اعتبر عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان / عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الشيخ شريف توتيو: أن أكبر ابتلاءاتنا اليوم عملياً هي فرقتنا والنزعة الفردية والأنانية المصلحية، لقد كنا سابقاً «واحسرتاه» أمة واحدة متماسكة، مُتحابة، متعاونة، متضامنة، ويؤثر بعضنا لبعض ولو كان فيه خصاصة مصداقاً لقوله تعالى «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» فأصبحنا اليوم للأسف الشديد بفضل هذه النزعة الغريبة عن ديننا الحنيف أمماً ودولاً متفرقين ومتخاصمين يحاول كل واحد منّا التملّص من مسؤوليته والالتحاق بركاب الأهواء والشهوات، حتى ضمن المجتمع الواحد كما هو حاصل اليوم في وطننا لبنان، وفي العديد من أوطاننا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وتابع الشيخ توتيو: أن ديننا وشرعنا الاسلامي يأمرنا بالاعتصام بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويأمرنا بالتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الاثم والعدوان، يأمرنا بالتعاضد والتماسك وبمساعدة الأخ لأخيه وخصوصاً عند المصيبة والفتنة العمياء، ويأمرنا بأن نقاتل العدو صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، لا أن نُطبّع معه ونبيع القضية المركزية وننسى إخواننا، ونتغاضى عن المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أطفال فلسطين، ونساء فلسطين، شيوخ فلسطين، فتيان وفتيات فلسطين يُقتلون يومياً بدم بارد على أيدي الصهاينة الغاصبين المحتلين ولا أحد منّا، وخصوصاً ممّن يملك السلطة والقوة والنفوذ يُحرّك ساكناً إلا ما رحم ربي، وحسب قدرتهم واستطاعتهم، بتنا لا نصدق ما يحصل، أضحت مخالفة الدين وفطرة مسؤولية الدفاع عن النفس وعن الحرمات والمقدسات والركون إلى الدنيا ومتعاها وشهواتها هي السمة الغالبة اليوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، عسى المصيبة تعود فتجمعنا كما جمعنا زلزال سوريا وتركيا اليوم، وعسى الله ينظر إلينا بعين الرأفة فيرحمنا ونشدّ العزم من جديد ليوم مجيد وأمة مجيدة، اللهم آمين.