تتمسك “اسرائيل” بما تصفه السيطرة عملانيا على محور “فيلادلفيا” ومعبر رفح مع مصر رغم اشتراط حماس على انسحاب العدو الكامل من قطاع غزة، وتمسك مصري بمغادرة قوات العدو لاعادة تشغيله.
ويرى خبراء معنيون ان تلك السيطرة الاسرائيلية على المعبر هي رسالة دعائية الى الداخل الاسرائيلي، ولا تعدو كونها “بروباغندا اسرائيلية” للضغط على حماس والوسطاء.
والمعلوم ان السيطرة الاسرائيلية على المعبر هي مخالفة صارخة وليست اختراقا لاتفاق السلام واعتداء صارخ للسيادة المصرية، وهو ما يستدعي موقفا مصريا صارما نرجو ان يخرج الى العلن !!
ويقع المعبر في محور صلاح الدين او فيلادلفيا ، وهو شريط حدودي ضيق داخل اراضي قطاع غزة ويمتد بطول ١٤ كيلو متر على طول الحدود مع مصر ولم يحترمه العدو الاسرائيلي يوما رغم ما نصت عليه الاحكام الراعية لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية عام ١٩٧٩ ، وهو دأب اسرائيل منذ قيامها لا تأبه بالمعاهدات ولا بقرارات مجلس الامن ولا محكمة الامم المتحدة ولا بالوعود ولا المواثيق ولا الاتفاقات وترى نفسها فوق كل هذه الهيئات على مرأى ومسمع العالم، وليس موقفها في فيلادلفيا ليس مخالفة بل خرقا لمضمون المعاهدة المصرية الاسرائيلية !!!
واليوم بعد ان فشلت دول الولايات المتحدة ومصر وقطر التي انطلقت على مدى اسبوع وشهدت الزيارة التاسعة لوزير خارجية الولايات المتحدة بلينكن الى الكيان المحتل ، على وقع جنوح رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو والاستمرار في مراوغته وتعامله مع الرئيس بايدن ، يرى ذهابه الى الحرب الصريحة مع جبهات الاسناد من اليمن والعراق ولبنان الى قلب ايران، وهي الفرصة الذهبية المؤاتية والتي قد لا تتكرر بمثل هذا الصمت المريب للعالمين العربي والاسلامي ، ولاستمرار المذابح المريعة اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، رغم قسوتها وعنفها واستهدافها خاصة للنساء والاطفال الى جانب الجوع والمرض والحصار المميت الذي لم يشهد التاريخ له مثيلا ، على شخير الامة النائمة والغائبة التي لم يوقظها تدنيس الحرم القدسي ولا عويل الثكالى واليتامى والامهات المفجوعات ولم تحرك فيهم نخوة اولئك الشجعان والمحتسبين الذين لم يتأففوا ولم يشتكوا . . الصابرون على ما اصابهم ولا يقولون الا “حسبنا الله ونعم الوكيل”
وحسب المتخاذلون قول الله ” وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ۚ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) الاحزاب” ، ” يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر”