وسط الصراع السياسي والانساني والحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة وسقوط الآلاف من الشهداء وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها تحدث الكاتب والمفكر السياسي بيتر بينارت لشبكة CNN في كتابه الجديد ” ان تكون يهوديا بعد تدمير غزة لحساب المتطرفين” وياخذنا بينارت في رحلة وجدانية وعميقة تتجاوز حدود السياسة التقليدية متناولا معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وتأثير ذلك في فهمه لليهودية ودولة اسرائيل
بينارت الذي كان يوما من اشد مؤيدي اسرائيل يروي كيف ادت تجربته المباشرة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية الى تحول جذري بفكره وتحول الامر من دعم غير مشروط لإسرائيل الى انتقاد لاذع لسياستها تجاه الفلسطينيين ليطرح تساؤلات حول العدالة والمساواة في سياق الدمار المستمر في غزة
وليس بعيداً ان يكرر بنيارت قناعته عندما يتعلق الامر بالعربدة الإسرائيلية المتفاقمة ايضا في لبنان حين مددت اسرائيل لوحدها ولحسابها تمديد وقف إطلاق النار من ستين يوما الى ١٨ شباط الجاري!! و لأنها هي التي تقرر وحدها، رأت انها ستحتفظ بالبقاء في سبع مرتفعات في جنوب لبنان دون أن لا يكون لاحد غيرها رأي في هذه الحالة!! ولذلك اندلعت احتجاجات شعبية على طريق المطار القديمة تطورت الى اشتباكات طالت اليونيفل قابلها الجيش اللبناني ما تسبب باثارة موجة فورية فيها الكثير من الاذى في بداية عهد الحكومة الجديدة واعلنت طهران عن استعدادها لإجراء محادثات بناءة لحل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين ومعالجة الامر بنية حسنة. بينما بحث وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي مع نظيره اللبناني يوسف رجا في العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية
ووفقا للعديد من الخبراء فإن ما يجري اليوم ليس سوى اعادة لاحياء مخططات اميركية تهدف الى اعادة رسم خرائط الشرق الأوسط وسط اعتبارات جيوسياسية
ولا نفهم ابعاد هذا الاجرام الإسرائيلي المنقطع النظير في غزة ولبنان الا ترجمة لتلخيص ما قاله نتنياهو عن مخطط إسرائيلي اميركي قديم يستحضر في حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة وفي العدوان على لبنان ، لايجاد الفوضى وعدم الاستقرار ، وبناء شرق اوسط جديد تتبوأ فيه اسرائيل ركنا اساسيا في المنطقة من دون ان يعترض عليها احد ، ورسم خريطة النفوذ والسلطة في المنطقة ككل فوق انقاض الدمار والتهجير الذي تحدثه الة القتل الإسرائيلية ، وهو ما يتضح الان عند الحديث عن ” إسرائيل الكبرى” وتوسعة رقعتها من دون حدود معلنة من خط فيلاديلفيا عند حدود مصر وغزة حتى الليطاني في لبنان ومناطق من شرق الاردن مرورا بجنوب غرب سورية وربما اوسع ، اما القسم الثاني فيرتبط باسرائيل الكبرى افتراضيا