عمر عبد القادر غندور/ عضو قيادة جبهة العمل الاسلامي في لبنان
لم يعد التنديد بالفساد امرا مجديا في ضوء تحوله الى واقع عصي على المعالجة وبات امرا واقعا من بديهيات الدولة وخصوصا عندما تصبح مفككة ومهترئة….
على سبيل المثال وليس الحصر، في 23 من ايار الماضي انتهت ولاية سبعة اعضاء من مجلس القضاء العشرة،وهي الهيئة التي تتولى تعيين القضاة وتوجيه مساراتهم المهنية والسهر على تحقيق العدالة وحسن سير العمل في المحاكم… كل هذا بات معطلا ليصبح لبنان يعيش اسوأ حالات الظلم، ولا ندري كيف نحقق العدل ويكون “العدل اساس الملك” ؟؟؟ والتعطيل يشمل قضاء الملاحقة والنيابات العامة وقضاء التحقيق الذي يوقف النظر في وضع اي موقوف في غياب الضابطة العدلية واعتكاف النائب العام الذي ينظر في مصير مواطن موقوف ج ، والنيابة العامة لا تستقبل اي نوع من الطلبات سواء كانت من الموقوف او الموقوفين العاديين ما يؤدي الى حجز حرية الناس، وتاخير البت في طلبات اخلاء السبيل، مما يجعل المواطن مضطرا لانتزاع حقه بيده على حساب القانون والنظام والعدل.
هذا من جانب اضراب القضاء اما من جانب اضاعة الوقت في تشكيل حكومة فاعلة او انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فحدث ولا حرج…
اللبنانيون كما هم في كل زمان، مختلفون عموديا وافقيا ولم يتفقوا الا على ان لا يكونوا متفقين !!!
بالامس اعتبرت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط الادنى يارا التف ان الوضع في لبنان قد يزداد سوءا من فراغ غير مسبوق، ما قد يؤدي الى تعميق الانقسام بين المسؤولين، وان الولايات المتحدة تستطيع ان تحض السياسيين على العمل لانقاذ بلدهم ولا تستطيع ان تقوم بالاصلاحات المطلوبة.
وختمت بالقول ان الولايات المتحدة والمملكة السعودية متفقتان بشان نظرتهما الى الواقع اللبناني !!
مساعدة وزير الخارجية الاميركي لم تات بجديد بعدما بات واضحا الدور “العقابي” الذي تمارسه الولايات المتحدة حصارا وعقوبات، اخرها منع وصول الفيول الايراني المجاني وهي بصدد الاستثمار في وضعية الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي والتماهي مع بعض السفراء الذين يقومون بادوار مباشرة بالشأن الداخلي من غير مفاعيل، اما تناولها احد الاحزاب والتحريض عليه فهذا شأن ليس بجديد، ولا نظن ان الحزب المعني تقلقه مثل هذه الاشارات.
الا ان القلق الحقيقي ان ينعدم التواصل بين الافرقاء اللبنانيين وتتعاظم التعقيدات ونسف جسور التفاهم ورفع سقوف الشعارات والمستحيلات وهو ما نرى ارهاصاته في حركة العديد من الشخصيات المعنية بتموضعات استطلاعية معلنة وغير معلنة ويبقى الاخطر والاكثر حدة ما يجري تداوله عن فقدان التوافق اللبناني اللبناني الكاذب وتآكل النسيج الذي سمي في زمن الازدهار بـ “الفسيفساء” ولم يكن في الحقيقة اكثر من خردة طائفية بالية و يحاولون تجديدها باشكال الفديرالية.
واللامركزية التي باتت موضة قديمة امام الديمقراطية التوافقية التي اخترعها ساسة لبنان!!!! بالتزامن مع تطورات غير مسبوقة في المنطقة وليس بعيدا عن الحرب الروسية الاميركية الاوروبية..