إستقبل منسّق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير عثمان الجعيد بحضور أمين سر الجبهة الشيخ شريف توتيو في المركز الرئيسي للجبهة في بئر حسن/بيروت وفداً علمائيّاً ضمّ ( مدير عام جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي في لبنان فضيلة الشيخ حسام العلي، منسّق عام جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي إمام وخطيب مسجد التقوى في مرياطة فضيلة الشيخ محمّد عجاج، نقيب السادة الأشراف في الشمال فضيلة الشيخ المسند إسماعيل طرّاف، نقيب السادة الأشراف لآل الحسن فضيلة الشيخ زياد طارق الحسن )
وجرى البحث والتطرّق في العديد من الأمور الإسلامية والوطنية الهامّة، ولاسيّما تلك التي تتعلّق بالوحدة الإسلامية وبالإعتصام بحبل الله جميعاً، وبكيفيّة العمل على تحقيقها وتفعيلها بالطرق والأساليب النافعة والإيحابيّة التي تُرضي الله ورسوله بعيداً عن العصبيّات والمناكفات والتحاذبات السياسيّة والمصالح الشخصيّة التي تقف عقبة أحياناً كثيرة في وجه العمل الإسلامي الوحدوي الصادق الخالص لوجه الله تعالى وفي وجه العاملين على ذلك
بداية رحّب منسّق عام الجبهة بالوفد العلمائي الكبير وبالمشايخ الكرام لافتاً إلى الجهد الملموس الذي يقومون به على الساحة الإسلامية والوطنية من أجل لمّ الشمل وتوحيد الصفّ ورأب الصدع بين المسلمين ومواجهة كل أنواع الفتن المذهبيّة والداخلية التي تعصف بمجتمعنا بين الفينة والأخرى بإيعاز وتحريك من عدو الأمّة جمعاء العدو اليهودي الصهيوني الماكر الخبيث
وأكّد سماحة الشيخ الجعيد: أنّ الوحدة الإسلامية والعمل الجهادي المقاوم ونُصرة القضيّة الفلسطينيّة ونبذ العنف والتطرّف والفتن الداخليّة ونشر الفضيلة ومحاربة الفساد والسعي الحثيث لتقريب وجهات النظر بين المسلمين هو ديدن جبهة العمل الإسلامي في لبنان منذ نشأتها، وأنّ كلّ مؤامرات العدو الصهيو أمريكي الخبيثة الحاقدة تعجز عن تحقيق أهدافها وتفشل وتسقط صريعة أمام صخرة الوحدة المنيعة، وهذا لا يتحقّق إلا من خلال العمل الوحدوي الصادق الدؤوب كلٌّ من منبره وساحته ومسجده ومنطقته، ومن هذا المنطلق التكاملي المناطقي المعمّم نستطيع المضي قدماً في العبور من أجل الوصول إلى برّ الأمان مهما تكالب الأعداء وتعاظمت الصعاب
ولفت الشيخ الجعيد: إلى النصر العزيز المؤزّر الذي تحقّق في غزّة العزّة وجنوب لبنان مشيراً إلى أنّ وحدة المقاومة العسكرية على أرض الميدان وغرفة العمليات الموحّدة، ووحدة التوجّه السياسي المقاوم وتفويض حركة حماس به على طاولة المفاوضات غير المباشرة وعبر الوسطاء أدّى في نهاية الأمر وبعد أكثر من سنة و3 أشهر إلى تحقيق هذا النصر العزيز وإذعان العدو اليهودي الصهيوني إلى شروط المقاومة ولو على مراحل، وهذا ما كان ليتحقّق لولا هذه الوحدة السياسية والعسكرية، ولولا هذا الإيمان الصادق الخالص وهذه الإرادة والعقيدة الصلبة في الجهاد والقتال، ولولا هذه العزيمة المنقطعة النظير في أحقّية القضيّة الفلسطينية وأحقيٌة التحرير وتقرير المصير للشعب الفلسطيني الصابر المظلوم ، وكذلك الأمر في لبنان فلقد إستطاعت المقاومة الإسلامية والوطنية أيضاً بإيمانها وصمودها وثباتها وعزيمتها وتوكّلها على الله من إجبار العدو على طلب وقف إطلاق النار وخصوصاً بعدما وصلت صواريخها وطائراتها المسيّرة إلى عمق تل أبيب، وإلى عقر دار النتن ياهو، فحقّقت بذلك أيضاً نصراً عزيزاً مؤزّراً عجز العدو فيه عن تجاوز القرى الأماميّة الحدوديّة طوال فترة الستين يوماً وأكثر وتكبّد خسائر بشريّة وماديّة جمّة إعترف بها مجبراً وعلى مضض
وأخيراً أكّد سماحة الشيخ الجعيد: إلى أهميّة وضرورة تعزيز مشروع الوحدة الإسلامية والوطنية في لبنان والمنطقة ، وإلى أهمّيّة خيار المقاومة بكل جوانبها وتفصيلاتها السياسيّة والعسكريّة والثقافيّة والتربويّة والأخلاقيّة، لافتاً إلى أنّه ما ضاع حقّ ورائه مُطالب ومُقاوم مهما طال الزمن
وكذلك أشار سماحته: إلى أهميّة وضرورة نبذ العنف والفتن الداخلية، وإلى التحلّي بروح الوطنيّة بعيداً عن العصبيّات والتشنّجات، سيّما وأنّ العدو الصهيوني يسعى جاهداً لزرع الفتن بين المسلمين ولإحداث الشرخ والنقمة والبغضاء والكراهية فيما بينهم عن طريق نبش الخلافات التاريخيّة التي مضى عليها مئات السنين، مشيراً إلى قول الخليفة الخامس سيّدنا ” عمر بن عبد العزيز ” رضي الله عنه 🙁 من أنّ تلك الفتن قد عصم الله منها سيوفنا أفلا نعصم عنها ألسنتنا ) .