Responsive Image
اخبار لبنان

قرار الحلبي بالإقفال أثار بلبلة ولم يؤد هدفه

بعد اقل من ساعتين على الهزة الارتدادية التي ضربت لبنان ومصدرها تركيا وسوريا مساء امس الاثنين، وفيما كانت الناس تستعد للعودة الى حياتها الطبيعية، اصدر وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي قراراً قضى بإقفال المدارس والثانويات والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة كافة، اليوم الثلاثاء 21/2/2023.

-علل الحلبي سبب قرار الاقفال بوجوب ان تكشف المؤسسات الرسميّة والخاصة، مجدداً على المباني والتأكد من عدم وجود ايّ تشققات جديدة، والعمل على الابلاغ عن اي اشارت خطيرة. هذا الكلام جميل جداً غاية في التوعية والوقاية، ولكن، هل نسي الحلبي او تناسى ان الاساتذة الرسميين مضربون وان العام الدراسي الرسمي في المجهول على غرار الامتحانات الرسمية ايضاً التي دخلت نفق الضياع؟ هل يملك القدرة على التأكيد بأن المسؤولين عن هذه المؤسسات سيقومون بما طلبه منهم فعلاً لا قولاً؟ وفي حال لبّوا الطلب حقيقة، كيف بامكان المؤسسات الرسمية اصلاح أيّ تشقق او مشكلة جديدة، فيما “العين بصيرة واليد قصيرة”؟ هل هناك من اعتمادات مرصودة لهذه الغاية؟ وحتى لو سلمنا جدلاً ان كل الامور مسهّلة، هل فترة يوم واحد كافية لاصلاح التشققات والامور الاخرى، وهل يمكن اقفال المؤسسة لايام او اسابيع ريثما تنتهي الاعمال؟.

-اثار قرار الحلبي الهلع في صفوف بعض المواطنين، وقد لا يكون هو المسؤول الفعلي عنه لان اعصاب البعض باتت لا تحتمل، ولكن هؤلاء مقتنعون انه يملك معطيات لا يملكونها بأنّ الساعات المقبلة كانت خطيرة، وليس هناك من قوّة على الارض قادرة على اقناعهم بالعكس.

-اشتكى العديد من الاهالي من ان هذا القرار ترك اولادهم في المنازل بمفردهم، لان الوالدين يعملان، فكل الاعمال مستمرة ولم يتم تعطيل اي منها، فماذا يجب ان يفعلوا؟.

-بعض المدارس اضطرت الى التعليم عن بعد لان قسماً من طلابها يتحضّر لتقديم امتحانات البكالوريا الفرنسية Bacc Francais، الذي وعلى عكس البكالوريا اللبنانية لا تحتمل التأجيل او الارجاء او اي سبب آخر، وبالتالي لا يمكن تفويت الفرصة على الطلاب لتقديم هذه الامتحانات، وبذلك يكون بعضهم قد استفاد من الدروس في حين لم يستفد منها زملاء لهم.

-وفق وزير الداخلية التركي، فقد شعرت 10 دول بالهزات الارتدادية التي شعر بها لبنان، ولم تعمد هذه الدول، وفق ما تم الاطلاع عليه عبر وسائل الاعلام، الى تعطيل مدارسها وجامعاتها، فلماذا يجب على لبنان ان يكون متمايزاً في هذا الامر؟ ووفق الخبراء الجيولوجيين، فإنّ الهزات قد تستمر لاشهر عديدة، فهل سيتم فرض الاقفال عند حصول هزّة ما، وهل سنكون امام سيناريو اقفال طويل الامد؟.

قد يتخوّف الحلبي من المسؤوليّة اذا ما انهار حائط او مبنى في مؤسسة تربويّة، ولكن عندها، يجب عليه ان يلزم المؤسسات بالكشف على المباني وفق مهلة محددة لا تتخطى اليومين، واصلاح كل ما يمكن ان يسبب خطراً خلال فترة وجيزة ايضاً، لتعود الامور الى طبيعتها في وقت سريع. ولكن الذي حصل لا يوحي بأن الهدف الذي وضعه الحلبي قد وصل اليه، وكلما شعر اللبنانيون بهزة، سيجلس الطلاب والاهالي امام الاخبار ليسمعونها، وليعرفوا المدّة التي سيعمد الحلبي الى اقفال المؤسسات التربوية فيها، وقد ينتهي العام الجامعي من دون ان تنتهي الهزات الارتدادية، فماذا سيكون القرار عندها؟

ووفق ما جاء على لسان الكثير من الاهالي والمواطنين اللبنانيين: لم يكن قرار الحلبي موفقاً، ولم يؤدّ الغرض منه.

خاص النشرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى