حدد الرئيس نبيه بري ١٤ حزيران الجاري موعدا لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وكانت اخر جلسة انعقدت بهذا الخصوص في ١٦ كانون الثاني الماضي وكان الرئيس بري يردد انه لن يدعو الى جلسة فولكلورية لا تنتج رئيسا، الا بوجود مرشحين فعليين لهذا المنصب، وهو ما يراه تحقق بالشكل بوجود مرشحين هما سليمان فرنجية وجهاد ازعور !!
وعلى ارض الواقع ، لا مرشح حقيقي سوى سليمان فرنجية بينما لا يزال المرشح الاخر جهاد ازعور مرشح تقاطع لمعارضي فرنجية الذين يرون فيه مرشح “مناورة” او مرشح ” مجابهة” في احسن الحالات !!
ولذلك ، تبدو ان هناك عدة سيناريوهات للجلسة من بينها اسقاط النصاب او التصويت بورقة بيضاء وهو المتاح بيُسر بين جميع الافرقاء، وهو ما قد يتكرر لاكثر من مرة ..
واكثر ما يقلق الفريق المعارض لوصول فرنجية الى قصر بعبدا، هو فريق القوات اللبنانية الذي لا يثق بتعهدات زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لم يقل صراحة حتى الان بترشيح جهاد ازعور، ويكتفي بالقول انه “تقاطع” مع اخرين على ترشيح ازعور، ويُقال ايضا ان مرشحي ازعور هم الذين اتوا اليه ولم يذهب اليهم….
مع تأكيده مرارا وتكرارا انه لم يقطع خطوط التواصل مع حزب الله وبالتالي لم يعلن الاخير ذلك، فيما القوى الاعتراضية على السيد جهاد ازعور لا تؤكد وجود اجماع على ازعور !! واكثر من ذلك تقول المصادر العليمة ان موقف جبران باسيل والبطريرك الماروني بشارة الراعي يخالفان موقف القوات اللبنانية الى جانب مستقلين بالضغط المباشر لعقد جلسة نيابية من دون افساح المجال امام محاولة توفير توافق وطني مع الثنائي الاسلامي وما يمثل وان الهدف الفعلي هو اسقاط “مشروع” جهاد ازعور لاعادة وصول قائد الجيش الى قصر بعبدا، وان سيناريو ميشال معوض سيتكرر وسنعود الى السيناريو السلبي !! وربما قرأ الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المشهد فغادر الى فرنسا ريثما تنضج الامور وهو سيبقى على “التل” يتفرج…
ويبدو ان الثنائي الاسلامي ، ويسمونه الثنائي الشيعي ، لم يُسقط دور المسلمين السنة ولا يرى تكاملا للمشهد الانتخابي الا بمشاركتهم بهذا الاستحقاق، وان زيارة الرئيس سعد الحريري لبيروت في شباط الماضي لم تكن لقراءة الفاتحة على قبر والده فحسب، بل لمراجعة تركته السياسية واعادة التموضع الجديد لبعض نوابه، وفي معلوماتنا ونحن متأكدين منها ان سفير المملكة العربية السعودية في دولة الامارات العربية زار الرئيس سعد الحريري في منزله في دبي ،وربما هذه الزيارة، ونقول ربما، انها في اطار تصفير الاختلافات في البلاد العربية وفي اطار المصالحة السعودية الايرانية وافتتاح السفارات بين البلدين الكببرين المتجاورين، والاكيد ان لبنان سيكون من بين اهتمامات الدولتين وسيظهر ذلك، وان لم يكن اليوم، لكن بالتأكيد سيأتي دوره في مراحل لاحقة….