Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

الانتظار المستحيل

عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

انتهت الجلسة النيابية العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية الى مثل سابقتها من غير ان تلوح مبادرة او شبه مبادرة تؤدي الى بصيص امل ورجاء مستحيلين، في ظل الاشتباك السياسي الذي يعبر خير تعبير عن اختلاف اللبنانيين حتى على عقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال ولو كانت مخصصة فقط لمعالجة توفير الدواء للمصابين بالسرطان، وبقية الوسائل الضرورية العائدة لالاف المواطنين المرهقين والمعدمين !! فقامت القيامة ولم تزل حول المصادرة المزعومة للسلطات وغير ذلك من الاعتبارات الطائفية والحقوقية.
كل ذلك يتواصل على مسرح حياة ٨٠% من اللبنانيين المحرومين من حقوقهم في الصحة والتعليم والكهرباء والماء والغذاء في ظل غياب التدابير السياسية الفعالة بحيث ان الكساد على جميع المستويات، جعل لبنان يعيش اسوأ الازمات المالية منذ القرن التاسع عشر حسب الامم المتحدة !!
وهو ما عبر عنه الرئيس نجيب ميقاتي في المجلس النيابي عندما قال : كل الاصوات والمطالبات والعناوين السياسية يجب ان لا تحجب الاحتياجات الضرورية الملحة للشعب اللبناني …
والاكثر ايلاما وازعاجا واثارة للقرف استمرار اللعي التافه لبعض السياسيين الذين يصطفون امام كاميرات التصوير والادلاء بتصاريح لا لون ولا طعم ولا مضمون، واحدهم يداوم على التغريد كبلبل يتوهم ان الناس تنتظر ما سيقوله، وهو لا يقول شيئا!!!
والواضح ان الجلسات العقيمة لانتخاب رئيس للجمهورية، ستتواصل من غير ان تفرج عن الرئيس العتيد، و يوفق الوكلاء والحلفاء “المعتمدون” من احداث خرق في جدار الكساد واللامبالاة…
ومن ينتظر الفرج في غضون الشهر الاول من العام الجديد فهو واهم، واذا كان من فرج فلن يكون قبل شهر ايار القادم، بانتظار الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، او تشكل الاحلاف للدول الكبرى بين طرفي القارة الاسيوية والاوروبية، ومصير الحرب الروسية الاوكرانية المرشحة لاشتعال اضافي بعد ان قررت الولايات المتحدة مواصلة حصار روسيا اقتصاديا وعقوبات وانتقالها الى الانخراط المباشر في الحرب التي مضى عليها احد عشرة شهرا حتى الان، عبر تزويد اوكرانيا بصواريخ الباتريوت المتطورة وهو ما ستعتبره روسيا تهديدا وجوديا لها، ما قد يعرض السلام الدولي لخطر شديد.
لذلك، سيستمر الفراغ الموحش في وطننا المنكوب بطبقته السياسية المطبوعة بالفساد، وسنبقى على رصيف الانتظار، من دون ان يشعر بنا احد…
“وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا ٱلْعَٰلِمُونَ”

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٢/١٢/١٦

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى