي انطلقت في اكثر من مدينة اميركية عن تعاطفها مع الشعب الفلسطيني وطلبت بوقف اطلاق النار وادانة اسرائيل وعبر الشعب الهندي عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، واصدر الاتحاد الافريقي الذي يضم ٥٥ دولة دعما للشعب الفلسطيني ، وفي اميركا اللاتينية قطعت بوليفيا علاقتها مع اسرائيل، والمخزي ان دولة الاحتلال وصفت الموقف البوليفي بأنه استسلام للارهاب !! واستدعت دولتان اخريان في اميركا اللاتينية سفراءهما من اسرائيل احتجاجا على تصرفات اسرائيل الارهابية ، وكذلك فعلت كولومبيا وتشيلي، ورفضت ١٢ دولة من الاتحاد الاوروبي جرائم الكيان الصهيوني ووعدت الفلسطينيين بدعم انضمامهم الى الامم المتحدة بصفة “دولة مراقبة غير عضو” ومن الدول مالطا واللوكسمبورغ والبرتغال وقبرص وكانت دول النرويج وسويسرا والنمسا وفرنسا واسبانيا اعلنت انها ستدعم الطلب الفلسطيني، وكررت روسيا انها ستدعم الطلب الفلسطيني وكذلك وعدت الصين والهند واعلنت الدانمارك انها ستصوت بنعم على الطلب الفلسطيني واعلنت البرازيل في الساعات الأخيرة سحب سفيرها من اسرائيل.
واكدت الامم المتحدة بشكل شبه جماعي حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وصوتت لصالح القرار ١٧٣ دولة بزيادة سبع اصوات عن العام الماضي بينما عارضته ست دول هي : كندا و اسرائيل والولايات المتحدة و ميكرونيزيا وجزر المارشال و ناورو بينما امتنعت ٣ دول عن التصويت هي الكاميرون وهندوراس وجنوب السودان.
بينما قال وزير الامن الاسرائيلي المسعور ايتمار بن غفير انه سيطالب بمنع المصلين في المسجد الاقصى من الصلاة فيه طوال شهر رمضان وقال الاختيار الصحيح هو تشجيع الفلسطينيين على الهجرة الى العالم، ما دعا زعيم المعارضة مائير لبيد وصف بن غفير بعدم الفهم ونتنياهو لا يستطيع كبحه !!
افادت قناة ال بي بي نيوز ان الرئيس الاميركي بايدن محبط من رفض نتنياهو عروض التطبيع مع اسرائيل وهو ما احبط البيت الابيض ما دعا بايدن الى وصف نتنياهو ب “الوغد” ولكنه اي بايدن ليس على شك للقيام بأي تغييرات كبيرة في السياسة.
ولم يعد من مجال للشك ان نتنياهو يريد تمديد الحرب للبقاء في السلطة ومع ذلك يواصل بايدن وحكومته الوقوف وراء اسرائيل والسعي لهزيمة حماس وضمان امن اسرائيل وشعبها على المدى الطويل. وانتقد وزير الخارجية بلينكن خلال زيارته الاخيرة لفلسطين المحتلة التصرفات الصهيونية وان احداث ٧ اكتوبر لا تعني ترخيصا لاسرائيل لتجريد الاخرين من انسانيتهم.
وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اسرائيل على ان تتوقف بجدية قبل ان تتخذ المزيد من الاجراءات الميدانية حول مدينة رفح وانه لامر مرعب لامكانية تعرض ١.٥ مليون نازح واغلبهم من النساء والاطفال مرة ثانية للقتل.
وقالت واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين مصريين ومحللين امنيين ان السلطات المصرية بدأت في بناء سياج من الاسوار بمساحة تبلغ ٢١ كيلومترا مربعا في صحراء سيناء بالقرب من الحدود مع غزة خشية ان يؤدي التوغل العسكري الصهيوني في رفح الى تدفق سيل من اللاجئين الفلسطينيين عبر الحدود.
وذُكر ان طوفان بشري خرج من امام جامع الازهر في القاهرة باتجاه ميدان التحرير دعما لفلسطين وسط هتافات تقول : ” مظاهرات بجد .. مش تفويض لحد”
ومع تواتر الانباء قال محلل اسرائيلي ان الشارع الغربي وكذلك الشارع العربي بات ينظر الى قادة حماس على انهم “مقاتلون من اجل الحرية” وكتب في صحيفة “يدعوت احرنوت” العبرية : من المستحيل تجاهل ما اصبح على نحو متزايد واحدا من اعظم الكوابيس التي عرفتها اسرائيل”
ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري ان يحي السنوار نقل رسالة للوسطاء بان زمن الصفقات المبنية على الهدن المؤقتة ولّى، والخيار المتبقي هو صفقة الكل بالكل.