على بعد اسبوعين من حلول شهر رمضان المبارك ، لا يعلم الا الله متى تتوقف حرب الابادة على الشعب الفلسطيني ، حتى الموقف الاميركي يبدو ملتبسا ويبدي شيئا ويخفي اشياء !!!
وكانت حماس قدمت ردا مفصلا لوقف اطلاق النار لمدة اربعة اشهر ونصف واتفاق لتبادل الرهائن مقابل فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ورفضت اسرائيل هذه المطالب وقالت بضرورة التحرير الكامل من السلاح بالقطاع وحرية العمل العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة بأكمله واقامة منطقة امنية عازلة، ورفض انشاء دولة فلسطينية تشكل خطرا وجوديا على “دولة اسرائيل”
وردا على الموقف الاسرائيلي قال اسامة حمدان ان رفض اقامة الدولة الفلسطينية يعطل سير المفاوضات وقال ان الولايات المتحدة ليس لديها نية حقيقية لوقف الحرب في غزة
وتظهر صور الاقمار الصناعية بناء سور على طول الحدود المصرية مع غزة في محافظة شمال سيناء المصرية في حال شن هجوم متوقع على رفح، في حين نفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان ان موقف مصر الحاسم والذي لا رجعة فيه لاي تهجير قسري او طوعي للاشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة الى خارجه وخصوصا للاراضي المصرية لما في هذا من تصفية القضية الفلسطينية وتهديد مباشر للسيادة والامن القومي المصري !!
ويعيش مئات الالاف من النازحين الفلسطينيين حالة ترقب وقلق من عملية عسكرية صهيونية وقال نتنياهو انه امر الجيش الاسرائيلي بالتحضير لهجوم وشيك على رفح معتبرا ان الانتصار على حماس “مسألة اشهر” وجنودنا يقاتلون في خان يونس ومعقل حماس الاساسي ونعلم حجم المشكلة ولكننا سنتعامل مع الامر
وتعتبر رفح من اكبر مدن القطاع على الحدود المصرية وتبلغ مساحتها ٥٥ الف كلم وتبعد عن القدس ١٧٠ كلم الى الجنوب الغربي . وخلال العقود الماضية كانت عشرات الانفاق تمتد عبر الحدود بين غزة ومصر بشكل غير رسمي وقام الجيش المصري خلال السنوات الماضية بهدمها ولا يعرف حاليا ان كانت هناك انفاق قائمة ام لا حيث ان غالبيتها كان يتم حفره بشكل غير رسمي .
وتعتبر رفح من المدن التاريخية القديمة وتم تأسيسها قبل ٥الاف سنة وغزاها الفراعنة والاشوريون والاغريق والرومان، وخضعت عام ١٩١٧ للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين وفي العام ١٩٤٨ دخل الجيش المصري رفح قبل ان تقع في ايدي اسرائيل ١٩٥٦ ثم عادت الى مصر عام ١٩٥٧ حتى عام ١٩٦٧ حيث احتلتها اسرائيل ويعود معظم سكان رفح الى مدينة خان يونس والى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء ثم اضيف اليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن الى رفح بعد نكبة ١٩٤٨ وسكان رفح الجدد خمسة اضعاف العدد السابق.
ولان العام ٢٠٢٢ شهد قمة “الازدواجية الغربية” في التعامل مع حرب اوكرانيا واعتبر المسؤولين الغربيين ان حربا في اوروبا هي كارثة للعالم بأجمعه وسمعنا من يطالب حكومات شعوب العالم للاصطفاف مع الغرب لحماية نظام عالمي قام بحروب استعمارية فاجرة في افغانستان والعراق وفلسطين حاليا، الى جانب الترحيب الاوروبي باللاجئين الاوكرانيين بالمقارنة مع التحفظ على غيرهم من اللاجئين الافغان والصوماليين والعراقيين والسوريين تساؤلات كثيرة حول المعايير الغربية لتظهر ان القيم الغربية هي قيم كاذبة تستهدف السيطرة ومصادرة ثروات الاخرين والاحتلال باسم العدالة والقيم والديمقراطية المزعومة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي ضوء المواقف المتخاذلة للدول التي تدعي الغيرة على السلام العالمي، نرى كيف تتدحرج الحرب في غزة الى تداعيات اقليمية ودولية محتملة وقد فرضت هذه الحرب نفسها على الاجندة العالمية لما للقضية الفلسطينية من رمزية مازالت حية في نفوس العرب والمسلمين على الرغم من تخاذل الحكومات، ما ادى الى انهيار الثقة بين العالم العربي والاسلامي ومعظم الدول العربية وبتنا نشتم اتساع الحرب بعد وصولها الى خليج عدن والبحر الاحمر “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118)هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) ال عمران “
ومخطئ من يراهن على خصوم نتنياهو في الكيان المحتل لأنهم سواء في عدائهم للفلسطينيين ولكل من يدعو إلى تحرير فلسطين واستعادة الأماكن المقدسة سواء كانت إسلامية أو مسيحية.
وفي جديد المفاوضات التي تجري في باريس هناك تفاؤل حذر من أن المفاوضات ستنجح هذه المرة وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن الساعات القادمة ستكشف إن كان من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل رمضان ام لا.
وذكر موقع “واينت” أن مؤتمر باريس يمكن أن يؤثر على الجبهة مع لبنان في حين ذكر تقرير أن الولايات المتحدة جمدت جهود الوساطة حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة . ووفقا لصحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم الجمعة الماضي أن لبنان يأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة قبل رمضان حتى يصار إلى تطبيق القرار ١٧٠١ وعودة هوكشتاين لمواصلة وساطته في لبنان.