الشيخ الجعيد خلال مشاركته في ندوة: “دور الإعلام في حقوق الإنسان”: نحن صوت الوحدة للمسلمين وكل اللبنانيين
شارك نائب رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد في ندوة تحت عنوان: “دور الإعلام في حقوق الإنسان” بتنظيم من وكالة الأنباء الدولية لحقوق الإنسان التي أعلن اطلاقها عبر هذا النشاط بالتعاون والتنسيق مع الإتحاد العمالي العام في مقر الاتحاد كورنيش النهر.
وفيما يلي كلمة نائب رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد في هذه الندوة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نحن في تجمع العلماء المسلمين وجبهة العمل الإسلامي لم نكن يوما صوتا للفتنة، ولا ساعين لها، بل كنا صوتا للوحدة بين المسلمين وبين كل اللبنانيين.
بداية اتوجه بالشكر للصديق السفير هيثم أبو سعيد على دعوته هذه، حيث أرى أمامي هذا التنوع اللبناني الحقيقي، الإسلامي المسيحي، الذي نحن احوج ما نكون له في هذه الأيام الصعبة التي يجب أن يلتف فيها اللبنانيون جميعا حول بعضهم للخروج من الأزمات. اشكره ومن خلاله لرئيس الاتحاد العمالي العام الأستاذ بشارة الأسمر، لأن العمال في هذا البلد مقهورون مسحوقون وبحاجة إلى من يعلن تضامنه ويقف معهم من اجل تحصيل حقوقهم.
فبداية عمل وإطلاق هذه الوكالة موفق حيث يعلن اطلاقها من هنا من اتحاد عمال لبنان.
اقف هنا مسروراً كذلك لأن امامي لوح مقابلي في مركز الاتحاد العمالي العام “إضافة للوحة التنوع المذهبي الموجود حالياً”، هذه اللوحة مقابلي جميلة ومعبرة هي لوحة القدس عاصمة الأرض والسماء.
التي هي عنوان كل مظلومية اليوم في هذا الكون، فلا يوجد في هذه الدنيا كلها مظلومية أكثر من مظلومية الشعب الفلسطيني، ولا يوجد مظلومية أكثر من مظلومية المسجد الاقصى، ولا يوجد مظلومية أكثر من مظلومية كنيسة القيامة، لأن الدول الاستكبارية الكبرى تآمرت على الشعب الفلسطيني. وللأسف كنا سابقا نظن أن هذه الدول الاستكبارية العالمية هي التي تحاربنا وتحارب هذا الشعب الفلسطيني المظلوم، ولكن اليوم نرى قطار التطبيع وكيف يتآمر مَنْ مِنٌ المفترض أن يكونوا إخوة لهذا الشعب المقهور، وبدل ان يكونوا ناصرين واقفين الى جانبه من أجل استرداد حقوقه، ولكننا نرى اليوم أن الشعب الفلسطيني هو الذي يُهاجم من منابر الإعلام العربي التطبيعية ويَمدح بهذا الكيان الصهيوني الغاصب.
شيء مؤلم أن نرى الإعلام في خدمة الأنظمة المستبدة وفي خدمة المال.
طريقكم صعب في العمل من أجل حقوق الإنسان ومع منظمة الأمم المتحدة، فنحن نستبشر بذلك، ولكن لا أعرف هل تستطيع هذه الوكالة أن تمارس عملها بتظهير حقوق الإنسان الضعيف المستضعف للدول التي لا تسير في ركاب المشاريع الاستعمارية والانتهاكات التي تمارس ضده بوجود امم متحدة تهيمن عليها أنظمة الاستكبار العالمي؟ هل نقدر؟ إنها مسألة صعبة. وهذه مسألة تأخذنا لمكان آخر وهي أن المقاومة ليست محصورة بالسلاح، فالمقاومة هي بكل شيء، فمثلا بالثقافة، فالذي يقف بوجه سياسة وثقافة التطبيع هو مقاوم، ومعنا وزيرة الإعلام السابقة، فلما الوزير يتابع الإعلام ليقف بوجه بعض السياسيين وقنوات الفتنة في هذا البلد الذين يريدون إرضاء هذا النظام الاستكباري وذاك النظام التطبيعي فمن الطبيعي ان يكون هذا العمل مقاومة. الاعلام الذي يمارس دور التوعية هو مقاومة.
العمال رغم فقرهم ورغم مظلوميتهم في الأجور حين يقولون لا ويصرون على الوحدة الوطنية ورفض الفتنة المذهبية فهم مقاومون.
لذلك نصيحتي للقييمين على هذه الوكالة اول ما عليكم البدء به هو نشر ثقافة المقاومة، وخاصة مقاومة الاستبداد السياسي والاستبداد المالي، وحينها تتحقق حقوق الانسان.
مسألة اخيرة، للأسف اليوم التشويه كبير فقد خرجت جماعات من هنا وهناك تتحدث باسم الدين ضمن جماعات متطرفة تختلف اسماؤها ولكن تتفق على التطرف والإرهاب، أقول لكم إن الدين هو المحبة، الدين هو الصدق، أن أصدق مع غيري من غير المذاهب والأديان لا أن أنافق، للاسف نتحدث دائما عن عنصرية اليهود، ولكن بالاغلب نعيش نفس العنصرية، والأغلب يجلسون مع بعضهم من باب الاضطرار وليس من باب الانفتاح والحوار والتعاون.
نفهم الإسلام انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله”، وعندنا أقدس إنسان من البشر هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ورب العالمين حين خاطبه قال له: (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر). عبادتك لك بينك وبين الله وليس للآخرين، أما عملك في هذه الدنيا هو الذي تحاسب عليه. ولكن انفعكم وأنفع ما تكون هذه الوكالة عليه حين تحمل وتحملون قضية المظلومين حقيقة، وخاصة قضية فلسطين وكل مظلوم في البلاد الاستكبارية العالمية. والسلام عليكم ورحمة الله.