منذ ان قرر مجلس الوزراء حصرية السلاح بيد الدولة واعلن وزير الاعلام بول مرقص حصرية السلاح بانتظار خطة الجيش التنفيذية نهاية الشهر الحالي : نشأت تباينات سياسية بين عدد من الوزراء والمراجع السياسية ولا خلاف على حصرية السلاح بين الجميع بعد انسحاب العدو الاسرائيلي من النقاط الخمس ووقف استباحاته الجوية وتوغله في قتل اللبنانيين حت بلغ عددهم نحو الـ 250 شهيدا و 516 جريحا منذ توقيع قرار وقف اطلاق النار
وكان الرئيس نبيه بري قال للموفد الاميركي توم براك خلال اجتماعه به في اخر زيارة له الى لبنان : لتتوقف اسرائيل عن اعتداءاتها وانا اضمن لك احترام وتنفيذ قرار وقف اطلاق النار
ولم يتلق الرئيس بري جوابا حتى الان، لا بل اكدت “اسرائيل” بقائها في لبنان ومنع عودة اهالي قرى الجنوبية المتاخمة لفلسطين ومنع اعادة الاعمار !!
من هنا تحفظت المقاومة على قرار مجلس الوزراء واعتبرته تخليا عن واجب الدفاع عن لبنان وانكشافا غير مبرر ، وهناك مليون مهجر جنوبي والخسائر بلغت 1.1 مليار دولار
ومنذ قرار مجلس الوزراء المشار اليه ، يرزح لبنان تحت اعباء سياسية معقدة وسط توترات بسبب تعنت العدو ومواصلة الاعتداء على الحرمات الوطنية ، وهو ما يجعل الجيش اللبناني محشورا في مهل غير واقعية تحتاج الى خطوات غير متوفرة في اجواء سياسية مشتبكة في غياب ضمانات سياسية يحتاجها الجيش بغياب خارطة طريق امنية سياسية او ما يشبه ضمانات تحميه من عواقب مستجدات قد تحصل في حينها
لذلك ، نلحظ هذه الازمة السياسية الملتبسة التي ما كانت لتحصل لو جرى الاخذ برأي من كان يشترط انسحاب العدو قبل حصر السلاح بالجيش اللبناني!!
ولا نعتقد ان المبعوث الاميركي براك الذي سيزور لبنان في وقت غير قريب يحمل ضمانات بانسحاب “اسرائيل” من الجنوب اللبناني وهو ما يجعل اللبنانيين غير قريبين من نهاية قريبة لالامهم وخاصة لابناء الجنوب الذين كُتب عليهم الشقاء وهجر الديار والاحبة ورائحة الارض الطيبة…
والاكثر خشية وسوداوية ان يكون لبنان من جملة الكيانات المركبة في شرق اوسط جديد نرى ارهاصاته في اكثر من مكان حولنا.