على قاعدة “اعرف عدوك ” من خلال القلق الذي يخيم على الشرق الاوسط، تحسبا لضربة منتظرة من جانب ايران ردا على قصف القنصلية الايرانية في دمشق نتوجه الى الصحافة الاسرائيلية التي خرجت صباح السبت الماضي بالعناوين التالية ونبدأ من صحيفة “جيروزواليم بوست” والتي قالت بالحرف الواحد : ان اسرائيل فشلت في تحقيق الاهداف المعلنة منها استعادة الاسرى بالضغط العسكري والقضاء على المقاومة في ستة اشهر من الحرب على غزة ، عبر التوغل البري للقوات الاسرائيلية في رفح جنوب القطاع وغياب خطة “اليوم التالي ” وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة اشارت الصحيفة الى ان سلوك واشنطن الاخير يشير الى تآكل في الثقة، وفي وقت تواصل فيه ارسال المعدات العسكرية الى اسرائيل الا ان الاخيرة قلقة بشأن مستقبل هذا الدعم ، ومع احتدام الحرب على غزة لم يحقق الجيش اهدافه المعلنة بوضوح وغير قادر على الموافقة على صيغة الرد على حماس لاطلاق الرهائن الذين يعيشون في خطر مميت.
ونشرت صحيفة “هاترس ” الاسرائيلية تقول : ان يشعياهو لانيوفتش وهو مفكر من القرن ١٩ حذر من الطريق المؤدية من الانسانية الى القومية البهيمية التي تؤدي الى الحكم اللا اخلاقي عندما يلتهم الاسد الاضعف منه، ما يفرض علينا ان نشرح لهم مرارا وتكرارا ما هو جيد وما هو سيء وما هو ممنوع وما هو مسموح به على رأسهم بالطبع بنيامين نتنياهو !! وفي عصر البهيمية وفساد المعايير واضاعة الطريق والقسوة التي تقترب من التوحش يجب رفع الرأس فوق مياه الزوال وتفادي السيناريو الكابوسي المرعب الذي يصعب تخيله .
وقالت صحيفة “اسرائيل هيوم” ان الحرب على غزة تراوح مكانها بعظ ستة اشهر بسبب غياب القيادة ووجود المسؤولين الذين يختنزون تاريخا من الفشل في الحروب، ويخبرنا التاريخ ان معظم القيادة الحالية كرئيس الحكومة نتنياهو وغانتس وانزنكوت كرئيس اركان امضوا ٥٠ يوما في الحرب على غزة ٢٠١٤ ولم يهزموا حماس ، واذا لم يكونوا قادرين على تحقيق الاهداف فليفسحوا المجال لاخرين والوقت قصير والحرب لا تزال مستمرة !!
ولم يعد خافيا حالة الرعب التي كانت تسيطر على الكيان الغاصب من ضربة ايرانية وشيكة وكيفية بحث واشنطن عن وسطاء للحيلولة دون وقوع حرب مباشرة تعصف بالمنطقة برمتها ويصعب السيطرة عليها.
وللعلم وليس للتعليق ذكر الجنرال الاميركي المتقاعد قائد حلف شمال الاطلسي سابقا ان الشعبين الاميركي والإسرائيلي مرتبطون بشكل كبير وعلى الرئيس الاميركي ان يحمي الاميركيين وقال ان انظمة الدفاع الصاروخية والجوية باسرائيل تتشكل من القبة الحديدية مدعومة بنظام مضاد للصواريخ الباليستية وهي معقدة جدا.
..المعلومة وصلت ولم تزودنا بجديد….
وقد تجلت ليلة الرد الايراني التأديبي لاسرائيل مشاركة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في التصدي للمسيرات الايرانية وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الادميرال دانيال هاغري ان اسرائيل تعمل بشكل وثيق مع حلفائها ، وتمكنت المسيرات الإيرانية من إصابة اهم القواعد الجوية في النقب واعلنت خدمة الطوارئ اصابة ٣١ اسرائيليا خلال انتقالهم الى الملاجئ ، وإسرائيل عادة ما تخفي اصاباتها.
وافادت شبكة ” ان بي سي نيوز” الاميركية امس الاحد ان الرئيس بايدن اعرب سرا عن مخاوفه من ان نتنياهو يحاول جر الولايات المتحدة الى صراع اكثر توسعا كانحراف اسرائيل بعمل متسرع ردا على الهجوم الايراني من دون تفكير في التداعيات المحتملة ، على الرغم من تأكيد الرئيس بايدن لنتنياهو خلال محادثة ليلة الاثنين اكد فيها ان الولايات شاركت عبر أجهزتها الرقابية وقواعدها ومنظومتها الدفاعية في التصدي للصواريخ الإيرانية مع تأكيده ان الولايات المتحدة معنية بالدفاع عن اسرائيل ، وان المسؤولين الاميركيين عبروا سرا عن غضبهم بخصوص قصف القنصلية الإيرانية في دمشق وقال بايدن : لا اعتقد انهم كانت لديهم “استراتيجية” والاسرائيليون لا يتخذون دائما افضل القرارات.
ووصفت اسرائيل الهجوم الايراني بالخطير جدا واستهدف قاعدة نفاطيم الجوية التي تقع جنوب الاراضي المحتلة في صحراء النقب القريبة من بئر السبع والتي يبلغ طول مدرجها ٣٤٠٠ متر وهي القاعدة الرئيسية لمقاتلات اف ٣٥ ، وأكد الناطق العسكري الاسرائيلي ان اضرارا لحقت بالبنية التحتية للقاعدة العسكرية التي تعرضت لوابل من الصواريخ.
خلاصة الامر، ان ايران نفذت تهديدها بمعاقبة دولة الاحتلال بحكمة وعقلانية وبعد نظر واستعملت اسلحة اكثر تطورا خلال الستة أشهر الماضية (حسب خبراء صرحوا بذلك لصحيفة نيويورك تايمز) وانها حققت ما تريده وحذرت اسرائيل من القيام بأي حماقة ،وان هجومها انتهى في حدوده المعلنة ما لم يطرأ اي جديد وهي تدرك تماما خطورة توسع الحرب في المنطقة الاخطر في العالم والتي تختزن الاحتياطي الاكبر من البترول والغاز في العالم والتي تمسك بأهم الممرات البحرية الى قلب القارة الاكبر .