بعد نجاح الفصائل السورية في اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بعد ٢٤ سنة من حكمه، لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأوضاع في سورية او يعرف بالدقة كيف يكون الغد السوري، ومن الطبيعي ان يكون هناك التباس، او بعبارة ودية، ان يكون هناك نوع من الحذر والتريث والمخاوف الشرعية وهو ما نلاحظه في التعامل العربي المتمهل وكم رأيناه في لقاء الدوحة “مسار استانة” بينما لم تعلق الجامعة العربية على موقفها من عضوية سورية في الجامعة العربية بانتظار التطورات المتسارعة، التي باشرها على التو العدو الإسرائيلي فأقدم على استغلال الفراغ الامني المتأتي من هذا الانتقال المفاجئ وانسحاب القوات السورية من مواقعها الحدودية المتفق عليها بين سورية وإسرائيل الموقعة يوم ٣١ ايار ١٩٧٤ فانتشر الاحتلال في المنطقة العازلة في عدد من المناطق الضرورية للدفاع عنها، فاسقطت إسرائيل ما تم الاتفاق عليه وهذا دأبها في التنكر للاتفاقيات والعهود!!
وتبرر اسرائيل هجماتها بأنها تهدف الى تعزيز امنها ومنع وقوع الأسلحة الكيميائية في ايدي المجموعات الإرهابية وكانت موسكو اجلت عدة نقاط عسكرية على طول الخط الفاصل بين سورية وإسرائيل لمسافة ٨٠ كلم من بينها خط فاصل لجهة الجولان فاسقطته اسرائيل واحتلت المنطقة العازلة في جبل الشيخ الذي يطل على الجنوب السوري حتى دمشق وعلى الجولان السوري المحتل
واعلن الجيش الإسرائيلي ان سفنه الحربية استهدفت مينائي اللاذقية والبيضاء حيث ترسو ١٥ سفينة حربية سورية، ودمر الصواريخ البحرية، وان طائراته الحربية نفذت مئات الغارات خلال ٤٨ ساعة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية ومناطق أخرى وبلغ عدد الغارات أكثر من ٣٠٠ غارة لمواقع جوية ومواقع لتصنيع الاسلحة وبطاريات دفاع جوي وطائرات حربية ومروحيات ورادارات ودبابات ومخازن أسلحة عسكرية ومركز البحوث العلمية بالكامل وبطاريات الدفاع الجوي، بالاضافة الى احتلال الكوماندوس الإسرائيلي لجبل الشيخ بعد انسحاب الجيش السوري منه، ودخلت مشاة ومدرعات الى المنطقة العازلة عند الحدود مع سورية بداعي منع منظمات “إرهابية” من استغلال الوضع، وتقول اسرائيل: نحن على الجبل ويحظر على الجيش ورئيس الحكومة النزول عنه الى الابد!! ولن تسمح اسرائيل لاي قوة معادية بالاستقرار عند حدودها… وأخطر ما شهدته دمشق في الأيام الماضية اقدام عدد من الرعاع مهاجمة مقام السيدة زينب حفيدة رسول الله (ص) في ضاحية دمشق فردتهم عناصر من قوى الثورة.
وفي استعراض القوى التي اسقطت النظام هي : هيئة تحرير الشام المتشددة الذي يقودها امير محمد الجولاني (احمد الشرع) الجيش السوري المنشق، قوات سورية الديمقراطية (الاكراد) والقوات السورية المؤيدة لتركيا يهدف تجريد الجيش السوري من فعاليته، او جيش منزوع السلاح
واكثر ما نخشاه ان تكون أحداث سورية تتمة لاحداث غزة ولبنان ومقدمات الشرق الأوسط الجديد كما جاء على لسان نتنياهو…
حفظ الله سورية وشعبها بكافة مكوناته