منذ ان اعلنت وكالة الانباء السعودية ظهر الجمعة العاشر من اذار ٢٠٢٣ ان الرياض وطهران اتفقتا على استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين واعادة فتح السفارتين والمثليات الديبلوماسية في غضون شهرين، حتى انتاب كل مؤمن في العالمين العربي والاسلامي فرح وانشراح وتذكر قول الله سبحانه وتعالى “هُوَ الَّذِي أَنـزلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ” وربما هي المرة الاولى منذ سبع سنوات ينتابنا هذا الشعور ونحن نسمع بعودة العلاقات بين الدولتين الجارتين الى طبيعتها ، وهما اللذين حباهما الله تعالى بما لم يتيسر لغيرهما موقعا وثروة واقتدار وقدرة على احتواء المنطقة ومعالجة مشاكلها والتكالب عليها.
واذا رحبت جميع الدول بهذه الخطوة المباركة اشادت روسيا بموقف الصين التي استضافت المحادثات السعودية الايرانية وسعيها لتعزيز الحوار ولتعزيز منظومة الامن في منطقة الخليج ذات الاستثنائية على المستويين الاقتصادي والمالي، وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة حذرت وتساءلت عن مصير اتفاقيات ابراهام بين اسرائيل والمطبعين وما يهمها انهاء حرب اليمن، وقالت تركيا ان عودة العلاقات ستسهم في امن المنطقة وتخفيف حدة التوتر، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ان الاتفاق جاء من رؤية المملكة لتقرير الحوار والحلول الديبلوماسية، وقال وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان ان سياسة حسن الجوار التي تتبعها الحكومة الايرانية تسير في الاتجاه الصحيح.
الا ان اللافت كان الذعر الاسرائيلي وقال مسؤول صهيوني : استئناف العلاقات السعودية الايرانية سيؤثر على امكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل ابيب وان قوة الغرب في موقفه من ايرات ستقلل من اهمية تطبيع العلاقات بين طهران والرياض، وقال زعيم المعارضة الاسرائيلية يئير لبيد ان اعادة العلاقة ما بين ايران والسعودية فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية وتطورها بين البلدين هو تطور خطير بالنسبة لاسرائيل وانتصار لايران.
بعد هذا الاستعراض للمواقف ، تبين ان الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان سيتطور لمصلحة دول المنطقة، وعن ذلك قال سماحة السيد حسن نصر الله ان عودة العلاقات بين الدولتين السعودية والايرانية هو لمصلحة شعوب المنطقة وليس على حسابها ويفتح افاقا جديدة.
وما يهم المسلمين ان عودة العلاقات والحوار بين الدولتين السعودية والسورية سيطفئ نار التوترات والحساسيات بين المسلمين ويؤسس لتفاهمات لم تكن متوفرة من ذي قبل، وهدفها وحدة كلمة المسلمين واجتماعهم على الدين الواحد والالتزام به قولا واعتقادا وعملا على صعيد الفرد والاسرة والمجتمع، والله سبحانه يؤكد على ذلك بقوله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ” وقوله ايضا سبحانه “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” ، “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”