مخطئ من يظن ان الاهتمام الاقليمي بالاستحقاق الرئاسي اللبناني سيؤدي الى انتخاب سريع للرئيس العتيد، وتابعت الاوساط المراقبة لزيارة الامير محمد بن سلمان الى باريس بالكثير من التفاؤل وحرارة الانتظار ، وتبين ان اجتماع باريس لم يلب ما انتظره مؤيدو ازعور وفرنجية، وعلى الاقل الفريق الذي يؤيد الوزير سليمان فرنجية ما زالت طروحاته لا تتجاوز الدعوة الى التلاقي والتفاهم والحوار، بينما الفريق الاخر يعتبر “المعركة” مسألة حياة او موت او الفرصة الاخيرة للتخلص من كذبة “الدويلة” ذلك ان هذا الفريق الاخر المتقاطع بين القوات اللبنانية والكتائب وجماعة NJO والتيار الوطني حتى الان، انطلق من تجسيد موقف مسيحي في مواجهة الفريق الاخر !! وليس صدفة ان يتلازم هذا الموقف مع تصريحات لبعض “صهاينة الداخل” مع التهديدات الاسرائيلية المتمثلة بالاستفزازات الحدودية في كفرشوبا والعديسة…
وقد فات هؤلاء ان التدخلات والوساطات الخارجية لا يمكن ان تنتج رئيسا في غياب التوافق بين اللبنانيين انفسهم ، وقد اكدت المملكة السعودية على لسان اكثر من مسؤول انها تقف على مسافة واحدة من الجميع ، ولا نرى ضرورة ولا اهمية للتنديد بتصريحات اصحاب الرؤوس الحامية الذين يتعاطون مع الملف الرئاسي بكثير من المراهقة وقصر النظر كالدراسة القانونية التي تحدثت عن احقية المرشح جهاد ازعور بالفوز برئاسة الجمهورية لو نال ٦٥ صوتا في الجلسة الاولى !! ومثل هذا “التخريف” يمكن ان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه لو صدقوه !!
وبانتظار وصول الموفد الفرنسي الذي تأخر وصوله الى منتصف الاسبوع والذي عينه الرئيس ماكرون وهو ايمانويل لودريان، يرجى من اللبنانيين ان يتحلوا بالوعي السياسي والقدرة على استقراء الوقائع، والتأكد بان التفاهم اللبناني هو وحده الذي يؤدي الى انتخاب رئيس ، وغير ذلك يبقى جعدنات ومتاهات وقرقعة وجعجعة لا تنتج طحينا….
وكان لافتا في الساعات الماضية ما قاله احد النواب المحسوبين على التيار الوطني :
“وقفنا وقفات كبيرة مع حزب الله كلفتنا الكثير جماهيريا ” وكأنه يقول ان الارادة المسيحية لا يمكن كسرها جماهيريا، وهذا صحيح اذا توافقت مع الارادة الاسلامية وهو ما يؤكد ان الاختلاف في لبنان ليس حول المقاومة، بل حول طروحات الفيدرالية واللامركزية والاتحادية ولا تنتهي هذه السلسلة الا بالتقسيم وهو الشر المستحيل، ومع ذلك يستمر التلميح الذي يُفهم بنتيجته ان مشكلة لبنان هي في المنحى الثقافي الذي لم يبلغ بعد سن الرشد والذي لا قاعدة ثابتة في التوازنات القائمة.
وازمات لبنان المتفاقمة والمتوالدة والمتجددة منذ العام ١٨٣٠ الى اليوم حيث يأتي الفريق بمرشح مستقطع اخر تقاطع عليه فريق مقابل فريق اخر طرح مرشح حقيقي ودعا الى التحاور حول قدراته وبرامجه…
والى ان نتوصل الى فهم المستقطع والتقاطع والتقطيع ولن نتوصل.
ويستمر المسلسل الانهياري والجدل العقيم حول المستقطع والقطيع ما يجيز للبنانيين المتألمين القول :
قطيعة….