فلسطين تجمعنا وهي قبلتنا الفكرية والجهادية..
اللجنة النسائية في جبهة العمل الإسلامي في لبنان : خلال ندوة فكرية صباحية عن أسرى فلسطين: فلسطين تجمعنا وهي قبلتنا الفكرية والجهادية..
.
أقامت اللجنة النسائية في جبهة العمل الإسلامي في لبنان في مركزها الرئيسي في بيروت ندوة فكرية صباحية تحت عنوان: “أسرى فلسطين شعلة لا تلين”
حضرها عدد من سيدات بيروت والمهتمين، وقد تحدث في هذه الندوة عضو قيادة الجبهة الشيخ شريف توتيو :
في البداية رحبت السيدة إيمان صباغ باسم اللجنة النسائية بالحاضرات وتمنت لهن ولجميع أمة المقاومة في لبنان والعالم العربي والاسلامي وخاصة في فلسطين أن تكون سنة 2022 سنة فرج وخير وبركة ونصر لهذا الخط المقاوم وعلى أمل قريب بتحرير الأراضي العربية والإسلامية وخاصة أرض فلسطين الحبيبة.
ثم ألقى عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي فضيلة الشيخ شريف توتيو كلمة الجبهة التي جاء فيها : فلسطين تجمعنا وهي قبلتنا الجهادية الأولى، والمسجد الأقصى المبارك هو مسرى الرسول محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولهذا تستأهل القدس وفلسطين منا كل هذا الاهتمام، وأهل السنّة وإخوانهم الشيعة في لبنان والعالم كانوا رأس حربة والسبّاقين دوماً في مقارعة ومواجهة الاحتلال أعداء الداخل والخارج، وهم السابقون في الفتوحات وتحرير البلاد من رجس الكفار من العباد، فهذا سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه فتح القدس الشريف وتسلّم مفاتيح المدينة من الراهب إيلياء، و سيدنا صلاح الدين الأيوبي حرّر مدينة القدس من رجس الصليبيين ، وهذه القدس الشريف اليوم تقدم أبناءها فلذات أكبادها معتقلين وأسرى وجرحى و شهداء في سبيل تحريرها والدفاع عنها وعلى سبيل المثال لا الحصر استشهاد الشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والمهندس يحيى عياش والقيادي عبد العزيز الرنتيسي والقافلة الشهدائية البطولية تطول مئات الآلاف من الفلسطينيين والعرب والعجم ، وهاكم الشيخ عمر المحتار في ليبيا والشيخ عبد الحميد بن باديس في الجزائر وجامعة الزيتونة في تونس والأزهر الشريف في القاهرة وغيرهم كانوا رأس حربة في الجهاد والمقاومة وفي تحرير أرضهم من رجس الاحتلالات البريطاني والفرنسي والإيطالي، ونحن في لبنان كانت قوات الفجر/ المقاومة الاسلامية أحدى فصائل جبهة العمل الاسلامي التي قدمت خيرة قادتها وشبابها وكان لها اليد الطولى في تحرير مدينة صيدا وضواحيها من رجس الاحتلال الصهيوني، وكذلك حركة التوحيد الاسلامي في طرابلس بقيادة الشيخ المجاهد سعيد شعبان “رحمه الله” ساهمت في تحرير مدينة صيدا وضواحيها وقدمت الشهداء الأبرار وخاضت المعارك مع العدو الصهيوني الحاقد وخصوصاً حين استهدف العدو جزيرة الأرانب في طرابلس وجرت معركة بطولية وغير متكافئة استشهد فيها من استشهد من الأخوة في حركة التوحيد وتم أسر ثلاثة منهم، وتم تدمير زورق بحري للعدو ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى منه.
ونعود لعنوان ندوتنا وهو أسرى فلسطين شعلة لا تلين فنقول: إن معركتنا مع اليهود الصهاينة معركة مستمرة بكافة أنواع المقاومة السياسية والعسكرية والاعلامية والمعنوية والنفسية والثقافية والحضارية وغيرها، وإن صراعنا مع هذا العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود، لذا: فإن شهداء فلسطين الأبرار أبطال، وجرحاها أبطال، وهؤلاء الأسرى الذين جاهدوا وقاوموا العدو اختاروا الحياة بين الجدران الأربعة بعزة كرامة على حياة الذل والهوان وهم بعزيمتهم وإرادتهم وإيمانهم جعلوا قضية فلسطين حيّة في نفوسهم وقلوبهم ، لقد ظن العدو أنه باعتقالهم وسجنهم سيُثبط عزيمتهم ويكسر شوكتهم ويُحبط آمالهم وأحلامهم، إلا أنّ هؤلاء الأسرى الأبطال فاجئوا هذا العدو والعالم أجمع بصمودهم وثباتهم وتحدّيهم لجبروت وعنجهية وظلم العدو وتحملوا كل أشكال وأنواع وأساليب التعذيب الجسدي والنفسي وارتقى منهم شهداء على درب الحرية الحمراء وصدق الشاعر حين قال: وللحرية الحمراء بابٌ بكل يد مضرّجة يُدق.
لقد استطاع الأسرى والأحرار الأبطال أن يجترحوا أسلوباً وشكلاً جديداً من أشكال المواجهة مع العدو الحاقد وخصوصاً أسرى الاعتقال الإداري ، فكانت معركة الأمعاء الخاوية التي لا تقل أهمية عن أي معركة أخرى خاضتها المقاومة الفلسطينية وهي على استعداد تام لخوضها، وجهوزيتها كاملة لصدّ أي عدوان، لقد استطاع هؤلاء الأسرى المقاومون للاحتلال في سجونهم بهذه المعركة (الأمعاء الخاوية) انتزاع حريتهم، وأجبروا العدو على الرضوخ لمطالبهم وشروطهم، نعم لقد كانت (الأمعاء الخاوية) معركة شرسة وقاسية جداً، وكانت عزيمتهم وإيمانهم وإرادتهم إرادة لا تلين وشعلة على طريق الحرية وقدوة حسنة لكل المقاومين، وكانت من أطول المعارك زمناً وأشدها وطئاً وصعوبة أدّت إلى سقوط وارتقاء عدد من الشهداء الذين رووا أرض فلسطين بصبرهم وجهادهم ومقاومتهم وثباتهم على الحقّ في سبيل نيل الحرية والعيش بعزة وكرامة وعنفوان، وفي سبيل نصرة القضية المركزية المحقة، وفي سبيل كشف زيف العدو أضاليله وما يدّعيه من حضارة وديمقراطية زائفة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، نعم إن أسرى فلسطين هم شعلة لا تلين وجذوة وقدوة لا تنكسر ولا تهين ولا ينقطع جهادهم ولا يستكين حتى ارتجاع العزة والكرامة وتحرير فلسطين من رجس الصهاينة المحتلين، وعهداً وكما هو عهد المقاومة الفلسطينية وعهد حماس والجهاد وكل الفصائل المقاومة سيتحرر الأسرى الأحرار ولو بعد حين.. أسرانا.. أسرى فلسطين هم أحرار ولو مكثوا الزنازين وطالت السنون.
وأخيراً في الشأن الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي المالي فبي لبنان: فالأوضاع للأسف الشديد مزرية وخطيرة ولا تبشر بالخير أبداً، والوقائع وواقع الحال بالنسبة للبنى التحتية ولا سيما الملفات الساخنة أيضاً كالكهرباء والماء والغلاء الفاحش وفقدان قسم كبير من الأدوية والمواد الغذائية وحليب الأطفال عدا عن الحفر في الشوارع والطرقات التي ادّت وتؤدي إلى الأعطال في السيارات والمركبات عامة، كل هذا وغيره من الأمور التي تقض مضاجع المواطن وتجعله يئن من وطأتها وشدتها، لذا: فعلى الدولة الاهتمام بالأوضاع المعيشية كافة كي يعيش المواطن حياته وأهله وعائلته بكرامة وعزة نفس.