لبنان وسوريا.. المصير المشترك
محمد عيد
حضر وفد نيابي لبناني كبير إلى دمشق للتضامن مع سوريا في محنة الزلزال الذي أصابها. وعبّر أعضاء الوفد عن سعادتهم الكبيرة بالحفاوة التي لقوها في دمشق وخصوصًا من الرئيس بشار الأسد الذي دعا إلى استعادة العلاقات السورية – اللبنانية على قاعدة واضحة ومتينة.
خليل: جاهزون لرفع مستوى التعاون إلى أقصى حد
رئيس الوفد النائب علي حسن خليل أكد أن هذه اللجنة هي الوحيدة التي أضافت صفة الأخوة إلى اسمها دونًا عن كل اللجان الأخرى التي كانت تكتفي بإطلاق صفة الصداقة على العلاقة بين البلدان لأن العلاقة بين لبنان وسوريا تتجاوز فكرة التضامن للتعبير عن الوجع الصريح، مشيرًا في حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري إلى أن “اللقاء مع الرئيس بشار الأسد أعطانا أملًا كبيرًا ليس فقط لأن سوريا قد تجاوزت الحرب العالمية الكونية عليها، بل لأنها استطاعت إيجاد وبلورة رؤية من أجل استعادة دورها المستقبلي سواء على مستوى البناء الداخلي أو على مستوى الدور الإقليمي”.
وشدد خليل على أن اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم هبوا من دون دعوة لنجدة سوريا لأنهم شعروا بأنهم معنيون بهذا المصاب، معربًا عن إدانته بشدة للعدوان الصهيوني الأخير على الأراضي السورية، ومجددًا استنكار لبنان لاستهداف العدو الصهيوني سوريا انطلاقًا من الأجواء اللبنانية.
وأضاف في حديثه لــ”العهد”: “نحن كمجلس نواب وانطلاقًا من لجنة الصداقة جاهزون لرفع مستوى التعاون إلى أقصى حد سواء في مؤتمر البرلمانيين العرب الذي سينطلق في العراق أو على مستوى اتحاد البرلمانيين الدوليين في البحرين”، مشددًا على أن “التحديات التي تعيشها سوريا ليست بعيدة عنا نتيجة ارتباطنا العضوي مع بعضنا البعض”.
الصباغ: نقدر الموقف اللبناني عاليًا
من جانبه رحب رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ بزيارة الوفد النيابي اللبناني إلى دمشق، مشيرًا إلى أن “العلاقات بين البلدين الشقيقين تبقى قوية ومتماسكة في كل الظروف”، وأبدى تقديره للموقف اللبناني على المستويات الرسمية والشعبية، لافتًا إلى أنه “لم يكن مستغربًا عن شعب تربطه بشقيقه السوري وشائج القربى والدم والمصير المشترك”.
بقردونيان: متضامنون مع سوريا
النائب اللبناني آغوب بقردونيان أشار إلى أنه بالنسبة له وهو اللبناني الأرمني المسيحي العروبي يرى أن “الأخوّة بين لبنان وسوريا هي في الصميم ولسنا بحاجة إلى لجان ولا إلى مجاملات في هذا الاطار”. وفي حديث خاص بموقع “العهد” الاخباري أكد بقردونيان تضامنه مع الدولة السورية والشعب السوري في محنة الزلزال مشيراً إلى وقوف لبنان إلى جانب سوريا في هذه الأزمة والكارثة الإنسانية بعدما واجهت سوريا الحرب بمفردها ما خلا بعض الدول والأحزاب الصديقة.
ولفت إلى أن الحضور إلى سوريا أكثر من واجب على اللبنانيين “لأننا نقول كما كان يقول الرئيس الراحل حافظ الأسد أننا شعب واحد في بلدين وما يصيب سوريا يصيب لبنان والعكس بالعكس”.
مرعي: نحو قراءة جديدة للوضع في سوريا
من جهته، أكد رئيس لجنة الأخوة والصداقة السورية – اللبنانية د. أحمد مرعي أن “الجانب اللبناني بمعظمه وغالبيته من أحزاب وطنية ومقاومة ورجالات دولة تنظر إلى المصلحة اللبنانية من منطلق المصلحة السورية لأن ما يجمع سوريا ولبنان أكثر بكثير مما يجمع كلا منهما بدول أخرى، فهناك قواسم مشتركة مثل الدورة الاقتصادية والاجتماعية الواحدة والتاريخ الواحد”.
وفي حديث خاص بموقع “العهد” الاخباري أبدى مرعي اعتقاده بأن “الجانب اللبناني يقرأ العلاقة مع سوريا اليوم بطريقة مختلفة خاصة وأن من مصلحة لبنان أن يستقر الوضع في سوريا وأن تنتهي هذه الحرب وينكسر هذا الحصار لأنه ينعكس بشكل مباشر على لبنان، ونحن نتحدث عن أنفسنا لا نتحدث عن بلدين لأن القواسم كبيرة ومشتركة لذلك أعتقد أن هناك قراءة جديدة من الجانب اللبناني للأزمة السورية وتحديدًا في ما جرى في مرحلة ما بعد الزلزال، لذلك نحن أيضًا نعوّل على الجانب اللبناني لأن العلاقات بين البلدين علاقات كبيرة ومهمة ويجمعهما تاريخ نضالي ضد العدو الإسرائيلي ونحن عشية عدوان صهيوني جديد على سوريا”.