وطنية- أعلن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “الهدف العسكري النوعي في غليلوت هو قاعدة المخابرات العسكرية التابعة للفرقة 8200، ومعطياتنا أن عددا من المسيرات وصل إلى هذا الهدف ولكن العدو يتكتم”.
وقال: “اليوم قبل أن نبدأ بحديثنا حول الأحداث والتطورات الأخيرة يجب الإلفات إلى أن هذا اليوم هو يوم ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من صفر، أبو عبد الله الحسين سيد الشهداء وقائد الأحرار والمقاومين عبر التاريخ ورمز التضحية والفداء والإيثار وإباء الضيم ورفض الذل والظلم والخنوع والخضوع وعنوانٌ تاريخيٌ للثورة المجاهدة الدامية المضحية الى يوم القيامة، لذلك أبدأ كلمتي بالسلام على صاحب الذكرى، السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي إبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته”.
وتابع: “يجب الإلفات أيضاً الى هذا الحدث العالمي الكبير الذي يجري في مثل هذه الأيام في مدينة كربلاء في جوار حرم أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ملايين الزوار من كل انحاء العالم، من داخل العراق ومن خارج العراق، وفي هذ الطقس الحار جداً، يتوجهون، بعضهم من الحدود الإيرانية العراقية أو بقية الحدود العراقية مع دول أخرى، وكثير منهم يمشون من داخل الأراضي العراقية، مشياً على الأقدام إلى كربلاء، هذا العام بناءً على الرقم على موقع العتبة الحسينية 21 مليون و480 الف زائر حتى الآن، تقريبا، لأنه يوجد إضافة 480 ألف، هذا حدث لا مثيل له في العالم، في كل عام في مثل هذه الأيام يتكابر، طبعاً يجب أن نتوجه بالشكر إلى الحكومة العراقية وإلى الشعب العراقي المضياف الكريم المعطاء على ما يُوفرونه من أمن وسلامة وعافية لملايين الزوار وما ينفقونه في هذه الضيافة التي لا حدود فيها للكرم، وأيضاً يجب الإلفات إلى حضور فلسطين والقدس في الأربعينية الحسينية في الأعوام الأخيرة، ويُعبّر عن مدى التفاعل والتواصل بين كربلاء والحدث الكربلائي وصاحب الذكرى وزوار صاحب الذكرى والقضية المركزية في هذه الأمة، وهي قضية فلسطين”.
وأردف: “هذا أولاً، ثانياً، أيضاً اليوم من الواجب الأخلاقي أن نتوجه إلى الشعب اللبناني العزيز، إلى الدولة بكل أركانها، الدولة اللبنانية وأيضا إلى كل فصائل المقاومة في لبنان، بالتعزية برحيل دولة الرئيس سليم الحص رحمه الله، والذي كان عنوانا كبيرا ورمزا للوطنية والنزاهة والنظافة والمقاومة، وكُلنا يعرف بأن دولة الرئيس الحص هو كان رئيس حكومة لبنان عام 2000، عام التحرير، وكان سنداً للمقاومة ومؤيدا لها حتى اللحظات الأخيرة من عمره المبارك، أتوجه إلى عائلته الكريمة بأحر التعازي والمواساة والألم لِفقدان هذه الشخصية الوطنية الكبيرة الوطنية والقومية والمقاومة والكريمة والشريفة، والرئيس الحص يستحق كل مدح وكل ثناء”.
وأضاف: “أيضاً قبل أن أدخل إلى مجريات هذا اليوم يجب أن أتوجه بالتحية إلى شعبنا اللبناني عموماً الأبي والصامد وبالأخص إلى أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية، الذين يحملون العبء الأكبر في هذه المواجهة من 11 شهر في جبهة الإسناد لغزة وفلسطين والقدس، بالتحديد يجب أن نخص اليوم أهلنا في الجنوب الذين منذ ساعات الفجر الأولى عاشوا لِساعات مواجهات كبيرة وقوية، غارات وقصف وتحديات ومخاطر، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم هذا الجهاد، وأقول لهم ولكل جمهور المقاومة وبيئة المقاومة ومؤيدي المقاومة: هذا الجهد وهذا الصبر له نتيجته المشرفة في الدنيا وله ثوابه وأجره العظيم في الآخرة إن شاء الله”.
وتابع: “يجب ان أتوجه أيضاً بالتحية إلى إخواني المقاومين المجاهدين الأبطال الشجعان الراسخين في الأرض رسوخ الجبال، وأشكرهم على ثباتهم وشجاعتهم وإخلاصهم وتضحياتهم، وهم يتواجدون في الخطوط الأمامية ويُواجهون المخاطر على مدى الدقائق والساعات، والتحية إلى كل المقاومين الأبطال والشجعان في غزة والضفة، في اليمن والعراق وإلى كل الذين يُؤيدون ويُساندون هؤلاء المقاومين الشرفاء الذين لم يُخلوا الميدان منذ أحد عشر شهراً”.
وأردف: “موضوع حديثنا اليوم هو مجريات الأحداث الأخيرة، طبعاً الوقت لا يتسع لأنه أسبوع الشهيد السيد فؤاد لم نتكلم به، سنتحدث به بجو المنطقة والمفاوضات وإلى أين؟ هذا يحتاج إلى وقت، لكن أنا سأخصص الوقت المتاح لمجريات المواجهة هذا اليوم، كما تعلمون، يعلم الجميع بأن العدو الإسرائيلي قبل أسابيع قام بالإعتداء على الضاحية الجنوبية في تجاوز لكل الخطوط الحمراء، يعني الذي ذهب بالامور في لبنان وفي هذه الجبهة إلى هذا المستوى من التصعيد هو العدو، نحن نتكلم هكذا من أجل اللبنانيين، واعتدى على الضاحية الجنوبية وقصف المبنى المعروف، مما أدى إلى استشهاد مدنيين من نساء وأطفال وإغتيال وإستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، السيد محسن رضوان الله عليه وعلى الشهداء جميعاً، من الطبيعي أن المقاومة أعلنت إلتزامها وعزمها على الرد على هذا العدوان الغاشم، من أجل تثيبت المعادلات التي بُذلت من أجلها الكثير من الدماء والتضحيات خلال عقود من الزمن، وهذا أمر ما كان يُمكن أن نتسامح فيه على الإطلاق، بطبيعة الحال، من الممكن أن يتساءل الكثيرون وأنا سأتكلم اليوم بالكثير من الشفافية والوضوح، وأُجيب على العديد من الأسئلة المطروحة أنه لماذا تأخر الرد إلى اليوم؟ طبعا بالمناسبة اليوم نحن سنسمي عمليتنا العسكرية الواسعة التي حصلت اليوم بعملية “يوم الأربعين”، لأنها وقعت في هذا اليوم الذي يحمل هذه الذكرى العظيمة، لماذا تأخر إلى اليوم؟ طبعاً هناك عوامل عديدة، من هذه العوامل، رغم أننا للإلفات كُنا جاهزين بعد تشييع السيد محسن، كُنا جاهزين، شبابنا وسلاحنا وخطتنا وكل شيء، كان لدينا تفصيل معين أنه أياً من الأهداف التي سأتحدث عنها الآن الذي سوف نختاره، ولكننا كنا جاهزون، التأخير أولاً، حجم الاستنفار الأمني والإستخباري والفني والميداني والجوي والبري والبحري الإسرائيلي والأميركي، في ذروة الاستنفار، إذاً العجلة كان يمكن ان تعني الفشل، ثانياً، نفس التأخير كما قُلت في أسبوع الشهيد القائد السيد محسن هو عقاب للعدو، لذلك عند الإغتيال البورصة نزلت واستمرت في النزول من وقتها، هذا الاستنفار، هذه التعب النفسي والمعنوي والإقتصادي والمالي و..إلخ، كان من المفيد أن يستمر لبعض الوقت وسيستمر، لأنه بعد قليل سنتكلم عن رد حزب الله، بعد في رد إيران واليمن، ثالثاً، الحاجة إلى بعض الوقت للدراسة والتشاور حول فكرة أن المحور يرد كله في يوم واحد وفي وقت واحد، أو يتم الرد بشكل منفرد، أيضاً هذا كان يحتاج إلى بعض الوقت، ورابعاً عندما إقتربنا من حسم هذه المسألة خرجوا لنا بقصة 15 أب والأميركان ركضوا، وأحد أسباب الركض الأميركي المنافق هو الخشية من رد محور المقاومة وتداعيات الردود والذهاب إلى حرب إقليمية وما شاكل، بدأوا بالحديث أنه يوجد وقف العدوان ووقف إطلاق النار “وطولوا بالكم”.. والخ، بالحقيقة نحن تريثنا، طبعا لم نقل لأحد أننا سنتريث ولكن حقيقة الأمر أننا تريثنا حتى نُعطي الفرصة لهذه المفاوضات، لأنه نحن هدفنا أساساً من كل هذه الجبهة ومن كل هذه الدماء وكل هذه التضحيات هو وقف العدوان على غزة، وأعطينا الفرصة الكافية، ومن بعد مرور كل هذا الوقت تبين أن نتنياهو يضع شروطاً جديدة والأميركيين يتماهون معه وهذا كله تضييعاً للوقت، فلم يعد هناك معنى للتأخير أكثر، إذاً هذه هي الأسباب التي أدت إلى التأخير لليوم، في المقابل نتيجة الدراسة والتشاور تقرر ان نقوم برد فعلنا بعمليتنا بشكل منفرد لإعتبارات ولِحكم لا نحتاج إلى ذكرها الآن، ستظهر مع الوقت، وأن يُقرر كل طرف بالمحور متى يرد وكيف يرد، وثانياً من جهة أخرى، من الواضح أن المفاوضات طويلة وأُفقها غير واضح وتعقيداتها أيضاً متعددة، والأميركيون غير صادقين وجادين في وقف العدوان، حيث أنا وأنتم وكل الكرة الأرضية تعرف أن أميركا تستطيع أن تفرض على نتنياهو وقف العدوان، لكنهم يُدللونه ويُغنجونه وهم شركاء معه في كل هذ الحرب وكل هذه الجريمة، هذا من جهة المفاوضات، وأيضا قَبِلنا تحدي العمل في ظل الإستنفار القائم، بالرغم من مضي أسابيع، الإستنفار ما زال كبيرا وقويا وقد يستمر أيضاً لأسابيع، وقد يستمر لأشهر، ونحن لا يوجد كمصلحة لنا كمقاومة أن نُؤخر هذ الرد، لإعتبارات ترتبط بالمقاومة ولإعتبارات أيضا ترتبط بالوضع في لبنان، الوضع الداخلي ووضع الناس والأجواء المحيطة، وللأسف الحرب النفسية التي يشنها كثيرون ويُشارك فيها كثيرون، كل يوم يخرج لك واحد فيلسوف، إن كان سياسيا أو إعلامي أو عسكري أو يمكن تافه ليس له قيمة، ويقول لك اليوم الحرب وغدا الحرب وبعد غد الحرب، وبعد ساعة وبعد ساعتين، ولا زلنا في البلد في لبنان منذ 11 شهراً على هذه الحالة وهؤلاء لا يَخجلون”.
وأشار نصرالله إلى أنه “نتيجة هذه الاعتبارات أخذنا قراراً أن يكون ردنا اليوم، هذا المقطع الأول في الإجابة على أسئلة المرحلة السابقة، حسناً، بقية الحديث أريد أن أُبرمجه بالطريقة التالية، أُريد أن أتكلم بالبداية نحن كمقاومة، نوايانا، وخطتنا وما الذي حصل معنا في الميدان اليوم، وأنقل منها لمواجهة السردية الإسرائيلية الغريبة العجيبة الذي استمعنا إليها اليوم، نحن منذ البداية وضعنا ضوابط أو عناوين للرد، أ- أن لا يكون الهدف مدنيًا، نُريد ضرب هدف إسرائيلي ولكن لا نريد ضرب مدني، مع العلم أنه هناك شهداء مدنيّون في الضاحية الجنوبية ويحق لنا أن نستهدف المدنيين هناك، فالمدنيين بين هلالين وتحتها خطين هناك، لكن لأننا نعمل على معادلة بالحد الأدنى من 1992 بعد شهادة السيد عباس (رضوان الله تعالى عليه) وتكرّست بتفاهم نيسان 1996 هو حماية المدنيين في لبنان، فمن أجل تأكيد حماية المدنيين في لبنان وتجنيبهم أي أذى قد يُلحقه العدو بهم فضّلنا أن نتجنّب المدني عند العدو. وهذه المعادلة هي التي حَمت حتى الآن بالرغم من 11 شهر من طوفان الأقصى بالأعم الأغلب، المدنيون، والشهداء المدنيون رغم أنه هنا بخصوص الشهداء لا يوجد قليل وكثير، لكن مع ذلك بالحسبة نستطيع أن نقول أنه تأمّن نسبة كبيرة جدًا جدًا من حماية المدنيين في لبنان، إذًا أولًا أن لا يكون الهدف مدنيًا وأن لا يكون الهدف أيضًا بنى تحتيّة.
ثانيًا: أن يكون الهدف بالتالي عسكريًا هدف عسكري، ويجب أن يكون في هذا الهدف العسكري مجموعة صفات، ومن هذه الصفات أن يكون له صلة بعملية الاغتيال للقائد الشهيد السيد فؤاد، يعني إما أن نذهب إلى قاعدة ترتبط بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية أو إلى قاعدة ترتبط بسلاح الجو الإسرائيلي، لأن عملية الإغتيال يُشارك فيها هذان السلاحان إذا صح التعبير أو هاتان الجهتان، المخابرات العسكرية، وسلاح الجو، وأيضًا أن يكون هذا الهدف العسكري قريبًا جدًا من مدينة تل أبيب يعني بالعمق، يعني لا عكا ولا نهاريا ولا طبريا ولا حيفا ولا ما بعد حيفا، وإنما ما بعد ما بعد حيفا، بل الذهاب إلى جوار تل أبيب، وبالتالي أن يكون في العمق، طبعًا عندما بحثنا عن أهداف وجدنا مجموعة من الأهداف العسكريّة المهمّة والكبيرة في جوار مدينة تل أبيب وتنطبق عليها المواصفات أعلاه. في نهاية الدراسة حددنا هدفًا أساسيًا للعملية أي هدف أساسي في العمق وهو ما سأعلن عنه الآن وهي قاعدة غليلوت، طبعًا كان هناك دائمًا تحدي بين الإخوان على كيفية لفظها، غليلوت في شرقي الأوتستراد لأنه هناك أوتستراد يذهب باتجاه الشمال، وعلى الشرق هناك قاعدة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية وبجهة الغرب للأمام قليلًا يوجد قاعدة للموساد. هذه قاعدة أساسيّة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية لشعبة أمان، وتتواجد فيها وحدة 8200 وهي الوحدة المعنيّة بشكل أساسي بالجمع العلني والتنصّت والسايبر والتجسّس، وفيها تجهيزات فنيّة ضخمة وعدد كبير من الضباط والجنود الذين يعملون هناك، وهي تُدير الكثير من عمليات الإغتيال التي تجري في المنطقة وأيضًا الكثير من عمليات الحرب النفسية والفتن والتضليل الذي يحصل في بلادنا وفي منطقتنا. هذه القاعدة تبعد عن حدود لبنان تقريباً 110 كلم يعني الرد في العمق، وتبعد عن حدود مدينة تل أبيب إذا أخذنا حدود المدينة فقط 1500 متر، يعني هي من ضواحي تل أبيب ومن القواعد المجاورة بقرب شديد من مدينة تل أبيب، واعتبرنا أن هذا هدف مركزي، أيضًا وضعنا إلى جانبه هدف فرعي عسكري بسبب أن هذا المكان أو هذه القاعدة يُمكن أن تؤثّر على وصول المسيّرات الذاهبة إلى قاعدة وحدة 8200 في غليلوت، وهي قاعدة لسلاح الدفاع الجوي والصاروخي في منطقة عين شيمر. هذه القاعدة تبتعد عن الحدود اللبنانية 75 كم وعن تل أبيب 40 كم، هذين الهدفين العسكريين اللذين كانا نصب عين المقاومة صباح هذا اليوم، لكن الهدف الأصلي هو قاعدة المخابرات العسكرية الاسرائيلية في غليلوت، هذا كان الهدف، وأيضًا إلى جانبه هدف آخر وهو المواقع والثكنات، استهداف عدد من الثكنات والمواقع والقواعد العسكريّة الإسرائيلية سواءً في شمال فلسطين المحتلة أو في الجولان السوري المحتل التي هي بحد ذاتها أهداف وينفذ فيها عمليات بشكل دائم وبشكل شبه يومي، وأيضًا يعني استهدافها بما هي، وثانيًا من أجل إشغال واستنزاف القبب الحديديّة والصواريخ الإعتراضية ومما يتيح الفرصة للمسيّرات لِتعبر باتجاه العمق، هذه كانت الخطة والفكرة التي تم العمل عليها، الآن لماذا هذا التوضيح يأتي الجواب عليه لاحقًا على السردية الإسرائيلية سترون حجم الكذب والإدعاء كأنه استديو في هوليوود كانت حكومة العدو اليوم”.
وأوضح: “بالنسبة للسلاح المستخدم، تقرر أن يكون استهداف المواقع كلها والقواعد في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري بصواريخ الكاتيوشا التي ما زلنا نستخدمها من 11 شهر، موزعًا على طول الجبهة بالعشرات على مختلف المواقع، وكان المقرّر أن يُطلق الأخوة 300 صاروخ أما الحديث عن 8000 و 6000 و 7000 سأصل له، القرار هو إطلاق 300 صاروخ كاتيوشا وتوزيعها على هذه المواقع لأن هذا العدد كافي، أولًا لإستهداف المواقع وهي 11 أو 12، وثانيًا، لإشغال القبّة الحديديّة والصواريخ الإعتراضية لعدّة دقائق لتعبر المسيّرات، لا نحتاج أكثر من ذلك. والسلاح الآخر هو سلاح المسيّرات بأحجام وأنواع مختلفة، وسط وكبيرة وإلى آخره، وعلى أساس أن جزء من هذه المسيّرات سيتّجه إلى عين شيمر والجزء الأكبر سيتّجه إلى جوار مدينة تل أبيب إلى غليلوت، أما بالنسبة للتوقيت والإجراء، التوقيت فنحن اخترنا صباح الأحد اليوم، يوم أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) صار الإتفاق مع الأخوة أن يُصلّوا الصبح، ويعملوا التعقبيات اللازمة ويكونوا على منصّاتهم ومرابضهم لإطلاق النار 5:15 أي 5 وربع، الآن ماذا فعل العدو أعود له لاحقًا. قبل ذلك قبل التوقيت المطلوب في الليل كل المنصّات لإطلاق الصواريخ كانت جاهزة في كل المحاور على كل الخطوط، وموضّعة وحاضرة ومبرمجة زمنيًا ولا يوجد أي مشكلة على الإطلاق، وجميع مرابض المسيّرات أيضًا كانت جاهزة قبل 5:15 سواءً في جنوب النهر أو في شمال النهر أو حتى في منطقة البقاع، للعلم نحن أيضًا هذه المرّة الأولى التي نُطلق فيها مسيّرات من منطقة البقاع، طبعًا أنا لا أكشف سراً لأنّ هذا يظهر عند رادارات العدو، عند الأمريكان وعند الإسرائيليين. إذًا جميع المسيرات أيضُا كانت جاهزة بالرغم من غارات العدو التي حصلت قبل نصف ساعة من بدء العملية، وهذا سنتحدث عنه بعد قليل.
جميع منصات الصواريخ عملت بلا استثناء، يعني المنصات المطلوب أن ترمي 300 صاروخ كلها عملت بدون استثناء ولم تُصب أي منصة ولو واحدة قبل بدء العمل – بعد بدء العمل أتحدث عنه بعد قليل – قبل بدء العمل وليس 300 صاروخ، 320 وأصبحوا لاحقًا 340، لأنّ البيان الذي صدر ذكر 320، لكن الرقم الأخير كان 340. وكل مرابض المسيرات أطلقت مسيراتها رغم الغارات ولم يتعرّض أي مربض للمسيرات لأي أذى لا قبل العمل ولا بعد العمل. أُطلقت الصواريخ على كل المحاور بشكل مُتتابع زمنيًا وليس بنفس الوقت، بدقائق متباعدة، تأخذ القليل من الوقت، ممّا أدى إلى إصابة كل الأهداف بالصواريخ الموزعة، هنا 10، هنا 15، هنا 20، هنا 25، حسب ما قسموهم الشباب هم وكرمهم، والمسيرات كلها عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية سواء التي دخلت سريعًا من جنوب النهر ولاحقًا من شمال النهر ولاحقًا من البقاع، لأنّ هناك مسافة طويلة، وبالمناسبة كل المسيرات التي أُطلقت من البقاع، مع العلم أنّها يجب أن تطير مسافة طويلة داخل الأرض اللبنانية أيضًا عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية بسلام باتجاه الأهداف المحددة”.
وقال نصرالله: “بخصوص المواقع بالمنطقة الشمالية والجولان السوري، نحن معطياتنا تؤكّد أنّ كلها أصيبت بالصواريخ وطبعًا هناك جزء من الصواريخ اعترض بالصواريخ الاعتراضية وهذا كان مطلوبًا، كان مطلوبًا أن نزيد عدد صواريخنا لتكسر الصواريخ الاعتراضية ممّا يُساعد المسيرات بالعبور، أيضًا هنا لا أحد يعتقد أننا نكشف تكتيك، هذا بالعسكر كلهم يعرفونه، العدو وغير العدو.
نحن معطياتنا إذًا الهدف العسكري النوعي الذى قلنا أنّنا سنعلن عنه في وقت لاحق هو قاعدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان وحدة 8200 في غليلوت بالقرب من مدينة تل أبيب كهدف أصلي والهدف المساند أو المساعد أو القريب هو قاعدة الدفاع الصاروخي والجوي في عين شيمر، نحن معطياتنا وبعض مصادر المعلومات لدينا تؤكد أنّ عددًا مُعتدًا به من المسيرات وصل إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتّم كما هي العادة، يتكتّم كما هي العادة، على كل حال الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك”.
وتابع: “هذه سرديتنا، في المقابل سمعنا منذ الصباح سردية العدو وبعضها شارك فيها نتنياهو شخصيًا وبعضها الجيش والناطق الرسمى باسم الجيش وإلى آخره… وكل التركيز بهذه السردية كان، بعد الظهر بدأوا بالتعديل قليلًا، بدأوا التعديل بالأرقام وبالنوعية وباللغة، وأنا شاهدت في بعض وسائل إعلام العدو أنّه نصائح لنتنياهو ولجيش العدو أن يُصحّحوا بعض المعطيات التي قالوها قبل الساعة السادسة، لأنه فلان سيتحدث عند الساعة السادسة، مركز كل هذه الادعاءات ما هو؟ أنهم اكتشفوا العملية وأنّ هناك عملية ضخمة جدًا، 8000 صاروخ ومسيرة وتستهدف تل أبيب وتستهدف منشآت حيوية في تل أبيب ومنشآت لا أعرف أين وأين، وهم قاموا بعمل استباقي وضربوا وقصفوا ودمروا وقتلوا وفشّلوا العملية ويحتفلون بنجاحهم، هذه هي السردية. لا بأس، إذا هذه السردية تُساعد أن يهدأ العدو ويخفف جنونه قليلًا نحن لسنا حزنين، ولكن هذه السردية مليئة بالأكاذيب وهذا مُفيد التوقف عنده، لأنه عندما تصبح هذه “إسرائيل” التي تعتبر نفسها أقوى جيش في الشرق الأوسط وأقوى دولة في الشرق الأوسط وتلجأ إلى هذا المستوى من الكذب، يعني هذا يكشف المستوى من الوهم والفشل والضعف الذي بات يعيشه هذا الكيان، هذه عبرة اليوم من عبر المواجهة اليوم، أنا أعتبرها من جملة إنجازات عملية “يوم الأربعين” للثأر للضاحية وشهداء الضاحية والقائد السيد فواد شكر، هذه من جملة الإنجازات الذي سأتحدث عنها.
إذا عدّدناهم واحدة واحدة، الحديث عن أنّه كان هناك خطة لدى المقاومة لاستهداف مدينة تل أبيب، ذهبوا وفتحوا الملاجئ في تل أبيب، أو أهداف داخل مدينة تل أبيب مثل وزارة الدفاع أو مطار بن غوريون وما شاكل هي ادعاءات كاذبة، أنا شرحت منذ البداية الخطة والعملية هدفها هذه القاعدة بشكل أساس، الحديث عن نية استهداف أو التعرّض لأهداف مدنية في الشمال أو الوسط وأنّ العدو أحبط هذه الاستهدافات أيضًا هي ادعاءات كاذبة، بِدليل أنّ كل صواريخنا التي أطلقتها المقاومة كانت على أهداف وقواعد عسكرية في الشمال ولم تذهب إلى أي مستعمرة، وإذا هناك إصابات صارت في نهاريا أو في عكا أو في مستعمرات أخرى فهي بسبب الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية”.
وأكد أن “الحديث عن أنّ المقاومة كانت ستُطلق 8000 صاروخ ومسيّرة، عادوا وأنزلوا العدد قليلًا، 6000 صاروخ ومسيّرة، وأنّه أحبط ذلك وقام بتدميرها بالكامل هو ادّعاء كاذب. كل ما كُنّا نُريد أن نُطلقه في هذه العملية هو 300 صاروخ ومع ذلك أطلقنا 340 صاروخ، أي لم يحبط شيئًا، وما هو مُخطّط حصل وزيادة وعدد كبير من المسيرات، عشرات المسيرات، لِحكمة لا أريد أن أذكر العدد بالتحديد”.
وأضاف: “حديث العدو عن أنّه ضرب صواريخ استراتيجية ودقيقة، أي صواريخ باليستية، وأنّها كانت مُعدّة لاستهداف تل أبيب أو أي هدف آخر وأنه أنقذ تل أبيب وأنقذ المنشآت الحيوية ودمّر هذه الصواريخ كله كذب في كذب. لم يكن لدينا نية استخدام هذه الصواريخ حاليًا ولكن قد نستخدمها في المستقبل أو في وقتٍ قريب، لكن في هذه العملية وبناءً على رؤية دقيقة وواضحة لم نُرد أن نستخدم هذه الصواريخ، طالما أنّ الهدف كان يمكن أن يتحقق من خلال المسيرات ونوع معين من المسيرات وهذا التكتيك والعدد الكبير الذي اعتُمد عليه. وأؤكد لكم أنّ أيًا من الصواريخ التي يتحدثون عنها استراتيجية والدقيقة والبالستية، أيًا منها لم يصب بأذى أصلًا. وهنا هناك فشل شبيه بعملية الوزن النوعي في سنة 2006، لكن فشل عملية الوزن النوعي بالـ 2006 كان قائدها الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه في حياته، والفشل اليوم قائده – أي الذي سبّبه – هو القائد السيد محسن (السيد فؤاد شكر) في حياته ولكن تحقّق بعد شهادته، ما هو بالضبط؟ نعم، كثير من الوديان وأماكن الفلوات في بعض المناطق الجنوبية من دون تحديد وإن كان الإسرائيلي يعرف نفسه أي قصف، يعتبرها العدو أنّ فيها منصات لهذه الصواريخ البالستية والدقيقة وأنّ فيها منشآت يمكن تدميرها، القائد السيد فؤاد شكر قبل مدة من الزمن اتّخذ قرارًا وبلّغ الأخوة وقاموا بإخلاء جميع هذه الوديان والمنشآت، وما قُصف هو وديان خالية أو تمّ إخلاؤها من هذا النوع من الصواريخ، أتحدث بالشيء الذي له علاقة بالبالستي وبالصواريخ الدقيقة التي يُسمونها هم الصواريخ الاستراتيجية. طبعًا هو بهذه المدة كلما قصف مخزن يصدر بيانًا المتحدث الرسمي التابع لهم المعروف بإسرائيل أنّه من أكبر الكاذبين، أنّه ضربنا صواريخ استراتيجية ونحن صامتون وفرحون بها، لا بأس فليصدق أنه ضرب صواريخ استراتيجية، فهذا فشل، هذا فشل جديد لعملية وزن نوعي مُشابهة لما حصل في الـ 2006.
أيضًا ادّعاء جيش العدو وهذا نتنياهو شخصيًا تبنّى هذه الرواية وأعاد وقالها في حكومته بعد الظهر، أنّه دمر آلاف الصواريخ وآلاف منصات الصواريخ ادعاء كاذب، طبعًا قبل الظهر لم يقولوا صواريخ كاتيوشا، بعد الظهر عندما تبين أنّه ماذا آلاف صواريخ، فبدأوا يقولون قصيرة المدى، أي بدأوا بالتصحيح بعد الظهر. وأيضًا الحديث عن 8000 و 6000 وإلى آخره أنّ هذه تمّ تدميرها.
أيضًا الحقيقة، أولًا ذكرت بأنّ مرابض المسيرات رغم كل الغارات التي حصلت لم تُصب، كل المنصات التي كان معنية بإطلاق الصواريخ كلها أطلقت الصواريخ ولم يتم إصابتها بالغارات التي سبقت، نعم بعد إطلاق الصواريخ هناك منصتين من هذه المنصات الثابتة تمّ قصفها، وهذا شيء طبيعي جدًا، هذا كل يوم يحصل في الجنوب، هناك دعوني أذكر تفصيلًا مهمًا للثقافة العامة وللرأي العام، نحن أصلًا المنصة كم تُكلّفنا؟ يعني إذا أصلحناها وتعبنا عليها وتقنيتها وكل ترتيباتها و”هفهفناها” تكلفنا بين 8000 إلى 10000 دولار، وبالتالي عندما نضع المنصة ويطلقون الشباب منها الصواريخ بالنسبة لنا أرواح الشباب ودماؤهم أغلى بكثير من هذه المنصة فنتركها، وكثير من المنصات أُطلقت منها الصواريخ وبقيت في أماكنها ولم يقصفها العدو، لكن في بعض هذه المنصات كان يكتشفها ويقصفها العدو، فهذا طبيعي، نعم نحن لدينا الآلاف من هذه المنصات وفليحسبها بالحسبة المادية، كم صاروخ ضرب على هذه المنصة التي سعرها بين 6000 و 8000 و 10000 دولار، هذا لا يغير شيء بالمعادلة، منصة كاتيوشا هذه أصلًا عددها إلى ما شاء الله. فهذا بالنسبة للمنصات التي أطلقت الصواريخ. نعم، هو استهدف بعض الوديان ليس في منطقة العمل وهذا طبعًا يُدلّل على شيء مهم سأشير له، استهدف بعض الوديان وتمّ تدمير عدد من المنصات وعليها عدد من الصواريخ، يعني العدد بالعشرات، عشرات المنصات، هذا ليس بمشكلة، إذا كل هذه الغارات، هو يتحدث عن 200 غارة، عن مائة طائرة و200 غارة وتكون النتيجة أنّ هذا العدد من منصات الكاتيوشا تمّ تدميرها خير إن شاء الله أين المشكلة، أمام ما جرى اليوم، أمام هذا المشهد الكبير والعظيم والقوي الذي شاهدناه في هذه الجبهة”.
وتابع نصرالله: “هنا أُريد أن أشير لنقطة مهمة، أنه نعم هو قبل نصف ساعة من توقيت عمليتنا بدأ بالغارات في الجنوب سواءً في جنوب الليطاني أو في شمال الليطاني، الدليل على أنّه لم تكن لديه معلومات استخبارية وإنما هو حسّ على الحركة، لأنه مستيقظ ويقظ وحذر ليلا نهارا، كل الامكانات والقدرات الفنية الاسرائيلية والأمريكية والأوروبية والغربية والأرضية والسمائية والبحرية والهوائية في خدمته، بالنهاية قبل ساعة من بدأ العمل لِنقول منذ الساعة الرابعة هناك عددد كبير من المجاهدين سواءً في جنوب الليطاني أو فيشمال الليطاني سيتحركون ويذهبون إلى المرابض وعلى المنصات ويقومون بوظيفتهم، هو شعر على الحركة ولذلك شن هذه الغارات، والدليل ان كل الاماكن التي استهدفها ليس لها علاقة بعمليتنا اليوم، لا منصات اطلاق الصواريخ ولا مرابض الطائرات المسيرة، وهذا يدل على أنه ليس لديه معلومة استخبارية، بدأوا يتحدثون عن أنهم عملوا انجاز استخباري، كلا، نعم لو أنه طلع الطيران واغار على هذه المنصات التي عليها 300 صاروخ واغار على المرابض التي عليها عشرات المسيرات كان يمكننا ان نقول أن هناك خلل وخرق استخباري وهناك كشف استخباري فني أو بشري وبالتالي قام بإحباط العملية. بالمجموع ما حصل هو عدوان وليس عمل استباقي، وهذا إذا اردنا ان نفترضه عمل استباقي لم يترك أي أثر على الاطلاق على عمليتنا العسكرية اليوم، لا على صواريخها ولا على مسيراتها ولا على مجاهديها ولا على مقاتليها، نحن في كل العملية اليوم إلى حين عبور المسيرات واطلاق كل الصواريخ ورغم كل القصف الذي شمل وديان كثيرة لم يرتقِ أي شهيد، بعد انتهاء العملية قام العدو بقصف عدد من الأماكن مما أدى إلى ارتقاء شهيد من حركة أمل من إخواننا الأعزاء وارتقاء شهيدين لحزب الل،ه هذه كل المحصلة، هذه المعركة الطويلة العريضة كل هذه الغارات الخطيرة التي حصلت هذا اليوم”.
وأضاف: “إذاً نحن أمام في الحقيقة أمام سردية اسرائيلية كلها كذب وادعاءات كاذبة وأمام فشل استخباري لأنه لم يكتشف لا منصاتنا ولا مسيراتنا ولا مرابض مسيراتنا، وكل العملية انجزت بنجاح وتمت بنجاح، لديه فشل استخباري ولديه فشل في العمل الاستباقي وعنده فشل في موضوع الوزن النوعي الذي كان يستهدف الصواريخ البالستية. في المقابل عمليتنا العسكرية اليوم انجزت كما خُططت بدقة بقيادييها، بمجاهديها، بغرف عملياتها، بميدانها رغم كل الظروف الصعبة، كلكم تعرفون المسيرات تملأ سماء الجنوب منذ استشهاد السيد فؤاد بانتظار العمل الذي ستبادر إليه المقاومة، وكل كلام إسرائيلي سمعناه اليوم عن انجازات عظيمة عسكرية وأمنية وفلانية وأفشلنا وعملنا وسوينا هم يكذبون على بعضهم ويضحكون على بعضهم وهذا ليس له أي أساس من الصحة”.
ورأى نصرالله أننا “اليوم شهدنا مشهد يُعبر عن شجاعة المقاومة ومن يؤيدها ومن يساندها ولا يمكننا الحديث بالأسماء عندما اتخذت هذا القرار مع كل التهويل الأمريكي والغربي، أنتم رأيتم كيف اتت وفود ووزراء خارجية ووزراء دفاع ومخابرات واعلام، وإذا حصل رد من حزب الله إسرائيل ستدمر البلد، إسرائيل ستفعل، إسرائيل ستساوي، هذا الزمن انتهى، لا أقول أنه لا يستطيع أو يستطيع، لكن أن يُقدم هذا له حسابات معقدة جداً معقدة جداً، نحن أطلقنا الكاتيوشا والمسيرات فعطلت كل اسرائيل، وقف الكيان كله من الشمال إلى الجنوب، تعطل مطار بن غوريون، فتحوا الملاجىء في تل أبيب، كيف إذا أطلقنا شيئاً ثانياً، رغم كل التهويل الذي ساعد عليه للأسف الشديد بعض الداخل اللبناني المقاومة اتخذت هذا القرار وأقدمت ولم تتأخر أكثر من ذلك. إذاً مشهد شجاعة المقاومة، قرار المقاومة، صلابة المقاومة، قوة المقاومة، مقدرات وقدرات المقاومة البشرية والمادية والعسكرية، وهذه أول عملية كبرى تخوضها المقاومة في غياب قائد كبير كالسيد فؤاد، ولم يكن في كل الأداء وفي كل العمل أي خلل أو نقص أو شائبة والحمد لله رب العالمين، ونحن نعتقد أن أرواح قادتنا الشهداء حاضرة معنا تؤيد وتسدد، لأن هؤلاء الشهداء لهم عند الله سبحانه وتعالى مقام لا يخطر في عقل بشر، إذا تحدثنا فيه ربما هناك ناس لن يستوعبوا هذا الموضوع”.
واعتبر أن “هذا يُعبر عن هذه المقاومة شجاعتها، صمودها، قوتها، اتقانها، حضورها، وفي المقابل مشهد الرعب هناك في الكيان، في مطار بن غوريون وفي المدن وفي المستعمرات، فتح الملاجىء في الشمال، في الوسط في غوش دان، الملايين الذين هربوا إلى الملاجىء وإلى الأماكن المحصنة هذا مشهد يعبر عن هذا التوازن الذي كُنا نتحدث عنه، ولا يوم نحن تحدثنا عن توازن عدد بيننا وبين الإسرائيلي، للأسف بعض المثبطين في لبنان يكذبون مثل الإسرائيلي، ولا يوم تحدثنا عن توازن عدد، ولا يوم تحدثنا عن توازن سلاح، ولا يوم تحدثنا عن توازن قدرات جوية أو قدرات صاروخية أو قدرات عسكرية او قدرات فنية، هذه اسرائيل بظهرها أمريكا والنيتو أيضاً وهذا نعرفه جميعاً، ولكن كُنا نتحدث عن توازن يصنعه الدم ويتغلب فيه على السيف، تصنعه الارادة، تصنعه الشجاعة، يصنعه الإقدام، يصنعه الصبر الجميل، وهذا الذي عشناه في لبنان خلال عقود من الزمن، وأبعدنا عن بلدنا الضعف والوهن والذل والهوان، هذه إسرائيل اليوم شاهدتموها جميعاً معاً، لكن لبنان أين كان؟ نعم كان الجنوب يعاني في حدود معينة ومع ذلك كان العدو يقصف اطراف القرى، الوديان، الجبال، كان لا يجرؤ أن يمس بالمدنيين، وهذه نقطة قوة، العدو كله، كل كيان العدو في حالة رعب، في حالة دهشة، في حالة استنفار، جميعهم نزلوا إلى ملجأ التابع لِوزارة الدفاع رئيس الحكومة ووزير الحرب و.. و.. و..، وفي لبنان العدو لا يجرؤ ان يمس بالمدنيين لماذا؟ هل لأنه يوجد قيم وأخلاق؟! أنتم ترون ما الذي يحدث في غزة، هل لأنه يوجد قانون دولي؟ هل لأن يوجد مجتمع دولي؟ هل لأنه يوجد عالم عربي؟ هل لأن يوجد جامعة دول عربية؟ هل لأنه يوجد منظمة تعاون إسلامي؟ لا، بل لأنه توجد مقاومة، توجد إرادة مقاومة ويوجد مقاومين شرفاء وتوجد بيئة تحتضن المقاومة مهما كان الثمن، هذه المعادلة التي عُدنا إلى تكريسها في هذا اليوم.
بالنسبة لِبعدين ( أي المرحلة القادمة) نحن في البيانات قُلنا انه في رد أولي، طبعاً عندما قُلنا مرحلة أولى، كُنا نقصد بالمرحلة الأولى هو ضرب القواعد العسكرية في الشمال، والمرحلة الثانية هي انطلاق المسيرات وعبورها للحدود ووصولها إلى الأهداف المنشودة، يعني أن عمليتنا اليوم كانت من مرحلتين، لأنه يوجد البعض اعتبرها كلها مرحلة أولى، لا، هي عملية من مرحلتين: المرحلة الأولى: 340 صاروخ كاتيوشا استهدف 11 أو 12 موقع وثكنة عسكرية كبيرة ومهمة في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل، والمرحلة الثانية: هو عبور عشرات المسيرات بأحجام وأنواع مختلفة باتجاه أهداف العسكرية في العمق، هذه العملية اليوم انتهت، قُلنا رد أولي، هل أُقفل هذا الملف؟ أستطيع أن أقول لكم وأيضاً بشفافية، نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى في هاتين القاعدتين وبالخصوص في غليلوت، سنتابع مصادرنا والمعلومات التي يُمكن ان نحصل عليها وما شاكل.. إذا كانت النتيجة مرضية وتُحقق الهدف المقصود، فنحن نعتبر ان عملية الرد على اغتيال الشهيد القائد الحج محسن السيد محسن واستهداف الضاحية قد تمت، وإذا لم تكن النتيجة في نظرنا كافية فسنحتفظ حالياً لأنفسنا بِحق الرد حتى وقت آخر، “خلي الناس يريحوا أعصابهم”، من يُريد أن يرجع إلى بيته فليعود إلى بيته، البلد يرجع يهدأ من جديد، لأن البلد كان كله متوتر بطبيعة الحال، وساعدت عليه الحروب النفسية والاشاعات منذ اغتيال الشهيد القائد الحاج محسن، إذا لاحقاً قررنا أن هذا الرد الأولي غير كافي ويحتاج إلى استكمال، هذا يأتي وقته إن شاء الله لاحقاً في وقت متأخر ولاحق، بالمرحلة الحالية البلد يستطيع أن يأخذ نفس ويستطيع أن يرتاح، وعلى كل حال العدو أعلن، وإن كُنا لا نأمن من غدره، أن ما جرى اليوم انتهى، ونحن بالبيان الثالث أيضاً أعلنا انتهاء العملية العسكرية لهذا اليوم، ويبقى بيننا المستقبل، المستقبل الذي يُبنى على الشيء مقتضاه على ضوء الوقائع والحقائق والأحداث والنتائج”.
وختم نصرالله مؤكدا “عمليتنا اليوم في كل الأحوال قد تكون مفيدة جداً للمفاوضات للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي الذي يفاوض إلى جانب الفريق الفلسطيني، ورسالته واضحة للعدو ومن خلف العدو للأمريكان، أن أي آمال، أي آمال لإسكات جبهات الاسناد سواءً في لبنان أو في اليمن أو في العراق، يعني هذه الجبهات المفتوحة فعلاً، هذه آمال خائبة رغم التضحيات في كل هذه الجبهات وخصوصا عندنا في الجبهة اللبنانية، رغم التضحيات، رغم الشهداء، رغم الجراح، رغم البيوت المهدمة والمواجهات اليومية، نحن ما بدأناه منذ 11 شهرا سَنُكمله إن شاء الله، لن نتخلى على الإطلاق مهما كانت الظروف والمخاطر والتهديدات والتحديات والتهويلات وأيضاً التضحيات، لن نتخلى لا عن غزة ولا عن أهل غزة ولا عن المقاومة في غزة ولا عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين، ونحن اليوم في يوم سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، الذي بقي خطابه في يوم العاشر من المحرم وهو محاصر بآلاف المقاتلين الشرسين والمتوحشين، ولكن عندما عُرض عليه أن يتخلى عن الحق، أن يستسلم في الكلمة المعروفة التي نقولها في مناسباتنا الدينية والسياسية أيضاً، أَختم بها في يوم الأربعين، في يوم عملية الأربعين، في يوم الثأر والقصاص العادل لدماء الشهيد القائد الحاج السيد فؤاد شكر الحج محسن السيد محسن والنساء والاطفال من شهداءنا في الضاحية وكل شهداءنا في لبنان، نُجدد نفس الخطاب، نفس المضمون النفسي والروحي والفكري والعقائدي: ألا إنّ الدعي ابن الدعي، هذا الإسرائيلي، هذا الموجود غير الشرعي، ولذلك هو دعي ابن دعي، لأن أميركا أيضاً موجود غير شرعي، هي دولة استيطان ذبحوا مئة مليون هندي أحمر، على كلٍ، ألا إنّ الدعي ابن الدعي، اليوم إسرائيل بنت أميركا او ابن أميركا، الكيان يصبح ابن، قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، اليوم قال مجاهدونا ومقاومونا في كل لبنان وفي كل الخطوط، وقال اهلنا وقال شعبنا وقالت بيئتنا وقالت عوائل شهداءنا وقال جرحانا وقالت أطفالنا ونساءنا ورجالنا وكبارنا وصغارنا ومدننا وقرانا وأحيائنا، قالت كلمة إمامهم سيد الشهداء: هيهات منا الذلة، نحن قوم لا يُمكن أن نَقبل بِذُل ولا يمكن أن نَحني الرقاب لأحد، ودمنا المظلوم سينتصر على هذا السيف، ونحن لا نُقاتل اليوم بالدم فقط، بل نُقاتل بالعقل وبالسلاح وبالمسيرات وبالصواريخ البالستية المخفية والمخبأة ليوم قد يكون آتٍ، على هذا العدو أن يَحذر جيداً وأن يفهم جيداً حقيقة وطبيعة لبنان والمتغيرات الكبرى التي حصلت في لبنان، لم يعد لبنان الضعيف الذي تستطيعون اجتياحه بفرقةٍ موسيقية، بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم فيه بفرقةٍ موسيقية”.