Responsive Image
أخبار الجبهةاخبار لبنان

على مقربة من انعقاد القمة العربية، عندما تسقط عناوين العجز والاستسلام، امام ابطال الجيل الفلسطيني الجديد

عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان.

في مطلع الاسبوع الحالي، لن نتحدث عن احوال اللبنانيين الذين يعيشون في جهنم مترحمين على اجدادهم الذين شهدوا “سفر برلك” ، ولا نيمم الطرف صوب مؤتمر وزراء الخارجية العرب المنعقد تحضيرا للقمة العربية ولا نتحدث عن اختلافاتهم واستسلاماتهم ولا عن عجزهم العسكري ولا بسقوط الخيارات البديلة متجاوزين الاعراف النبيلة الى الاعتراف بالهزيمة وضياع الارض ولا عن الحرب الروسية الاوكرانية التي لم تبح بعد بكل اسرارها، بل نتحدث عن بطولات شعب فلسطين وتضحياته التي لم تتوقف منذ ٨٩ عاما وهي في تصاعد وازدياد اربكت العدو المحتل الذي راهن غرورا على تنكر الجيل الجديد للقضية، و اذ به يُفاجأ بجيل هو اشد بأسا وتعلقا بأرضه المحتلة، ما جعل المؤسسة الامنية والعسكرية للاحتلال تقف مندهشة من تعاظم العمليات الاستشهادية واخرها عملية “عرين الاسود” بقيادة الشهيد البطل وديع الحوح الذي لحق بالشهيد عدي التميمي بطل عملية شعناط في القدس المحتلة.
وتخشى سلطات الاحتلال من نشر المزيد من قواتها في الضفة الغربية وخصوصا في نابلس وجنين خشية التأثير على جاهزيتها في حال تشتيتها في الضفة الغربية التي كانت امنة الى حد ما ، ولذلك هي تفضل مساعدة اجهزة الامن الفلسطينية للسيطرة على نابلس وجنين للحد من تكرار العمليات الفلسطينية التي تلقى حضانة شعبية ذاتية وموضوعية تدفع الى المزيد من العمليات وتشكل ظهور المجموعات الاستشهادية تطورا جديدا في المشهد السياسي في الضفة التي غابت عنها المظاهر المسلحة منذ ان اصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما في حزيران عام ٢٠٠٧ حظّر فيه كافة الميليشيات والتشكيلات العسكرية، بينما اليوم اندمج مقاتلو حركة حماس والجهاد الاسلامي مع مقاتلين من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح في مجموعات مسلحة ومن ابرزها كتيبة مخيم جنين ومجموعة عرين الاسود.
وتقدر الجهات الاستطلاعية في “اسرائيل” ان الضفة الغربية في طريقها لتصبح غزة ثانية، وفي ذلك بلاء لاسرائيل، وان الاسلحة المعروفة في ايدي اصحاب الارض كنقطة في بحر.
ومنذ ايلول الماضي شهدت الضفة الغربية ٨٣٣ عملا مقاوما تنوعت بين القاء الحجارة والطعن والدهس بالسيارات واطلاق النار وزرع العبوات الناسفة التي ادت الى مقتل ضابط صهيوني واصابة ٤٩ اخرين.
وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال واطلاق النار على اهداف اسرائيلية ٧٥ عملية بينها ٣٠ عملية في جنين و ٢٨ في نابلس واستشهد ١٧ فلسطينيا بينهم مقاومين في ست محافظات مختلفة، وعشرة منهم في محافظة جنين وحدها بينما اصيب ٣٥٩ فلسطينيا.
ومن اروع المشاهد احتضان الشعب الفلسطيني لشهدائه بالزغاريد والتبريك وتهنئة اباء وامهات الشهداء الابرار، وهو ما يزيد في اشتعال جذوة النضال والاستشهاد ورفع ايات الله “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في ٢٠٢٢/١٠/٣١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى