لا يبدو سير الامور في الشرق الاوسط يتجه الى التهدئة وربما العكس هو الصحيح وخاصة لدى الطغمة الحاكمة في دولة الاحتلال التي توعدت البقية الباقية من سكان غزة الذين بقوا على قيد الحياة ان ما ينتظرهم هو اشد قسوة من الموت !! وتوجه وزير الدفاع الصهيوني ممن بقين من امهات على قيد الحياة بالقول : كل من شارك من ابنائكم في احداث ٧ تشرين الاول هم في عداد الاموات !! ويقول الكابينت العسكري لم يتبق الا الوقت القصير لشن حرب على لبنان.
ويشعر المسؤولون في ادارة الرئيس الاميركي بايدن بالقلق من اتساع نطاق الحرب في غزة ما سيؤدي الى المزيد من الفوضى في الشرق الاوسط.
ووفقا لمسؤولين ان الجيش الاميركي يخطط بالفعل لعمليات ضد الحوثيين في اليمن، ما يعني ان بايدن سيصبح في مأزق اكبر في الشرق الاوسط تماما مع احتدام موسم الحملات الانتخابية الرئاسية في العام الجديد.
ولتأكيد ما اشرنا اليه في بياننا الاخير، ان “اسرائيل ” تجري محادثات مع راوندا وتشاد لاستقبال عشرات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين من غزة مع تقديم منحة مالية سخية لاي فلسطيني يرغب في الهجرة الى جانب مساعدات واسعة النطاق للدولة المستقبلة بما في ذلك المساعدات العسكرية.
ووصلت اعداد الضحايا في اليوم ٩٢ وحتى اول امس ٢٢٤٣٠ شهيدا بينهم ٩٧٤٠ طفلا و ٦٨٣٠ امرأة و ٧ الاف مفقود واكثر من ٥٧٦٠٠ جريح بالاضافة الى التدهور الذي لم تشهدها الامم المتحدة ووكالات الاغاثة من قبل، واسقطت الطائرات الاسرائيلية منشورات في سماء غزة تحمل عبارة ” نلتقي في رمضان “في تلميح ربما الى ان القوات الاسرائيلية تخطط للبقاء في غزة حتى شهر رمضان في الشهر المبارك، ما يؤدي الى تفاقم الصعوبات الحياتية المذرية، وحذر منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة مارتن غريفين ان غزة اصبحت منطقة “غير صالحة للسكن” بعد القصف المتواصل عليها ، وان المجتمع الانساني يواجه مهمة مستحيلة لدعم مليوني انسان، في الوقت الذي تشهد فيه الضفة الغربية زيادة لا مثيل لها في عدد المستوطنات الاسرائيلية الجديدة منذ بداية الحرب على غزة.
ونشرت CNN ما جاء في صحيفة واشنطن بوست مقالا قالت فيه : في الايام والاسابيع والاشهر القادمة سيتعين على الاسرائيليين اتخاذ قرارات صعبة للغاية من شأنها ان تحدد مسار بلادهم لسنوات قادمة وينبغي اتخاذ قرارات تضع حدا لتصرفات نتنياهو الذي يضع مصالحه الخاصة قبل البلاد وقد حان الوقت ليتنحى، والى متى ستبقى القوات الاسرائيلية في غزة وكم حجمها ومن سيحكم القطاع بعد انتهاء الحرب ؟
وهل سيستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون المفاوضات نحو اقامة الدولتين؟ وهل تستطيع اسرائيل ان تثق في السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الذي لا يثق فيه الفلسطينيون الى حد كبير للمساعدة في حكم غزة ؟ وماذا عن حزب الله وهو اقوى بكثير من حماس، وهل يتعين على اسرائيل ان تدمر ما يقدر بنحو ٢٠٠ الف صاروخ موجه ضد اسرائيل .
فيما يتزايد التوتر داخل حكومة الطوارئ في اسرائيل في اعقاب المواجهة الصاخبة داخل مجلس الوزراء حيث هاجم بيني غانس عدوه نتيناهو المسؤول عن كل ما حصل قبل ٧ تشرين الاول وما بعده من انتكاسات على مختلف الصعد، ويدعي نتنياهو لن نعطي اي حصانة لحماس ، وفيما تستمر المشادات بين نتنياهو وخصومه داخل مجلس الوزراء كمقدمة لانهاء الحكومة، اكد نتنياهو للمبعوث الاميركي هوكشتاين ان الحل العسكري جاهز اذا فشلت الديبلوماسية في تأمين حدودنا مع لبنان
عمليا بدأت ترجمة خطاب سماحة السيد حسن نصر الله بالهجوم الصاروخي على القاعدة الجوية “ميرون” في اعلى قمة في فلسطين كرد اولي على اغتيال العاروري، وتأكيده ان السكوت عن هذا الاغتيال سيجعل لبنان مكشوفا وهذا لن يكون ابدا، وهو ما سيؤدي الى انزلاق المناوشات الى حرب صريحة على عدة جبهات ، بانتظار وصول وزير الخارجية الاميركي بلينكن الى اسرائيل حيث تبدو بلاده محرجة من تطور الاحداث ولا نظن انها غير قادرة على لجم صنيعتها “اسرائيل” التي تبدو في اسوأ وضع منذ العام ١٩٤٨ على اعتاب انتخابات رئاسية اميركية ووصف خلالها المرشح دونالد ترامب الرئيس بايدن بأنه اسوأ رئيس حكم الولايات المتحدة.
ومرة جديدة وضع سماحة السيد في خطابه الاخير الامور في نصابها وعزز الثقة بغدٍ افضل ما ترك ارتياحا ، وخاصة لجهة استيعادة الاراضي اللبنانية التي تحتلها اسرائيل في مزارع شبعا و قرية الغجر . ليس في لبنان وحده بل في الاقليم في مواجهة شذاذ الافاق الذين احتلوا فلسطين على قاعدة “من النيل الى الفرات ارضك يا اسرائيل ” وفي اخر “مآثرهم” نبش قبور ضحايا حي التفاح في غزة وسرقوا ١٥٠ جثة نقلوها الى ثكنة تشريح لانتزاع “قطع غيار” لزرعها في الاجساد العليلة من الصهاينة.