زار وفد تجمع العلماء المسلمين رئيس جامعة المدرسين في حوزة قم وإمام جمعة قم والنائب الثاني لرئيس مجلس خبراء القيادة السيد هاشم الحسيني البوشهري، في إطار جولته في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوة من وزير الخارجية الإيرانية الدكتور حسين أمير عبداللهيان.
في البداية، تحدث رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ الدكتور حسان عبد الله عن واقع تجمع العلماء المسلمين نشأة ونمواً وتوسعاً، وذكر بعضاً من مسيرته الطويلة التي تجاوزت الواحد والأربعين عاماً، وقال: “إن هذا التجمع هو من بركات الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه”. وعدد المراحل التي مر بها التجمع “في مواجهة الفتن، تلك الفتن التي تجعل الحليم حيراناً”.
وقال: “بالتالي كان التجمع يعتبر وهو واقع الحال أن الفتن التي طرأت ما هي إلا لدواعٍ سياسية وليست مذهبية، وقد كلفنا مواجهة هذه الفتن الكثير من الجهد واثخنا بالجراح، إلا أننا في كل مرة كنا نخرج أقوى مما كنا عليه في المرة السابقة. إن سبب مجيئنا إلى إيران هو استشعارنا بأن العدو سيلجأ إلى الفتن بعد الهزيمة في ملحمة طوفان الأقصى، وسيعمد الى بث الفتنة بين السنة والشيعة، بل بين كل الأطياف المتفاوتة في الأمة الإسلامية بين العرب والفرس والكرد والأتراك والعرب والكرد والعرب والأتراك ليقلل من هول ما لاقاه العدو الصهيوني بعد طوفان الأقصى، لذلك جئنا الى طهران للتباحث مع كل القيادات فيها حول مخطط نعمل له لترسيخ الوحدة الإسلامية ومواجهة ما يمكن أن يخطط له أعداء الأمة”.
بعد ذلك، تحدث السيد البوشهري فقال: “نحن استفدنا منكم وما سمعته حول التجمع وحول الأمور التي قام بها، وهذا الذي ذكرتموه حول التجمع وإن كان وجيزاً فلا بد للعالم أن يعرفوه، وهذه النبذة تعكس البصيرة، فالعلماء يقرؤون الزمن الذي هم فيه، وكثير من العلماء لا يعرفون زمانهم، أما أنتم فإنكم تخبرون زمانكم وتخوضون في معالجة المسائل بدقة وهمة وشجاعة، واعتبر أن كلامكم الذي سمعته منكم حول نظرتكم للوحدة الإسلامية بأنها استراتيجية وليست تكتيكاً يدل على إيمان عميق وفهم عميق للإسلام، وكل الفتن التي يعمل لها أعداء الأمة ستذهب أدراج الرياح بفضل جهود العلماء المخلصين، وأنتم في تجمع العلماء المسلمين منهم، على أساس أن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس فيمكث في الأرض. فجميع جهود الأعداء ونشر جواسيسهم وتجميع سلاحهم ستذهب هباءً وسينصر الله الذين استقاموا بعد أن قالوا ربنا الله”.
أضاف: “إننا نأسف لما يحصل في غزة اليوم، ولكن لو لم يكن من عملية طوفان الأقصى فائدة إلا أن حماس هي من قامت بالفعل ولم يكن عملها رد فعل، وهذا لوحده كافٍ لأن يجعل من ذلك نصراً كبيراً، أشكر لكم زيارتكم وأتمنى لكم التوفيق في مهامكم، والحوزة العلمية تقف معكم فيما تخططون له للعمل في قابل الأيام والحمد لله رب العالمين”.