لفت تيار “الفجر” في بيان الى أنه “في حمأة التطورات السياسية المزدحمة محليا وإقليميا ودوليا وغمرة آلام شعبية متسعة قد تبدأ بفقراء الوطن وحاجاتهم المفقودة، ولا تنتهي بالمجازر الصهيونية المرتكبة في فلسطين المحتلة، وجدت بعض النخب اللبنانية المزيفة متسعا لها من الوقت كي تفتح شجارا غير عقلاني حول ملابس السباحة النسائية على شواطئنا، من خلال حادثة مفتعلة وقعت على شاطىء مدينة صيدا الذي لم يبق منه إلا مساحة ضيقة لا تتسع ولو للنذر القليل من العائلات الصيداوية الفقيرة التي لا تجد متنفسا لها إلا في ذلك المكان الضيق من الشاطيء، وقد شكلت حادثة التعري المفتعلة من قبل إحدى السيدات إستفزازا للجو العائلي الصيداوي القائم في المدينة منذ عشرات السنين والذي تحترمه كل الفئات الإجتماعية الصيداوية والضيوف الكرام على إختلاف مستويات إلتزامهم الديني وإنتماءاتهم الطائفية والدينية، اتضح أن الحملة الإعلامية التي تلت الحادثة وشاركت فيها مؤسسات إعلامية مرئية كبرى في البلد، أمر مدبر ومخطط له في ضوء، الربط السياسي الخشن ما بين حادثة صيدا والمناورة الجهادية التي نفذتها المقاومة الإسلامية يوم الأحد، لتنطلق إثر ذلك المقولة الإنعزالية اليمينية المشبوهة بأن لنا لبناننا (الحرية والتقدم) ولكم لبنانكم (الصواريخ والتشدد)، وقد اتبعت تلك الحملة بهجوم سياسي على وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حميه لمسؤوليته القانونية عن الشواطىء اللبنانية، وأن بعض المواد الإعلامية التي تم بثها على شاشات الوسائل الإعلامية المنخرطة في الحملة ضد مدينة صيدا كانت حاضرة وجاهزة قبل فترة من الزمن وهي قد تحدثت عن حرية اللاملابس النسائية المسموح بها في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرها من الدول العربية و الإسلامية”.
وقال: “من موقعنا الإسلامي المقاوم لا نعتبر أبدا أن البحث والخوض في مسائل الإلتزام الإسلامي الحياتي والإجتماعي ومن بينها لباس السباحة النسائي أولولية لدينا، لأننا نؤكد أولولية التصدي للمخاطر السياسية والأمنية المحدقة بنا كأمة وكشعوب مستهدفة، وفي طليعة هذه المخاطر الخطر الصهيوني الذي يتطلب حشد إمكانات كل قوى المجتمع على إختلاف إنتماءاتها الثقافية والأيديولوجية والدينية في مواجهة المشروع الصهيوني المتسلل الى عقول أشباه المثقفين ومنتحلي الصفة الثقافية الزائفة”.
أضاف: “بناء عليه يتبين لنا أن ما جرى من إفتعال لحادثة الشاطىء الصيداوي ومن ثم الإثارة الجهنمية الغليظة للشأن السياسي المتحرش بالمقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني، يمثل خطة مشبوهة تورط فيها بعض الأغبياء وغير الأغبياء، خصوصا بعض النواب العائدين من الولايات المتحدة الأميركية والواصلين لتوهم الى بحر صيدا الذي ينبغي وفق هؤلاء أن يتم تحريره من سطوة الناس والجماهير والعائلات الفقيرة المضطهدة”.
وختم متوجها الى الصيداويين قائلا: “بات عليكم من الآن وصاعدا إن إردتم التنفس وممارسة حقكم في إرتياد الشاطىء ووفق خطة النخب الحضارية المتلألئة أن تقصدوا قندهار الأفغانية لأن إحدى السيدات الأنيقات المتعجرفات تريد أن تمارس حرية التعري على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط”.