استقبل منسق عام جبهة العمل الاسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد وأمين سر الجبهة الشيخ شريف توتيو سماحة آية الله الشيخ جواد الخالصي المؤتمن على المدرسة الخالصية الوحدوية في العراق، وكانت جولة أفق وتشاور ثم استعراض للشؤون الإسلامية العامة وخاصة بما يتعلق بقضية الوحدة الإسلامية وضرورة العمل والتعاون من أجل تفعيلها لخدمة قضايا الأمة.
وتم البحث في موضوع القضية الفلسطينية وضرورة دعم الشعب الفلسطيني المقاوم بكافة السبل الممكنة.
وعقب اللقاء أدليا بالتصريح التالي:
المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد
تشرفنا اليوم في مركز جبهة العمل الإسلامي باستقبال سماحة آية الله الأخ الحبيب الشيخ جواد الخالصي الذي ينتمي لعائلة ومدرسة وحدوية بامتياز ونحن حين أسسنا هذه الجبهة مع المرحوم فتحي يكن ومشينا نهجاً وفكراً بالخط الوحدوي، وكنا سوياً في المدرسة الوحدوية منذ انطلاقة وعينا وحتى قبل تأسيس الجبهة في تجمع العلماء المسلمين والمدرسة الخالصية نلتقي معاً ونؤكد دائماً على التعاون المشترك، وعلى وحدة الهدف والرؤية بأن هذه الأمة أمة واحدة، لا فرق بين سني وشيعي، فكلنا نعبد الله وكلنا اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
اليوم الذي يفرض اللقاء والوحدة بين جماعة وأخرى هو الموقف الحقيقي من العدوان الصهيوني على المقدسات واحتلال فلسطين؛ فمن يقف إلى جانب المظلوم فنحن معه جنباً إلى جنب، لذلك نلتقي نحن والمدرسة الخالصية في دعم الشعب الفلسطيني ونقف إلى جانبه ونحمل همه وقضيته، ونحن ندعو الأمة جمعاء للوحدة ولنصرة الشعب الفلسطيني وتحرير فلسطين الأرض المغتصبة من قبل أعداء الإنسانية جمعاء الذين احتلوا المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ودنسوهما. من هنا فإن عمل المدرسة الخالصية مبارك، وحين دخل الاحتلال الأمريكي للعراق وعمل وسعى للفتنة بين السنة والشيعة، كان علماء المدرسة الخالصية من أوائل من تصدى له، واليوم وبعد خروج الاحتلال وإن كانت ما تزال الآثار لهذا الاحتلال وهناك الكثير من الهيمنة والسيطرة وسرقة خيرات الشعب العراقي وممارسة الضغوطات، ولكن اليوم يدرك أغلب الشعب العراقي أن ما كانت عليه المدرسة الخالصية هو الموقف الشرعي الحق كما كنا نحن في لبنان حينما وقعت الفتنة في لبنان من خلال استهداف رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري فارادوا من خلال قتله استهداف الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة فكانت جبهة العمل الإسلامي التي تصدت بقوة وبشكل عملي لهذه الفتنة وكانت صلاة الدكتور فتحي يكن إماماً للسنة والشيعة لنؤكد أنه لا فرق بينهما، اليوم نحن نؤيد الاتفاقات والتحالفات والرؤية الجديدة للمنطقة وخاصة ما حصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد على تعزيزه ولكن ضمن مفهوم الوحدة الإسلامية والعدو المشترك لنا جميعاً الكيان الصهيوني.
آية الله الشيخ جواد الخالصي
هذه الأمة هي أمة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم أهل القبلة وكتب الله لها أن تحمل الراية، وقد جعل الله الخير فيها كما جعلها في رسوله، وسيبقى هذا الخير إلى يوم القيامة إن شاءالله.
ولكن شاء الله لهذه الأمة أن تنتصر بالرسالة ولن تنتصر بغيرها، كل الأفكار المصطنعة والمعلبة والوافدة لا يمكن أن تنهض بها الأمة، ولكن شرط الصدق في الانتماء إلى الرسالة هو الوحدة، وإن كنت مسلماً صادقاً سأعمل بجد لكي لا تتمزق الأمة ولكي لا ينفد الأعداء فيما بيننا.
انعقدت القمة العربية في مدينة جدة، وهذه القمة قمة مؤملة وواعدة كما نقول لأنها تجتمع وتلتأم بشكل كامل بينما كانت القمم السابقة قمم تمزيق وتفرقة وفتنة، فنأمل من علماء وأبناء وأمراء الأمة ان يجتمعوا على هذا المنهاج، وليعلموا أن كل صوت مفرق لا يريد بهم خيراً لا في الدنيا ولا في الآخرة. الله تعالى وعد مفرقي دينه بالعذاب وقال أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينتمي إلى أمة ممزقة، فقال: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء).
فهذه الزيارة الأخوية المتكررة والتي تسجل عند الله دائماً، نأمل أن تكون خطوة في الطريق الجامع، لأن العمل لذلك يجب أن يكون مستمراً ويومياً كما يفعل العدو على تمزيقنا واختراقنا وقتل هويتنا. أمة واحدة تسير في طريق الحق وتعمل بشكل مجابه. المشروع الاستعماري الغربي القديم الجديد واداته هو من المخاطر المعروفة التي تحيط بهذه الأمة والمنطقة، فكل معركة لا تتجه إلى فلسطين معركة مشبوهة، وكل صوت يتحدث عن الخلافات في الأمة ولا يشير إلى فلسطين هو مدسوس ومستخدم من حيث لا يعلم أو لا يشعر.
نحن لا نقول لأحد بدّل مذهبك أو اجتهادك أو قناعاتك، لكن نقول لكل مسلم يجب أن تكون في موقفك الصحيح لمواجهة مشاريع الفتنة والإفساد وسلب الهوية والحرب الناعمة والاقتصادية.
لهذا نحن من هذا المنبر الصغير حجماً ولكنه سيكون كبيراً ويؤثر تاثيراً جميلاً كما أسقط الفتنة في لبنان، فإن أصوات المخلصين أسقطت الفتنة في العراق وأسقطت مشروع الاحتلال مع الفتنة.
هناك وعي كبير، وهناك آمال واعدة ومستقبل قادم حتى تمام الانتخابات في تركيا يجب أن نأخذها بشكل مميز، لأن الأعداء أرادوا إسقاط التجربة في ذلك البلد، لكن الشعب التركي وقف موقفاً مشرفاً.
نحن نرحب بأي اتفاق يجري بين أبناء الأمة وندعو أن تنشأ نقطة محورية داخل المنطقة بين ايران وتركيا وبين سوريا والسعودية ومصر لكي تشكل بداية حراك متماسك ودائم، وأن نكون حذرين أن نعاد مرة أخرى إلى مخطط الفتنة القديم الذي يعبث به الأعداء كما يريدون.