تنشط في مثل هذه الأيام البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تتنبأ بأخبار ومستجدات السنة الجديدة على السنة من يدعون “معرفة المستقبل” وما يخبئه من أحداث.
ولأن معرفة ما يحصل بعد دقيقة واحدة غير ممكن لأن الغيب فقط من علم الله تعالى . ويقول المثل العامي “كذب المنجمون ولو صدقوا” وما نسمعه من توقعات واحداث سيشهدها العام الجديد ، هي مجرد قراءات مبنية على قراءات للاخبار والتقارير التي يمكن أن ترسم أو تتوقع أحداث معينة بناء لمضامين هذه الأخبار والتقارير.
أما ما تقوله احداهن عن “الهام” يأتيها ويخبرها عن تفاصيل بعينها ، فهو ادعاء كاذب ، وان حاولت أن “تتذاكى” وتستبدل “الوحي” ب “الإلهام”
ونحن كمسلمين نرفض مثل هذا الافتراء الذي يدعي “الإلهام” المستبدل ب “الغيب” تصديقا لقول الله تعالى ” عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)الانعام ” وبصورة أوضح يقول سبحانه ” عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ﴿٢٦﴾الجن” ثم جاءت الآية ١٧٩ من ال عمران “وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ”
ونعتقد أيضا أن الشرائع المسيحية تلتقي مع الشريعة الإسلامية في استحالة أن يطّلع أحد على الغيب ، ويقول سبحانه في الآية ١٠٩ من سورة المائدة “يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109)المائدة ”
لذلك،
نحن نميز بين التوقعات التي يفترضها أصحاب الاختصاص من المتابعين ولا يعتبرونها غيبا بل استشرافا وتوقعات قد يصيب و يخيب.
أما من يقطع بحصول كذا وكذا ما هو إلا كذب ودجل ووسيلة عيش وارتزاق .