اخبار لبنان
في صحف اليوم: تحضير طبخة لطمأنة المصارف القلقة من الملاحقات ووفد صندوق النقد إلى بيروت تحت البند الرابع

مع بداية أسبوع جديد، يشهد استمرارًا للشّغور الرّئاسي وإضراب المصارف وموظّفي الإدارة العامة والمدارس الرسمية، أبلغت أوساط مطلعة إلى صحيفة “الجمهورية”، إلى أنّ “المساعي لِعقد جلسة تشريعية لم تسفر عن نتيجة إيجابية حتى الآن”، مشيرة الى انّ “التئامها يتوقف على التمكن من تعديل قرار “التيار الوطني الحر” الرافض عقدها الا في حالة الضرورة القصوى”.
وأوضحت أنّ “رئيس مجلس النواب نبيه بري سيكون أمام خيارين: إمّا ان يمتنع عن الدعوة الى جلسة جديدة اذا لم يضمن توافر نصابها القانوني، وإمّا ان يصرّ على استخدام حقه في توجيه الدعوة أولاً لتكريس هذا الحق، وثانياً لوضع الكتل النيابية أمام مسؤولياتها”، مذّكرةً بأنّ “ولاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تنتهي في 3 آذار المقبل، وبالتالي فإن فرصة عقد الجلسة التشريعية التي تتضمن قانوناً لتمديد ولاية ابراهيم ومسؤولين أمنيين آخرين، تمتد حتى 2 آذار”.
في سياق متصل، نُقل عن بري تأكيده “انه فعلَ كل ما في وسعه لتأمين تشريع الضرورة وبالتالي التمديد لإبراهيم، ولكن لم يحصل التجاوب الكافي معه”، فيما اعتبرت مصادر سياسية أن “رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، رد على ما تعرّض له في الحكومة من تهميش، بمنع المجلس من التشريع”.
تعديلات على الجدول
تعود هيئة مكتب المجلس النيابي الى الاجتماع الثانية بعد ظهر اليوم، في عين التينة برئاسة بري، لاستكمال البحث في جدول اعمال الجلسة التشريعية التي كان ينوي بري الدعوة اليها، بعد ان تعثّرت مساعي الاثنين الماضي، ما حال دون الدعوة الى عقدها الخميس الماضي.
وأفادت معلومات “الجمهورية” بأن “جدول الاعمال قد يقتصر على البنود الثلاثة الاساسية، من اجل إنجاح المساعي لتأمين حضور 65 نائباً على الأقل في جلسة يُدعى اليها الخميس المقبل، وهو النصاب القانوني المطلوب لانعقادها، وهذه البنود هي: مشروع قانون الكابيتال كونترول والتمديد للمدراء العامين الذين تنتهي ولايتهم من الآن وحتى نهاية السنة، والتمديد لكهرباء زحلة”.
هموم مالية وأمنية
على صعيد آخر، كشفت مصادر اقتصادية لـ”الجمهورية”، انّ “هناك طبخة ما يتم تحضيرها بين مرجع رسمي ومرجعيات قضائية، لطمأنة المصارف القَلِقة من الملاحقات القضائية”، مبيّنةً أنّ “حصيلة هذه المحاولة ستظهر خلال اليومين المقبلين، واذا كانت إيجابية فسيقرّر القطاع المصرفي العودة عن الإضراب”.
تزامناً، لفتت مصادر السراي الحكومي للصحيفة، إلى أنّ “ميقاتي سيواصل مساعيه من اليوم، من أجل التخفيف من حدّة المواقف في المواجهة المفتوحة بين القضاء ممثّلاً بالمدعي العام لجبل لبنان القاضي غادة عون، وبعض المصارف الذي يدخل إضرابها اليوم أسبوعه الثالث على التوالي”.
وأشارت إلى أنّ “الاتصالات لن تتوقف الى أن يَتوافر المخرج الذي قد يضطر من خلاله المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، إلى سَحب الملف من القاضي عون وتكليف قاض آخر، فمجموعة الدعاوى المرفوعة لِكَف يدها مجمّدة ولم يبتّ بها حتى اليوم، وهو ما حال دون سحب الملف منها، عَدا عن خروجها عن الصلاحية المكانية كَونها مدع عام على جبل لبنان وتتعاطى بملفات ضد مصارف موجودة في نطاق بيروت”.
المعارضة والممانعة
على صعيد الاتصالات المتواصلة داخليا وخارجيا على جبهة الاستحقاق الرئاسي، ركّز مرجع كبير لـ”الجمهورية”، على أنّ “ما يجري حالياً هو رفع سقف المواقف والشروط من هنا وهناك، تمهيداً للدخول قريباً في المفاوضات لإنتاج التسوية التي تكون حلاً متكاملاً للاستحقاق الرئاسي وتركيبة السلطة الجديدة”. ورجّح أن “تكون هذه المفاوضات قد بدأت فعلاً، لأنّ هناك تحسّساً لدى المعنيين بأن استمرار التأخير في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سيفاقم الازمات أكثر فأكثر، ويدفع البلاد الى مزيد من الفوضى على كل المستويات”.
في هذا السياق، أكّدت أوساط معارضة لـ”الجمهورية”، أنّ “المدخل الوحيد لفرملة الانهيار وإعادة الثقة للمواطنين، يكمن في إنهاء الشغور الرئاسي الذي يفتح باب تشكيل سلطة تنفيذية فعلية قادرة على وضع الإصلاحات والخطط التي تضع لبنان على سكة الإنقاذ، وما لم تحصل الانتخابات الرئاسية فإنّ فصول الانهيار ستتوالى؛ ويُخطئ من يراهن على الانهيار لانتزاع تنازلات جُرِّبت وكانت نتائجها كارثية”.
وشدّدت على “انتهاء زمن التسويات على رؤساء مِن لون ممانع او بلا لون وحكومات بألوان قوس القزح، لأنّ سياسة الهروب من المواجهة بسبب الانقسام العمودي لم تُفرمل قيد أنملة عجلة الانهيار المتواصلة على مستويات الدولة كلها، وقد جُرِّبت هذه السياسة بما فيه الكفاية، انطلاقاً من حرص حقيقي على تسويات تقود إلى إنقاذ وليس الى ترقيع. وبما انّ نتيجة التسويات على حلول -تنازلات لم تختلف عن نتيجة عدم التسوية واستمرار المواجهة، فإنّ زمن هذا النوع من التسويات انتهى إلى غير رجعة، خصوصاً بعدما تبيّن انّ الفريق الممانع ينتهج هذا الأسلوب في سياق سياسة القَضم التدريجي للدولة”.