Responsive Image
أخبار الجبهة

كيف نواجه اخطار الشرق الاوسط الجديد بوعي وموضوعية واتزان ؟؟

عمر عبد القادر غندور/عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان

عاش لبنان الاسبوع الماضي مترقبا اخبارا سارة يبثها المندوب الاميركي توم باراك وزميلته مورغان اوتاغوس ، وقد نوه براك فعلا وفق ما توفر من معلومات عن ارتياحه لموقف لبنان، وقرارات الحكومة معتبرا ان لبنان قدّم ما كان مطلوبا منه وخصوصا بعد ان باشر الجيش اللبناني بتسلم السلاح الفلسطيني او بعضه من السلطة الفلسطينية التابعة لرئس منظمة التحرير محمود عباس، وتمنعت بقية المنظمات في المخيم عن الغوص في هذه “المحاولة ” اللبنانية الخجولة، في حين لم يُظهر الجانب الاميركي ومعه الاسرائيلي ما يشير الى امتنانه من الاجراءات اللبنانية ، مطالبا بالمزيد من التنازلات ، ولاتنازلا واحدا من الجانب الاسرائيلي بينما اسرائيل بمفردها تتعامل مع انشطة الموفد توم باراك الذي تسميه اسرائيل “باللبناني الاصل” مطالبة بانتهاج اسلوب “خذ وطالب اكثر من ان تقوم بخطوة واحدة، وهو ما يبرر المواقف المعارضة لتسليم سلاح المقاومة. وربما ان اسرائيل تحاول استدراج لبنان الى صدام بين لبنان الدولة وحزب الله وهو ما لا يريده لبنان لخطورته ودقة نتائجه. وترى المصادر المتابعة ان تكون المرحلة القادمة اكثر سخونة وقد تشهد شروطا اسرائيلية قاسية لن يقبل بها لبنان حتما، وهو ما يرشح الوضع الى فراغات مملة بانتظار “الحل” الذي يتأرجح بين السلام والحرب

ونحن نرى ان العدو الاسرائيلي في حالة استرخاء توفرها له الته العسكرية المتطورة، بينما لبنان لا يملك ترف الوقت وسط تباينات داخلية يحاول لبنان الدولة السيطرة عليها، وهو ما يبدو ممكنا في ضوء تفهم دقيق من جميع الافرقاء رغم الاشتباك بين منطقي الدولة والخطاب التصعيدي والردود عليه وهو ليس في مصلحة احد، وخصوصا طرح الافكار الوجودية !!

اما مساعي توم باراك الذي يحاول “تلطيف” الموقف الاميركي عندما يقول على منبر القصر الجمهوري عن ضرورة نزع سلاح المقاومة بوصفة خدمة المسلمين الشيعة وليس فقط مطلبا سياديا يخدم الامن الاسرائيلي المرشح للتوسع في جغرافيا الشرق الاوسط !! في حين ان اسرائيل لم تتوقف يوما عن استباحة الاجواء اللبنانية قصفا وقتلا وتصفية حسابات، في ضوء الحيرة اللبنانية التائهة بين القوة والردع والمؤسسات العاجزة عن احترام التسوية والامان للجميع، حتى بتنا في حالة الفشل في اجتراح الحلول المطلوبة، وامكانية تجاوزها للابعاد الاستراتيجية الكبرى ان نواجه في ظل الاصطفافات السياسية والعرقية والطائفية على وقع “ترتيلات ” التقسيم ، ان نواجه “الحماية الدولية”

ومثل هذه الترتيلات كيف هو شأنها مع خارطة اسرائيل الكبرى التي يهلوس فيها رئيس وزراء العدو تحت عنوان “ارض اسرائيل التوراتية” وخاصة الوعد الالهي لابراهيم في سفر التكوين من النيل الى النهر الكبير الى نهر الفرات ، كيف هو السبيل في مقاربة هذه الافكار على شعوب المنطقة في مسار الموارد المائية والسيطرة عليها مثل نهر الليطاني واراضي البقاع الى ارض بشارة في الجنوب اللبناني الى مياه الجولان

لذلك على اللبنانيين ان يواجهوا هذه الاخطار بوعي وواقعية وفهم لامكانيات لبنان المتوفرة بوقت نسمع فيه الدعوة من جهات معنية الى الجلوس الى طاولة مستديرة لاستعراض هذه الاخطار بعيدا عن النفخ والتشكيك في مقاربة لبنانية تحفظ الارض والمواطنين من كل مكروه ، في مواجهة هذه الاخطار التي لا تهدد لبنان بل الشرق الاوسط بكامله …

في وقت ينتظر فيه لبنان ما يحمله توم باراك واورتاغوس من اسرائيل في ظل تناقضات واسعة عن حقيقة الرد الإسرائيلي الذي قد يجعل الانسحاب الخطوة مقابل الخطوة وهو ما يرضاه لبنان بانتظار الرد الإسرائيلي الذي سيحمله باراك..

ولننتظر…

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

بيروت في 2025/8/25

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى