من المؤسف جدا ان يربط بعض المتعاطين في الشأن السياسي ، وعبر الوسيلة الاعلامية، ان يزرع في النفوس القلقة من “النزوح السوري ” ما يشكله من ثقل سياسي وعبء اقتصادي وامني ، الى حد القول ان ثمة نشاطات مشبوهة مختلطة بين الفقر والسياسة قد تكون على اجندتها الاستثمار في “مخزون” الدين والعصبيات المذهبية وتعميق شعور الخوف من الاخر وخصوصا في البيئات الفقيرة والمعدمة في اكثر من منطقة لبنانية !!
ونحن كغيرنا من اللبنانيين نعيش “حالة القلق” جراء النزوح السوري الى بلدنا المنهك لما يشكله من خطر على امننا ومنظومتنا الاقتصادية والصحية والبيئية، وسنعود الى هذا السياق، ولكن ، لا نبالغ في القول ان هذا الوجود سيتسبب في استحضار الحرب الاهلية والعياذ بالله !!!
ولذلك، كان ترحيبا (في بياننا السابق) واضحا لجهة ما تم عليه الاتفاق بين كافة الاطراف اللبنانية في الجلسة النيابية على محاصرة تداعيات النزوح المتفلت والقيام بما نقدر عليه بالاشتراك مع كافة الاطراف اللبنانية وتوفير افضل العلاقات مع الدولة السورية الشقيقة القائمة على الاحترام المتبادل، لحماية بلدنا الذي ليس لنا سواه …
اذ لا يعقل ابدا ان يتواجد على مساحة لبنان ١٠.٤٥٠ كيلو متر مربع اكثر من مليوني سوري يعني نصف عدد اللبنانيين !! وليس صحيحا ان السوريين في بلدهم الذي تبلغ مساحته ١٨٥ الف كيلو متر مربع ، لا يجدون المكان الامن، وبالتالي لا يستطيع لبنان تغطية كلفة النزوح البالغة مليار و ١٢٠ مليون دولار في السنة، بالاضافة الى ما يشكله النزوح تغييرا ديموغرافيا وهذه عرسال البقاعية التي تغرق في بحر من مياه الصرف الصحي لمئة و٣٥ الف نازح مقابل ٥٠ الف لبناني من ابناء البلدة !! فيما تمارس الدول الاوروبية دورا مشبوها لجهة مساعدة النازحين شرط ان لا يغادروا لبنان الى بلدهم !!
وحسنا ما قاله سماحة السيد حسن نصر الله حين اقترح عدم التضييق على السوريين النازحين الراغبين في ركوب البحر الى اوروبا.
والى متى سيبقى لبنان الحلقة الاضعف في صراعات المنطقة ؟
والى متى يبقى اللبنانيون يصدقون من لا يريد لهم الخير من اوروبيين وغيرهم والله سبحانه وتعالى يقول ” وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا ﴿٤٥﴾فاطر”
صدق الله العظيم