لمناسبة الذكرى الـ 41 للاجتياح الإسرائيلي للبنان، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ملحم الحجيري: “في هذا التاريخ بدأ العدو الصهيوني اجتياحًا للبنان وصل إلى احتلال عاصمته بتواطؤ وعمالة ومشاركة ميدانية من ميليشيات طائفية لبنانية تصم آذاننا اليوم بنغمة السيادة، وبمعاونة وتنسيق جهاز رسمي لبناني اشتهر بإرسال السيارات الملغمة إلى الأحياء السكنية وبخلق التوترات في المناطق الوطنية كمهمة مطلوبة تساهم في تحضير مسرح المؤامرة، مستفيدًا من الخروقات التي اعترت جسد المقاومة الفلسطينية”.
وفي بيان له تابع الحجيري: “صحيح أن سقوط المدن والقرى كان سريعًا، والصحيح أيضًا أن المقاومة الفلسطينية والقوات المشتركة كان بإمكانهما الاستعداد الأفضل لمواجهة الاجتياح مع معرفة قادة المقاومة الفلسطينية بحصوله مع اختلاف في التقدير إلى الحدود التي سيصلها هذا الاجتياح، لكن الصحيح والحقيقة أيضًا أن تصديًا بطوليًا وإرادة القتال باللحم الحي وملاحم عز وشرف سطرها المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون والسوريون في أماكن عدة منها: في قلعة الشقيف والرشيدية وعين الحلوة وصيدا وخلدة والسلطان يعقوب والمتحف، وواجهوا ببسالة الغزاة خلال حصار بيروت التي احترقت ودمرت، قاتلوا بشرف وتصدوا ببطولة وأعاقوا خطط الاحتلال وأذلوا قادته وضباطه، واستشهدوا “واقفين” كالأشجار”.
وأكّد الحجيري أنّه “حتى بعد مغادرة قوات منظمة التحرير الفلسطينية لبيروت ما كان باستطاعة جنود الاحتلال دخول سيدة العواصم العربية لولا تنطح الحكم اللبناني وأداته المخابراتية، ومسارعته آنذاك إلى إزالة العوائق والتحصينات والدشم وحقول الألغام المزروعة حول بيروت “لمنع تقدم الاحتلال”، فبئس نظام لبناني عميل، وبئس جرافات أزالتها، وبئس مشروع سياسي مذهبي أطل حينها”.
وشدد على أن “الوطنيين اللبنانيين سجلوا مواجهات ضد القوات الغازية لبيروت، في الطريق الجديدة والمزرعة والبسطا وعين المريسة والمصيطبة والكولا وصبرا والفاكهاني”، وسأل: “هل لنا أن نذكر بتفجير راجمات الصواريخ على جسر سليم سلام في قوافل الدبابات الصهيونية الغازية؟”.
ولفت الحجيري إلى أن “المحتلين طنوا أن احتلالهم سيكون نزهة وسيُخلد نظام لبناني رئيسه منصَّب بفوهات دباباتهم، لكنهم خسئوا، وما عرفوا أن مقاومين أبطال ستكون لهم كلمة الفصل في الميدان”، مضيفًا أن “مقاومة وطنية إسلامية باسلة قضت مضاجع الاحتلال وأدواته اللبنانية وأذلت جنوده، وأسقطت اتفاق 17 أيار وحكمًا منصَّبا بالدبابات الإسرائيلية، وطردوا الحلف الأطلسي المتدثر عباءة القوات المتعددة الجنسيات، وهذا ما كان ليحصل أيضًا لولا القرار الجريء للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في المواجهة والتصدي وضرورة تغيير المعادلة التي ترتبت جراء الاجتياح”.
وختم الحجيري بالقول: “قاومت العين المخرز، صمد شعبنا وكان الانتصار وتحررت القرى والمدن والمناطق وصولًا إلى التحرير عام 2000، تحرر الوطن بالمقاومة وليس بالمساومة”، وأضاف: “لعله من المفيد تذكير من يطالبون بضرورة وجود إجماع وطني حول عمل المقاومة، بأن فئات وشخصيات وأحزابًا وميليشيات لبنانية كانت تزرع الورود في بنادق الجيش الإسرائيلي المحتل، يوم كان المقاومون الوطنيون بكل فصائلهم يزرعون النار في صدر جنود العدو.. وإن عدتم عدنا”.